يستيقظ في السادسة صباحًا، يعمل لـ14 ساعة يوميًا، لا يحصل على عطلات، يقضي وقته بين الاجتماعات مع موظفيه، والاطلاع على التقارير، هكذا يقضي الملياردير جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (Nvidia)، عملاق الرقائق الإلكترونية التي تجاوزت قيمتها 2 تريليون دولار، يومه.
يحتل جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، المركز العشرين في قائمة أغنياء العالم، بثروة تصل إلى نحو 78 مليار دولار، محققًا زيادة قدرها 29 مليار دولار منذ مطلع العام، حسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات. وقد أسهمت قيادته الفعالة في جعل إنفيديا واحدة من أكبر الشركات قيمةً في السوق العالمية، بعدما شهد سهمها ارتفاعًا يفوق 409% خلال العام الجاري. فما هي العادات اليومية التي يتبعها؟ وما السر وراء هذا النجاح الباهر؟
جنسن هوانغ والاستيقاظ في الصباح الباكر
يبدأ جنسن هوانغ، المدير التنفيذي لشركة إنفيديا، يومه في تمام الساعة السادسة صباحًا، حيث يخصص وقتًا للتمارين الرياضية قبل أن ينغمس في جدول عمله الذي يمتد لأربع عشرة ساعة، كما أوردت صحيفة فايننشال تايمز.
وفي حديثه خلال قمة «DealBook» التي نظمتها صحيفة نيويورك تايمز في العام الماضي، صرح هوانغ: «لا أستيقظ مفعمًا بالفخر والثقة، بل أستيقظ محملًا بالقلق والهموم، وذلك بسبب تجربة إنفيديا القريبة من الإفلاس في أواخر التسعينات، وهي ذكرى لا تزال تلازمني».
اقرأ أيضًا.. «مهمة شاقة».. رئيس شركة إنفيديا يشارك تجربة تأسيس عملاق الرقائق الإلكترونية
على الرغم من أن قيمة إنفيديا قد تجاوزت الآن الـ2 تريليون دولار، وأصبحت تحتل مرتبة متقدمة خلف عمالقة مثل مايكروسوفت وأبل، بفضل الطلب المتزايد على رقائقها الضرورية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلا أن هوانغ ما زال يستيقظ محملًا بالقلق والهموم.
ويشتهر هوانغ بتمسكه بمعايير عمل عالية للغاية، وفي مقابلة أجراها مؤخرًا مع برنامج «60 دقيقة»، وصف نفسه بأنه شخص متطلع يسعى دومًا للكمال، مما يجعل العمل معه تحديًا، وهو أمر يعتبره ضروريًا لموظفيه القادرين على مواكبة توقعاته العالية.
جنسن هوانغ: الشغف الذي يقود الابتكار
يعيش جنسن هوانغ، الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، في دائرة مستمرة من العمل، حتى أن الإجازات لا تعرف طريقًا إلى جدوله، لكنه يجد في ذلك راحته ومتعته. وعلى الرغم من بلوغه الـ61 عامًا، لا يبدو أن هناك أي علامات للتوقف أو التباطؤ في أفقه القريب، وهو يتمتع بالانفتاح والمشاركة الفكرية مع الآخرين.
نيكولاي تانجن، الرئيس التنفيذي لإدارة الاستثمار في بنك نورجيس، والذي أجرى مقابلة مع هوانغ، يصف مدى شغفه بالعمل قائلًا: «نيكولاي، هناك عمل شاق، وهناك عمل شاق بجنون».
اقرأ أيضًا.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر، يؤكد هوانغ أنه يعمل كل يوم، حتى في العطلات، ولا يشعر بالراحة إلا عندما يكون منهمكًا في عمله، الذي يحبه بشدة.
ويعتبر هوانغ أن التحديات والصعوبات هي الأساس في تشكيل شخصية رائد الأعمال الناجح، معتبرًا أن الألم ضروري لتجاوز الفشل والتعلم منه، وأن النضال هو مفتاح الوصول إلى النجاح.
اقرأ أيضًا: إنفيديا تكشف عن رقاقة جديدة «أكثر قوة» لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي
وفي مؤتمر «Stripe Sessions»، الذي استضافه باتريك كواليسون، الرئيس التنفيذي لشركة «Stripe»، قال هوانغ: «يعتقد البعض أن أفضل الوظائف هي تلك التي تجلب السعادة دائمًا، لكني لا أوافق على ذلك. أنا أعمل منذ اللحظة التي أستيقظ فيها حتى أذهب إلى الفراش، سبعة أيام في الأسبوع».
وأضاف: «حتى عندما لا أعمل، أفكر في العمل. وعندما أعمل، أنا مستغرق في التفكير فيه. حتى عندما أشاهد الأفلام، لا أتذكرها لأن ذهني مشغول بالعمل».
تحديات العمل مع جنسن هوانغ
يُعرف الملياردير جنسن هوانغ بأسلوبه الصارم ومتطلباته العالية، والتي تُعد أيضًا مفتاح نجاحه المهني. يُخصص هوانغ وقتًا للتواصل مع الموظفين، والتعمق في فهمهم ومشاركتهم خلال يوم العمل الطويل.
يُعبر هوانغ عن دهشته من ردود فعل الناس حول الوقت الذي يقضيه في تناول الطعام بالكافتيريا أو في الاجتماعات المتنوعة مع الموظفين، سواء كان ذلك خلال الغداء أو العشاء.
على الرغم من الوقت الكبير الذي يُكرسه، لا يُفاجأ الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا بآراء الموظفين حول صعوبة العمل معه، مُشيرًا إلى أن تركيزه على التواصل يُمكّنه من الحفاظ على علاقة عمل مستمرة وفعّالة معهم.
وبخلاف العديد من الرؤساء التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، يرى هوانغ أن النجاح المستمر للشركة لا يتحقق من خلال الظهور المتكرر في الإعلام، بل من خلال العمل المباشر والتواصل الدائم مع الموظفين والتفكير في سبل التطور.
اقرأ أيضًا: ليزا سو.. المليارديرة ابنة عم جنسن هوانغ ومنافسته في تكنولوجيا الرقائق
في مؤتمر «سترايب سيشنز»، أوضح جنسن هوانغ أنه يتبع نهجًا قياديًا متحمسًا ويدير حوالي 60 موظفًا مباشرًا. يحث هوانغ العاملين في الشركة على مشاركة أبرز خمس نقاط تدور في أذهانهم معه.
وأضاف: «لا أجري حوارات فردية، ففريقي كبير، وما أقوله يُسمع من الجميع في الوقت نفسه». يرى أن هذا الأسلوب يُسهم في حل المشكلات ويُتيح للجميع فرصة متساوية للوصول إلى المعلومات وفهم منطق الحلول المقترحة، مما يُعزز تمكين الموظفين.
وفي حديثه لطلاب كلية إدارة الأعمال بجامعة ستانفورد، ذكر هوانغ أن من الضروري للرؤساء التنفيذيين أن يكون لديهم العديد من المرؤوسين المباشرين قدر الإمكان، لأن ذلك يُمكنهم من قيادة الآخرين نحو الإنجاز وتحفيزهم وتمكينهم.