كشف كارانفير أناند، مدير البرامج الفنية في غوغل، عن تحول جذري في طبيعة عمله خلال السنوات الأخيرة. منذ انضمامه للشركة قبل ثلاث سنوات، لاحظ أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي أصبح محور اهتمام غوغل، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في مهام وظيفته اليومية.
يقول أناند: «لقد تحول الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة مساعدة إلى شريك أساسي في العمل، مما مكننا من تحقيق إنجازات لم نكن نتخيلها من قبل».
التدريب المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي
أكد كارانفير أناند، في مقابلة مع بيزنس إنسايدر، أن التدريب المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي يعد استثمارًا استراتيجيًا بالنسبة لغوغل، حيث يساهم في تعزيز قدرة الشركة على تطوير منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات المستخدمين المتطورة.
وأشار أناند إلى أن غوغل تشجع روح الابتكار من خلال تنظيم هاكاثونات للذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس الفرق المختلفة لتطوير حلول مبتكرة. وبهذه الطريقة، تساهم الشركة في دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: صراع بين غوغل و«OpenAI» على سوق البحث: من يفوز؟
زيادة الإنتاجية
ويتوقع أناند أن يستمر دور الذكاء الاصطناعي في التطور والتوسع في المستقبل القريب. ومع ذلك، فهو يؤكد أن الذكاء الاصطناعي يساعد الموظفين حاليًا على زيادة إنتاجيتهم، مما يتيح لهم التركيز على مهام أكثر تعقيدًا وإبداعًا، وبالتالي زيادة مساهمتهم في نجاح الشركة.
وأوضح أناند أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محورياً في تحسين كفاءة العمل في غوغل. فبرنامج «Gemini for Google Workspace»، الذي يوفر مساعد ذكاء اصطناعي متكامل، يتولى العديد من المهام الإدارية الروتينية، مما يتيح للموظفين التركيز على المهام الإبداعية التي تضيف قيمة حقيقية للشركة. وبذلك، يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة العمل في غوغل.
ويساعد البرنامج في مهام مثل جدولة الاجتماعات وتقارير المشروع وإدخال البيانات، حيث أن الذكاء الاصطناعي يقوم بكل هذه المهام الإدارية، دون الحاجة إلى الموظفين.
ضمان جودة المنتجات والامتثال
وقال كارانفير أناند: «أدوات الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا حاسمًا في ضمان جودة منتجات الشركة وامتثالها للوائح الدولية. ففي حالة اللائحة الأوروبية، على سبيل المثال، كانت الدقة وسرعة التنفيذ عاملين أساسيين، وقد ساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تحقيق هذه الأهداف».
وتابع «بصفتي شخصًا لغته الأم ليست الإنجليزية، فقد كان برنامج Gemini in Gmail بمثابة منقذ لي. فقد ساعدني على التعبير عن أفكاري بدقة ووضوح، والتأكد من أن اتصالاتي احترافية وخالية من الأخطاء النحوية والإملائية. بفضل هذه الأداة، أصبحت أكثر ثقة في استخدام اللغة الإنجليزية في بيئة العمل».
اقرأ أيضًا: بعد الاتهام بالاحتكار.. ماذا يعني تفكيك غوغل وكيف يحدث؟
توقع المخاطر المحتملة
قال أناند: «باعتباري مسؤولًا عن فريق كبير من مهندسي البرمجيات، أجد أن الذكاء الاصطناعي في جداول بيانات جوجل أداة لا غنى عنها. فهو يساعدني بشكل كبير في تخصيص المهام لكل مهندس بناءً على مهاراته وقدراته، مما يوفر لي ساعات طويلة من العمل اليدوي الروتيني. وبفضل هذه الأداة، أصبحت قادراً على إنجاز المزيد من المهام في وقت أقل».
وأوضح أناند أنه كمدير برنامج فني، يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي لتوقع المخاطر المحتملة في المشاريع. ويتم ذلك من خلال تغذية نماذج الذكاء الاصطناعي ببيانات تاريخية عن المشاكل والأخطاء السابقة، ثم طرح أسئلة حول المخاطر المتوقعة في المستقبل. وبهذه الطريقة، يمكنه اتخاذ إجراءات وقائية مبكرة لتجنب حدوث أي مشاكل.
وأضاف أناند أن الذكاء الاصطناعي يوفر رؤى قيمة لإدارة المشاريع من خلال قدرته على رسم خريطة شاملة للمخاطر المحتملة وتوقع المشكلات المستقبلية. هذا الأمر يتيح لفريق الإدارة اتخاذ إجراءات استباقية للحد من الآثار السلبية للمخاطر المحتملة، وتحسين إدارة الوقت والموارد. كما يمكن للأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي أن تساعد في تحديد الجدول الزمني الأمثل للمشروع وتوقع أي تأخيرات محتملة، مما يساهم في إنجاز المشروع بنجاح وفي الوقت المحدد.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الإدارة
أكد أناند على أهمية النهج المتبع في غوغل لدمج الذكاء الاصطناعي مع الكفاءات البشرية في عملية الابتكار. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على زيادة الإنتاجية، لا يمكنه أن يحل محل القدرات البشرية الفريدة مثل القيادة والتفكير الاستراتيجي. لذلك، يجب أن يكون هناك توازن بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والاستفادة من المهارات البشرية.
اقرأ أيضًا: Llama 3.1: ميتا تطلق أقوى نموذج ذكاء اصطناعي يتفوق على GPT-4o
وأشار إلى أن الفهم العميق للذكاء الاصطناعي وتدريب الموظفين على استخدامه بشكل فعال هو مفتاح تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية.
وقال: «بأعتقد أن تحديد المهام بدقة هو الخطوة الأولى لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي. فمن خلال تحديد المهام التي تتطلب الذكاء الاصطناعي، يمكننا تتبع أداء الفريق بشكل أفضل وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. كما يمكننا تقديم التدريب اللازم للموظفين لضمان استخدامهم للذكاء الاصطناعي بشكل فعال».