يواجه كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر أحد أشهر لاعبي كرة القدم في العالم، دعوى قضائية جماعية من مستثمرين أمام إحدى المحاكم الفيدرالية الأميركية تتهمه بالترويج لبورصة العملات المشفرة بينانس (Binance)، التي تواجه تدقيقًا قانونيًا في أميركا.
وأعلن رئيس بورصة بينانس، تشانغبينغ تشاو، الملقب بـ«CZ»، في 21 نوفمبر الجاري، تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي، بعد أكثر من 5 شهور من الضغوط المتزايدة على البورصة، بعد أن اعترف بالذنب في تهم غسل الأموال وانتهاك العقوبات، في إطار تسوية شاملة تم التوصل إليه مع وزارة العدل الأمريكية بهدف الحفاظ على استمرارية عمل الشركة.
وبحسب الاتفاق، وافقت بينانس على دفع غرامة قدرها 4.3 مليار دولار، هي الأكبر يتم فرضها على أحد اللاعبين في صناعة العملات المشفرة، التي تواجه تدقيقا شديدا من قبل وزارة العدل والوكالات الحكومية الأخرى وأعضاء الكونغرس.
وقال ممثلو الادعاء إن الشركة ستدفع 1.81 مليار دولار في غضون 15 شهرًا، بالإضافة إلى مصادرة 2.51 مليار دولار أخرى كجزء من الصفقة مع وزارة العدل، وسيدفع تشاو شخصيًا 50 مليون دولار، وبمقتضى التسوية سيحتفظ «CZ» بحصة الأغلبية في الشركة، وسيمنع تشاو من الاستمرار في تولي أي دور تنفيذي.
اقرأ أيضًا.. بورصة بينانس: كيف يرى الخبراء مستقبل الكريبتو بعد استقالة «CZ»؟
ما قصة الدعوى القضائية ضد كريستيانو رونالدو؟
وفقًا لموقع كوينتليغراف، تعرض نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو لدعوى قضائية جماعية مقترحة من المدعين الذين زعموا أنهم تكبدوا خسائر بسبب ترويجه لبورصة العملات المشفرة بينانس، وفي الدعوى القضائية التي تقدم بها المدعون في 27 نوفمبر الجاري إلى محكمة في فلوريدا أن رونالدو «روج أو ساعد أو شارك بنشاط في عرض وبيع الأوراق المالية غير المسجلة بالتنسيق مع بينانس».
دخلت بورصة بينانس في شراكة لسنوات مع رونالدو في منتصف عام 2022 للترويج لسلسلة من الرموز المميزة غير القابلة للاستبدال (NFTs)، مع ربط ثلاث مجموعات على الأقل من مجموعات نجم كرة القدم بـ بينانس.
والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) هي أصول رقمية فريدة وحصرية تعتمد على تقنية البلوكشين. يمكن أن تمثل هذه الرموز أي شيء، مثل الأعمال الفنية، أو الموسيقى، أو الرياضة، أو الألعاب، أو الهوية. تختلف هذه الرموز عن العملات المشفرة العادية، مثل البيتكوين أو الإيثريوم، لأنها لا تتميز بصفة التماثل أو القابلية للاستبدال. بمعنى آخر، لا يمكن تبديل رمز NFT بآخر مماثل له، لأن كل رمز له خصائصه وقيمته الخاصة.
Cooking something up with @binance https://t.co/FMAP5GAdxE
— Cristiano Ronaldo (@Cristiano) November 28, 2023
تزعم الشكوى أن المستخدمين الذين اشتركوا في NFTs الخاصة برونالدو كانوا أكثر عرضة لاستخدام بورصة بينانس لأغراض أخرى، مثل الاستثمار في ما يزعمون أنها أوراق مالية غير مسجلة، بما في ذلك العملة المشفرة الخاصة بالبورصة Binance’s BNB (BNB) وبرامج عائد العملات المشفرة الخاصة بها.
وتقول الشكوى إن رونالدو كان جزءًا رئيسيًا من شعبية بينانس المتزايدة بسبب تأثيره ومدى وصوله، مع 850 مليون متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يزعمون أن مبيعات NFT الخاصة به كانت «ناجحة بشكل مذهل» في الترويج للبورصة، مع زيادة بنسبة 500٪ في عمليات البحث عن بينانس في الأسبوع التالي للبيع الأولي.
اقرأ أيضًا.. ما مستقبل بورصة بينانس بعد تنحي « CZ»؟.. خبراء يتحدثون
كريستيانو رونالدو ليس الأول
وكريستيانو رونالدو ليس الأول يواجه مثل هذه الدعاوى. في مارس الماضي اتهم المنظمون الأمريكيون ثمانية مشاهير، منهم المؤثر والملاكم جاك بول ورائد الأعمال جوستين صن، بالمشاركة في مخطط تشفير غير قانوني. واتهمت لجنة الأوراق المالية، الثمانية باستخدام منصاتهم الاجتماعية وحساباتهم الشخصية في تعزيز رمزين مشفرين والترويج لهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هما TRX وBTT.
ويزعم المدعون في الدعوى الجماعية مايكل سايزمور، وميكي فونجدارا، وجوردون لويس، وهم: أن «رونالدو كان على علم أو كان ينبغي أن يعرف عن بيع Binance لأوراق مالية مشفرة غير مسجلة، حيث يتمتع بخبرة استثمارية وموارد هائلة للحصول على مستشارين خارجيين».
اقرأ أيضًا.. بعد تنحيه عن منصبه.. من هو «CZ» رئيس بورصة بينانس؟
واستشهدت الدعوى بتوجيهات هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية (SEC) التي تحذر المشاهير من عدم الكشف عن المدفوعات المتلقاة مقابل الترويج للعملات المشفرة، وهو ما تدعي الشكوى أن رونالدو لم يفعله.