هل فكرت يومًا في تفويت الاجتماع الصباحي المقرر في التاسعة صباحًا؟ بفضل شركات التكنولوجيا، لدينا الآن مساعد الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه أن يحل محلنا في الاجتماعات. مساعد الذكاء الاصطناعي هو مصطلح يطلق على البرامج والتطبيقات التي تنوب عن المستخدمين في الاجتماعات عبر الإنترنت. تقوم هذه البرامج والتطبيقات بمهام مثل تسجيل الاجتماعات وتلخيصها وكتابة الملاحظات. تمنحنا هذه التقنيات المزيد من الوقت والجهد الذي نضيعه في اجتماعات مملة، وتتيح لنا التركيز على مهام أكبر. ولكن هذه التقنيات قد تكون كارثية للشركات حول العالم، فكيف ذلك؟
غوغل ومايكروسوفت وزووم هي بعض الشركات التي أطلقت مساعدين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي يمكنهم حضور الاجتماعات نيابة عنا. في سبتمبر، أطلقت شركة زووم مساعدًا يستند إلى الذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بمهام مثل كتابة رسائل البريد الإلكتروني والرسائل، وتلخيص الاجتماعات، والمساعدة في جلسات العصف الذهني. يشبه هذا المنتج مساعد الذكاء الاصطناعي ديوت إيه آي (Duet AI) من غوغل، وكوبايلوت (Copilot) من مايكروسوفت، وفقًا لموقع إنسايدر.
اقرأ أيضًا.. كيف تصبح مهندس أوامر في الذكاء الاصطناعي؟.. الراتب يصل إلى 300 ألف دولار
تدهور علاقات العمل
في تقرير نشره موقع «فورتشن»، حذر خبراء من أن التكنولوجيا الجديدة من مايكروسوفت وزووم وغوغل، التي تبدو مفيدة للإنتاجية، قد تؤدي إلى العديد من المخاطر مثل تدمير علاقات العمل، وإيذاء الموظفين الأضعف، وتقويض ثقافة المكتب.
يقول الخبراء: «مع انتشار الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تتيح لنا التكنولوجيا تخطي اجتماعات زووم وإرسال مساعدين آليين نيابة عنا. هذه الممارسة لا تزال في مراحلها الأولى، ولكنها تلقى بعض الاهتمام».
يضيف الخبراء: «السبب وراء الاهتمام هنا واضح. يرغب الرؤساء والموظفون في استغلال أوقاتهم في مهام أكبر بدلاً من إضاعته في جداول أعمال واجتماعات طويلة بلا هدف».
لكن ربما تتراجع عن استخدام مساعد الذكاء الاصطناعي إذا عرفت السلبيات التي قد تنجم عن مخاطر هذه التكنولوجيا. تقول جينين تيرنر، أستاذة ومديرة برنامج الاتصال والثقافة والتكنولوجيا في كلية ماكدونو للأعمال بجامعة جورج تاون، «أنا خائفة من أنه من أجل تحقيق الكفاءة، قد يحرم الروبوت الموظفين من فرصة تعزيز الروابط بينهم، قد نصبح أكثر انفصالًا وتبعية وعزلة عن بعضنا البعض».
تشويه صورة المديرين!
توفر هذه التكنولوجيا فرصة للمديرين للتركيز على مهام أكبر، لكنها في الوقت نفسه ترسل رسالة سلبية عندما ينوبون روبوتًا بديلًا عنهم. تقول تيرنر «يعبر الروبوت البديل عن رأي المدير بأن الاجتماع غير مهم بما يكفي. تقول الرسالة أيضًا: أستطيع الحصول على ما أريده دون التواصل معك».
اقرأ أيضًا.. كيف تسخر الشركات الناشئة قوة الذكاء الاصطناعي في تطوير منتجاتها وخدماتها؟
خطر على مهارات التواصل بين الموظفين!
المديرون ليسوا الوحيدين الذين يواجهون خطرًا بسبب التكنولوجيا الجديدة. إذا أصبحت ممارسة إرسال الروبوتات إلى الاجتماعات شائعة بين الموظفين، فقد يتضرر موظفو الشركات. يتأثر موظفو جيل الألفية كثيرًا بوجود روبوتات الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات. تنعكس التأثيرات على ضعف المهارات الاجتماعية للشباب الذين ينضمون إلى سوق العمل؛ يحتاج هذا الجيل إلى ممارسة أكبر قدر ممكن من التعامل مع شخصيات مختلفة والتفاعل في الوقت الحقيقي، وتعلم كيفية التعامل مع المواضيع الحساسة، وفقًا لتيرنر.
«وبالنسبة للنقطة الأخيرة، فهم ليسوا وحدهم»، تضيف تيرنر. في بحثها، تلاحظ زيادة ظاهرة تفادي المحادثات المباشرة داخل أماكن العمل. وتخشى أن تجعل الروبوتات من تجنب الاجتماعات أمرًا سهلاً.
نصوص بلا روح!
الروبوتات قد تستطيع توليد نص مكتوب، ولكنها لن تستطيع أبدًا التعبير عن العواطف الخفية أو العلاقات الاجتماعية التي تتشكل من خلال المحادثات خلال الاجتماعات فتصبح نصوصًا بلا روح.
إذا أرسلت روبوتًا إلى اجتماع بدلاً من الحضور شخصيًا، فلن تكون قادرًا أبدًا على «رؤية الإشارات غير اللفظية التي يبعثها زملاء العمل، أو تلك التعليقات السريعة، أو الحالة المزاجية التي تنعكس في نبرة الصوت». كما تقول تيرنر.
تقول تيرنر أيضًا إن الروبوت البديل سيكون مسؤولًا عن ضعف الروابط بين الزملاء، وتعزيز نقص الثقة الناجم عن تقويض هذه الروابط، وهي أمور ترتبط أساسًا بجعل الشركات أكثر إنتاجية وربحية عندما يشعر الموظفون بقوة التواصل الاجتماعي.
تشير تيرنر هنا إلى أهمية المحادثات غير الرسمية في الطرقات المؤدية إلى غرف الاجتماعات الرسمية قبلها وبعدها: «لن يكون مساعدك الذكي موجودًا حتى في تلك المناسبات».
اقرأ أيضًا.. عودة ذي بيتلز: كيف أحيا الذكاء الاصطناعي أسطورة موسيقى الروك بعد نصف قرن؟
تفاقم المشكلات بدلاً من حلها
الاعتماد على الروبوت البديل لحضور الاجتماعات قد يكون سببًا لتفاقم مشكلات أخرى، يشرح ليورام كالمان، أستاذ تكنولوجيا الاتصالات، قائلًا: «قد يستخدم الناس مساعدي الذكاء الاصطناعي لأن الشخص الذي يدير الاجتماع يميل إلى الثرثرة، أو لأن الموظفين قد يشعرون أن الذهاب إلى معظم الاجتماعات لا جدوى منه لأن صوتهم لا يهم»، يقول كالمان: «لن تحل الروبوتات الذكاء الاصطناعي أيًا من هذه المشاكل».
استخدام مساعدي الذكاء الاصطناعي قد يجعلنا نقع في خطأ كبير. يختتم كالمان مشيرًا إلى أنه: «سيتحول استخدام روبوتات الاجتماعات إلى وسيلة لتثبيت ممارسة يجب إعادة النظر فيها تمامًا».