«طموحي مثل دبي.. لا حدود له»، هكذا يردد دائما رائد الأعمال الطموح محمد البنا، المدير العام لمجموعة LEAD Ventures، والذي انتقل حديثًا إلى الاستثمار في مجال البلوكشين ورموز NFTs.
نجح محمد البنّا، أن يبرز كأحد الأسماء الساطعة في مجال ريادة الأعمال، خلال أكثر من عشر سنوات في إدارة محافظ عقارية تتجاوز قيمتها المليار درهم إماراتي، وكونه شريك ومؤسس في عدّة شركات في مجالات متنوعة بما في ذلك البناء والأطعمة والمشروبات والترفيه.
يشغل محمد البنا منصب المستشار الأول لسمو الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم. وسرعان ما جذبه عالم البلوكشين والـ NFT، حيث أطلق مشروع «Crypto Arabs NFT»، بالتعاون مع مؤسسين وشركاء آخرين، وهو مشروع فريد من نوعه ليس فقط لأنه جزء من تقنية البلوكشين والميتافيرس؛ بل لكونه جزءًا من المجتمع الإماراتي أيضًا.
يعتمد مشروع «Crypto Arabs NFT» على الاستعانة بتقنية البلوكشين لتطوير مسلسل «شعبية الكرتون»، والذي يعتبر جزءًا أساسيًا من ثقافة المجتمع الإماراتي، وهكذا نجح محمد البنا في تقديم رموز NFT من داخل المجتمع الإماراتي، بهدف نشر العلم والمعرفة في المجتمع الإماراتي، والعربي ككل.
ما هي خلفيات اتجاهك إلى إنشاء مشروع NFTs؟
عندما سمعت لأوّل مرّة عن NFTs والكريبتو، سألت نفسي سؤالاً واحدًا: ما هي NFT؟ وعندما بحثتُ عن الموضوع، وقفتُ أمام خيارين: الأوّل أن أكون أحد المستثمرين مثلما يفعل معظم الأشخاص بهدف التعلّم والاستثمار، والثاني هو أن أؤسس مشروعي الخاص بدءًا من الصفر.
محمّد البنّا: للبلوكشين مستقبلٌ ضخم لذلك اخترت إنشاء مشروعي الخاص
وقررت أن أخوض هذه التجربة بنفسي، لأنني أؤمن بأن رؤية حاكمينا صحيحة، وعندما نرى أننا في الإمارات بدأنا وضع خطط لتوسيع نطاق البلوكشين والميتافيرس، هذا يعني أنه ينتظرنا شيء ضخم في المستقبل.
إذا كنّا نؤمن بقانون الجذب، سوف ندرك أنه في اللحظة التي نفكر فيها بشيء ما؛ فإننا نجذب الأمور المتعلقة في هذا المجال، وهذا ما حدث معي.
وعندما قررت أن أبدأ مشروعي الخاص في NFT فُتحت أمامي أبواب كثيرة وبدأت تتواصل معي عدّة شركات، وبذلك قررت أن أخطو هذه الخطوة من أجل أن أتعلم، وأن أشارك هذه المعرفة مع أصدقائي وعائلتي.
لماذا قررت دمج مسلسل شعبية الكرتون مع الـ NFT؟
لقد أتت الفكرة تلقائيًا.. في البداية؛ أردت القيام بمشروع الـ NFT الخاص بي، ولأنه ليس من السهل أن نقنع الآخرين بالتكنولوجيا الحديثة، أدركت أنه عليّ إيجاد طريقة محببة للجمهور لإعطائهم الرغبة في دخول هذا المجال.
محمد البنّا: “شعبية الكرتون” مسلسل من واقع الشعب الإماراتي
يبلغ مسلسل «شعبية الكرتون» حوالي 16 سنة في الإمارات، والجميع يعرفه في منطقة التعاون الخليجي، وهو مسلسل كوميدي يعكس واقع الشعب الإماراتي، كنا نشاهده كل رمضان أثناء الإفطار، وإذا سألنا أي شخص في الإمارات عمّا إذا كان يعرف شعبية الكرتون أم لا، سيكون جوابه نعم.
محمد البنّا: بناء علاقات جيدة هو فنّ في حد ذاته
جميعنا يملك روابط مع شخصيات مسلسل شعبية الكرتون، لذلك قررت أنه بدلًا من أن أقوم بمشروع غير مألوف لدى مجتمعنا، لماذا لا أقوم بمشروع يمس مجتمعي، ويساعد على تثقيفه حول تكنولوجيا الـ NFTs.
وهكذا استخدمت شخصيات مسلسل «شعبية الكرتون»، لتقوم بعرض محتوى تعليمي للآخرين، وتشجيعهم على تعلّم المزيد من تقنيات البلوكشين، لذلك هدفي الأساسي هو جعل هذه التقنية مبسّطة للآخرين.
كيف كان ردّ فعل الفنان حيدر محمّد وعدنان العوبثاني عندما علموا بفكرة تحويل شخصيات مسلسل شعبية الكرتون إلى NFTs؟
بناء علاقات جيّدة مع الأشخاص؛ فنّ في حدّ ذاته، لذلك نقول دائمًا أن معارفك هم ثروتك، والاتصالات تجلب العقود. ونستطيع القول أن المشروع قد تمّ تحقيقه بالفعل، لأنه وجد الدعم اللازم من بعض الأشخاص.
محمد البنّا: هدفنا تثقيف مجموعة حاملي رموز Crypto Arabs NFT من تقنية البلوكشين والـ NFTs
كنتُ قد تواصلت مع حيدر محمّد وعدنان العوبثاني، شركاء ومبتكري مسلسل «شعبية الكرتون»، وأخبرتهم عن فكرة تحويل شخصيات المسلسل إلى NFTs، وشاركت معرفتي عن تقنيات NFT معهم.
ورغم أن تلك التقنيات جديدة وبعيدة عن الواقع إلى حدٍ ما، لكن حيدر وعدنان أيّدا فكرتي، بل وآمنو بهذه التقنية رغم عدم وجود طريق واضح لمسارنا، لأنه ببساطة مفهوم جديد علينا وعلى العالم بأسره.
وعلى الفور تم التعاون بيننا، وقررنا تطوير شخصيات مسلسل شعبية الكرتون من تقنية ثنائية الأبعاد إلى تقنية NFT، واستخدامها لتقديم محتوى تعليمي مرتبط بالـ NFTs.
لدى شعبية الكرتون جمهور كبير، ولديك أيضًا معارف كثيرة.. إلى أي مدى ساهم ذلك في نجاح المشروع؟
لديّ مجموعة كبيرة من المعارف، ولدى شركائي أيضًا معارف كثيرة، ولكن لا يمكننا ربط حجم هذه المجموعات بنجاح المشروع.
ويعود ذلك لسبب أساسي وهو أنه قد يتواجد بعض الأشخاص الذين لم يتقبّلوا بعد تقنية الـ NFT، أو ببساطة ليسوا مطّلعين على التكنولوجيا الجديدة بعد، لذلك لا يمكننا توقّع انتقال جمهورنا بأكمله ليصبح جزءًا من مشروع الـ NFT الخاص بنا.
لذلك؛ أوّل خطوة لبناء المجتمع المناسب، هي نشر الوعي فيما يخص تثقيف وتعليم المجتمع عن تقنية الـ NFT، واستخداماتها، وفوائدها، ليؤمنوا بدورهم في هذه التقنية بأنها حقًا جزء كبير من المستقبل.
محمّد البنّا: يستطيع حاملو رموز مجموعة Crypto Arabs NFT الاستفادة من رموزهم لتلقّي الاستشارات من شركائنا في المشروع
لا أريد أن أدعو أخي وصديقي ليصبحوا جزءًا من مجموعة حاملي رموز Crypto Arabs NFT، أو أن أشتري لهم رموز NFT وأخبرهم بأنها وسيلة استثمار جديدة.. كلا ليس هذا هدفي.
ولكن هدفي هو أن أجمع أخي ومجموعتي في مكان واحد، وأن أشرح لهم بالتفصيل عن ميتافيرس، وبلوكشين، وكيفية شراء وبيع الـ NFTs، وغيرها من الأمور الأساسية ليصبحوا مثقفين في هذا المجال.
ما هي فائدة مشروع Crypto Arabs NFT بالنسبة للمستثمر؟
بالعادة، لا يمكنني دائمًا تخصيص الوقت لمشاركتي بأمور خارج إطار عملي لأنني أدير مجموعة من الشركات، وليس الأمر بكوني مشغولًا طوال الوقت؛ ولكن لديّ أولويات مثل الجميع، وأمور عليّ فعلها لتوفير الاهتمام اللازم لجميع الشركات.
أردتُ أن أنشئ محوري الخاص، حيث يجتمع كل أعضاء المجموعة في مكانٍ واحد، لأنني نادرًا ما أكون متواجدًا، ودائمًا أتلقى مكالمات بأن هناك فرصة عمل اجتماع مع هذا الشخص أو ذاك، وعندها أدركت أنني لست الشخص الوحيد الذي يعاني من هذا، بل أيضًا شركائي يمرّون بنفس التجربة.
قررت أن أطور الخصائص التي أوفّرها من خلال الـ NFT الخاصة بي، عبر عدة محاور، أولاً: يستطيع حامل الـ NFT أن يصبح عضوًا في مجموعة Crypto Arabs NFT، وهو أيضًا استثمار للفرد يستطيع لاحقًا بيعه وكسب الأرباح.
ثانيًا: يستطيع الأفراد التواصل معنا بشكل مباشر، من أجل المشروع، أو طلب استشارات بخصوص الاستثمار في العملات المشفّرة، من خلال شركائنا المتخصصين في عدّة مجالات.
فمثلاً إذا أراد شخص إنشاء مشروعه الخاص والحصول على ترخيص في مجال الكريبتو، نستطيع وصله بـ Crypto Oasis، المختصة في تعزيز النظام البيئي، وتسريع المنظمات ذات الصلة بالبلوكشين في الشرق الأوسط وخارجه.
ثالثًا: لأننا نؤمن بأهمية العمل الخيري، والعطاء، وقّعنا عقدًا مع مركز راشد لأصحاب الهمم الذي يهدف إلى مساعدة ودعم الأطفال ذوي صعوبات التعلّم، وقررنا تحويل جزء من عائدات كل NFT نقوم ببيعها لدعمهم.
أحدّ أهم الفوائد التي يحصل عليها حاملو NFT هو التعلّم، والاستفادة من خبرات مؤسسي وشركاء هذا المشروع، والحصول على دورات تدريبية متخصصة بالـ NFTs، والكريبتو، وميتافيرس وغيرها. وهذا أمر أساسي برأيي، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى الموجودة على موقعنا الالكتروني.
محمّد البنّا: علينا خوض تجربة الـ NFT و التعلّم منها
ما هي الرسالة التي تريد إيصالها من مشروع Crypto Arabs NFT؟
عند ظهور تكنولوجيا جديدة في الحياة؛ ينقسم الأشخاص إلى مترددين أو رافضين لهذا الجديد، وإلى أولئك الذين يعرفون كيف يستفيدون من مجال جديد مازال قيد البناء والتطوير.
مثلًا إذا استثمرت 100 أو 300 ألف دولار، ما هو أسوأ شيء يمكن حصوله؟ أن أخسر هذا المبلغ من المال؟ لكن من جهة أخرى إذا ركّزنا على الجانب الإيجابي وتساءلنا ما أروع شيء يمكن حدوثه؟ سنجد أن الألف دولار قد تصبح 10 آلاف دولار مثلاً.
لذلك نصيحتي للجميع أن يشاركوا في هذه التجربة الرائعة بمبلغ يستطيعون تحمله، دون اللجوء إلى الاستدانة، أو شراء مئة NFT، فقط من خلال شراء رمز NFT واحد من مشروع يثقون به. لأنهم إذا لم يخوضوا هذه التجربة، سيشعرون بالأسف.
الفكرة ليست فقط بالأرباح بل في الخبرة التي سيكتسبونها، فالاستثمار في NFT يجعلك على اطّلاع بما يجري في العالم الجديد باستمرار.
علينا الحذر من الحماس الزائد؛ ففي كثيرٍ من الأحيان يتحمس الأشخاص كثيرًا لدرجة وضع مبالغ كبيرة في هذا المجال، وهذا أيضًا ليس بالأمر الصحيح؛ خصوصًا في البداية.
لذلك على الأشخاص الراغبين في خوض هذه التجربة؛ أن يبدأوا بمبالغ يستطيعون تحمّلها، وأن يخوضوا التجربة بكافة جوانبها، عندها سيصبحون قادرين على استثمار المزيد من الأموال، ويصبحون على دراية بإيجابيات ومخاطر هذا المجال، وهذه هي رسالتي الأساسية للجميع.
كيف ترى مستقبل الـ NFTs في الإمارات اليوم؟
أستطيع القول أن الـ NFTs ستدخل في جميع تفاصيل حياتنا شئنا أو أبينا، ومع الوقت سيتحول كل شيء فريد إلى NFTs، مثل اللوحات الفنية، والسيارات، والدراجات النارية وغيرها.
ومع ذلك لا يزال العديد من الناس يرفضون الـ NFT باعتبارها مجرّد فقاعة وستختفي. لكن عندما تنتشر هذه التقنيات حول العالم؛ سيُجبر الجميع على استخدام هذه التقنية، مثلما حدث مع الإنترنت.
ولقد تعرض الإنترنت، والموبايل في البداية لنفس الرفض الذي تواجهه تقنيات NFT الآن، فهل كنا نعرف أن العالم سيتطّور إلى درجة الحديث مع الناس وجهًا لوجه عبر محادثات الفيديو كما نفعل الآن؟
أنا شخصيًا أنصح الجميع بخوض تجربة استخدام تقنية الـ NFT وميتافيرس، في هذا الوقت، كي لا يشعرون بالندم لاحقًا.
مريم الملك