مخاطر الذكاء الاصطناعي تجمع المتنافسين على طاولة واحدة.. هل يتوصلون لحلول؟

مخاطر الذكاء الاصطناعي.. اجتمع قادة التكنولوجيا في جلسة مغلقة بدعوة من السيناتور الأميركي تشاك شومر، في مجلس الشيوخ، الأربعاء، لمناقشة كيفية وضع تشريعات من شأنها السيطرة على استخدامات الذكاء الاصطناعي، في ظل التحذيرات من خطورته على البشرية

وشارك في الاجتماع أكثر من 20 من قادة التكنولوجيا والمجتمع المدني، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيين لأكبر 10 شركات في مجال التكنولوجيا.

مخاطر الذكاء الاصطناعي وقادة التكنولوجيا

على الرغم من الخلاف والمنافسة بين قادة التكنولوجيا الحاضرين في الاجتماع؛ إلا أن الجميع جلسوا على طاولة واحدة برئاسة السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، لدراسة التوصل إلى التشريعات التي يجب أن يتم من خلالها السيطرة على استخدامات الذكاء الاصطناعي.

وفي قاعة كينيدي الانتخابية بمبنى مجلس الشيوخ، جلس المتنافسون على طاولة واحدة، وأبرزهم: إيلون ماسك من تسلا Tesla، ومارك زوكربيرغ من ميتا Meta، وسام ألتمان من أوبن إيه أي OpenAI، وسوندار بيتشاي من غوغل Google، وساتيا ناديلا من مايكروسوفت Microsoft، وجنسن هوانغ من نيفيديا Nvidia، وبيل غيتس رابع أغنى رجل في العالم، وبعض الشخصيات الأخرى، بالإضافة إلى قادة النقابات العمالية، ومجموعات المجتمع المدني.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن قادة التكنولوجيا في العالم، الذين يمثلون شركات تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 6.5 تريليون دولار، يخافون من تأثير الذكاء الاصطناعي، حيث دارت الجلسة حول تأثيراته التحويلية والمحفوفة بالمخاطر.

تفاصيل ما حدث بين قادة التكنولوجيا في مجلس الشيوخ؟

«اليوم نبدأ مهمة هائلة ومعقدة وحيوية: بناء قواعد لاستخدامات الذكاء الاصطناعي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي».. بهذه الكلمات بدأ السيناتور شومر، جلسة مجلس الشيوخ، التي كانت عن تدور حول مخاطر الذكاء الاصطناعي.

وتابع: «ستكون هذه واحدة من أصعب المهام التي نقوم بها، لأن الذكاء الاصطناعي معقد للغاية، وسيؤثر على كل مجالات الحياة تقريبًا، ويتطور طوال الوقت».

ووصف الملياردير إيلون ماسك، الذكاء الاصطناعي بأنه سيف ذو حدين، في تصريحات عفوية في الاجتماع، حيث أخبر أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بأن التكنولوجيا يمكن أن تكون مصدرًا هائلاً للخير، ولكنه حذر من المخاطر التي تهدد الحضارة، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن مصدر مطلع.

في الوقت نفسه حذر سام ألتمان، رئيس شركة أوبن إيه أي، من مخاطر الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن تفعله التكنولوجيا في المجتمع إذا لم يتم تنظيم عمل هذه التكنولوجيا؛ لذا أكد أنه يؤيد إنشاء وكالة تنظيمية لها قواعد خاصة بإصدار التراخيص حول الذكاء الاصطناعي.

لكن ممثلو غوغل وشركة آي بي إم IBM اعترضوا على ذلك، وقال أرفيند كريشنا، الرئيس التنفيذي لشركة IBM: «إن نظام ترخيص الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة ضربة خطيرة للابتكار المفتوح ويخاطر بخلق شكل من أشكال السيطرة التنظيمية، وهذا من شأنه أن يزيد التكاليف عن غير قصد، ويعيق الابتكار، ويلحق الضرر باللاعبين الصغار ومطوري المصادر المفتوحة، ويعزز القوة السوقية لعدد قليل من الشركات».

ماذا انتهى إليه الاجتماع؟

وفي نهاية الاجتماع حث معظم المديرين التنفيذيين الموجودين في الغرفة، بطريقة أو بأخرى، على التركيز على وضع قواعد لطريقة استخدام الذكاء الاصطناعي بدلاً من التركيز على التطوير الفعلي للتكنولوجيا.

وذكرت المصادر، أنه على الرغم من هذا الاتفاق؛ إلا أن قادة التكنولوجيا اختلفوا على حول تفاصيل ذلك وكيفية تحقيقها.

أيضًا اقترحت بعض الشركات الممثلة خلال الجلسة، إنشاء وكالة حكومية جديدة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ونظام ترخيص لأقوى نماذج الذكاء الاصطناعي ومتطلبات الشفافية للمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي، في ذات الوقت رفضت شركات أخرى، أبرزهم غوغل، وإنترناشونال بيزنس ماشينس كورب International Business Machines Corp، هذه الاقتراحات وعرضت أطرًا بديلة للتشريعات.

وفي وقت سابق رفض بعض أعضاء مجلس الشيوخ، منح المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا منصة لشرح كيف يرغبون في أن يتم تنظيم عملهم في الذكاء الاصطناعي خلف الأبواب المغلقة.

وقالت إليزابيث وارن، النائبة الديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، إن أفضل طريقة للاستماع إلى مليارديرات التكنولوجيا هي جلسة استماع علنية، حيث يمكن للناس الرجوع إليها للتعرف على وجهة نظرهم بشكل واضح.