مستشارك الشخصي حين تحتاج إلى المشورة. رفيقك حين تحتاج إلى رفيق. وشريكك في بيئة العمل حين تحتاج إلى شريك. وفوق كل ذلك لا يعرف طريقًا إلى النوم أو حتى شكوى من الإجهاد. يقول بعض قادة الذكاء الاصطناعي إن كل شخص سيكون لديه «مساعد شخصي» يعمل بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.
منذ إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العالم «تشات جي بي تي»، قام المستخدمون بدمجه في حياتهم الشخصية والعملية. يستخدم البعض الذكاء الاصطناعي للتخطيط للإجازات وطلب الوجبات، بينما يستخدمه آخرون ليكونوا أكثر إنتاجية في العمل.
في السطور التالية يتحدث قادة الذكاء الاصطناعي عن مستقبل التقنية الجديدة، ومدى تأثيرها على حياتنا اليومية.
اقرأ أيضًا.. منصة الألعاب روبلوكس تنضم إلى ثورة الذكاء الاصطناعي.. ماذا تجهز للغايمرز؟
الذكاء الاصطناعي مدربًا ورفيقًا
كان هناك الكثير من القلق الجماعي بشأن التهديد الذي قد يشكله الذكاء الاصطناعي على البشرية، لكن الكثيرين من قادة التكنولوجيا يؤكدون أن الأمر سيمر بسلام، ويمكن أن يكون في الواقع إيجابيًا تمامًا.
«سيسمح الذكاء الاصطناعي للجميع بأن يكون لديهم مساعدهم الشخصي في السنوات الخامس المقبلة»، يقول مصطفى سليمان، المؤسس المشارك لشركة «ديب مايند» (DeepMind).
و«ديب مايند تكنولوجيز المحدودة»، هي شركة تعمل تحت اسم «غوغل ديب مايند»، وهو مختبر أبحاث بريطاني أمريكي للذكاء الاصطناعي يعمل كشركة تابعة لشركة غوغل. تأسست في المملكة المتحدة عام 2010، ثم استحوذت عليها غوغل في عام 2014، لتصبح شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة ألفابت. يقع مقر الشركة في لندن، ولها مراكز أبحاث في كندا، فرنسا، والولايات المتحدة.
وقال سليمان، وهو الآن الرئيس التنفيذي لشركة «إنفليكشن إيه آي» (Inflection AI)، في مقابلة مع «سي إن بي سي»، عندما أراد وصف الذكاء الاصطناعي: «سيكون قادرًا على التفكير معك، ومساعدتك على تحديد أولوياتك، ودعمك في الابتكار، وأن تكون أكثر إبداعًا»، مضيفًا «سيكون مساعدًا للباحثين، ولكنه سيكون أيضًا مدربًا ورفيقًا».
اقرأ أيضًا.. أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لإدارة شركتك دون موظفين
الذكاء الاصطناعي معلمًا شخصيًا
ليس سليمان وحده من يتنبأ بعالم يقترن فيه الجميع بالمساعد الشخصي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي. يقول سال خان، مؤسس منصة التعليم خان أكاديمي، إن «الذكاء الاصطناعي سيسمح لكل طالب بالحصول على معلم شخصي. وكتب بيل غيتس في منشور على مدونته أن «GPT ستكون مثل وجود عامل من ذوي الياقات البيضاء متاح في جميع الأوقات».
يستخدم البعض بالفعل أداة الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» كبديل ميسور التكلفة للمساعد الشخصي.
وظّف أحد رواد الأعمال «تشات جي بي تي» باعتباره كبير الموظفين التقنيين. في الوقت الذي قال فيه كاتب مستقل إنه استخدم «تشات جي بي تي» كـ«مساعد افتراضي» لمساعدته في ابتكار العناوين، ووضع الخطوط العريضة للأفكار التي تتناول مقالاته؛ يدعي أن هذا جزء من سبب قدرته على العمل 30 ساعة فقط في الأسبوع.
وجدت دراسة أجريت أن الشركات التي تعمل كوكيل للدعم الفني للعملاء الذين لديهم مساعدين من الذكاء الاصطناعي يمكنهم تحقيق إنتاجية أعلى، واقتراح ردود أفضل على العملاء من أولئك الذين ليس لديهم الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. جيميني.. تعرّف إلى أداة غوغل الجديدة المنافسة لـ«تشات جي بي تي»
الذكاء الاصطناعي العام
وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه الثقة الكاملة بالذكاء الاصطناعي لأتمتة حياتنا. يميل «تشات جي بي تي» إلى إنتاج أخطاء، ويحتوي على تحيزات، ويتطلب أحيانًا تكرارات متعددة للموجه قبل أن يصدر المخرجات التي تريدها، بحسب «بيزنس إنسايدر».
وبينما يتفق الخبراء على إحراز تقدم نحو شكل جديد من الذكاء الاصطناعي يسمى الذكاء العام الاصطناعي – أو AGI – إلا أننا لم نصل إلى هذا الحد بعد.
الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا أكبر من حياة الجميع، وما إذا كانت الروبوتات ستفيد البشرية أكثر من الضرر.