في عام 2015، دخل إيفان شييغل (Evan Spiegel)، مالك سناب شات، نادي المليارديرات، على الرغم من أن عمره وقتها لم يتجاوز الـ25 عامًا. كان ذلك بعد 4 سنوات فقط من إطلاق شركة سناب Snap.
حاليًا أصبح إيفات شييغل، مالك سناب شات، في عامه الـ33، وتبلغ ثروته حوالي 2.6 مليار دولار، وفقًا لأحدث التقديرات من مجلة فوربس.
وعلى الرغم من تراجع أرباح المنصة الذي عانت منه خلال الفترة ما بين عامي 2021 إلى 2022، وخضوعها لعمليات تسريح واسعة النطاق للعاملين لديها، وإغلاق عدد من المشاريع، وإجراء تغييرات في صفوف القيادات التنفيذية، إلا أنها لا تزال تُصنف من بين العلامات التجارية لوسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة، وتضم ما يقرب من 400 مليون مستخدم نشط يوميًا.
قصة حياة مالك سناب شات
وُلد إيفان شبيغل في عام 1990، ونشأ في منزل بقيمة مليوني دولار في منطقة باسيفيك باليساديس، وهي منطقة راقية في لوس أنجلوس شرق ماليبو، وهو الابن الأكبر بين ثلاثة أبناء، ووالداه محاميان تلقيا تعليمهما في جامعتي هارفارد وستانفورد، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة لوس أنجلوس ويكلي.
قضى إيفان سنواته الأولى في مدرسة داخلية تسمى «كروسرودز» (Crossroads)، والتي تكلف الدارسين فيها عشرات الآلاف من الدولارات في العام الدراسي الواحد. «كنت طفلًا مهووسًا بالكمبيوتر، كما صديقًا لمعلم الكمبيوتر، وفي الصف السادس تمكنت من بناء برامج».
اقرأ أيضاً.. مع الهوية اللامركزية.. بياناتك في مأمن ضد الاختراق!
من بين الخريجين البارزين في مدرسة سانتا مونيكا الخاصة مشاهير مثل جونا هيل، وجاك بلاك، وجوينيث بالترو.
عندما بلغ إيفان 16 عامًا، وحصل على رخصة القيادة، أهداه والداه سيارة كاديلاك إسكاليد جديدة، ثم أعلنا انفصالهما. ذهب إيفان للعيش مع والده، وفي المدرسة الثانوية حصل على فترة تدريب في مجال التسويق مع شركة ريد بول. بعدها ذهب لدراسة تصميم المنتجات في جامعة ستانفورد، الجامعة التي تخرّج فيها والده، وسمح له أحد أصدقاء العائلة بالمشاركة في فصل دراسي على مستوى الدراسات العليا حول ريادة الأعمال ورأس المال المغامر، حيث استمع إلى محاضرات من شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا مثل الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، إريك شميدت، والمؤسس المشارك لموقع يوتيوب تشاد هيرلي، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
اقرأ أيضاً.. شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية.. ما هي؟
بعدها أصبح إيفان شبيغل صديقًا للمؤسس المشارك لشركة «إنتويت» (Intuit)، سكوت كوك، وهي شركة برمجيات أمريكية متخصصة في البرامج المالية، يقع المقر الرئيسي للشركة في ماونتن فيو، بكاليفورنيا.
بعد أن ألقى سكوت كوك محاضرة في إحدى تلك الفصول، طلب إيفان منه الحصول على وظيفة، تم تعيينه مقر الشركة الجديد في الهند، وكانت هذه التجربة هي الملهمة لإطلاق مشروعه الخاص، ثم بدأ العمل مع صديقيه ريجي براون وبوبي ميرفي، على أفكار مشروعات ناشئة كٌتب لها الفشا، بما في ذلك فكرة لمساعدة طلاب المدارس الثانوية على التقدم للالتحاق بالجامعة.
وفي صيف 2011، اقترح إيفان على صديقيه، إطلاق تطبيق لإرسال الصور التي سرعان ما تختفي، وعمل بوبي ميرفي على كتابة التعليمات البرمجية، ثم بدأت الرحلة في البرنامج الذي أصبح بعد ذلك أحد أهم وسائل التواصل الاجتماعي.
صعود وهبوط سناب شات
على مدار سنوات قليلة نجح تطبيق سناب شات، في أن يجذب المستخدمين من كل مكان، وفي عام 2018 طرحت شركة سناب Snap إعادة تصميم لتطبيقها، الأمر الذي لم يحظ بشعبية كبيرة لدى المستخدمين.
وأدى إعادة التصميم إلى انخفاض عدد المستخدمين، وتبع ذلك تسريح العمال. ومع ذلك، قال مالك سناب شات، إنه لا يندم على إعادة التصميم الذي تسبب في كارثة للشركة، مؤكدًا أنه ساعد بالفعل في دفع المزيد من المستخدمين لمشاهدة المحتوى المتميز على سناب شات Snapchat.
اقرأ أيضاً.. البلوكشين.. كيف يفهم المستثمرون المحتملون التقنية ببساطة؟
ورغم أن عام 2018 كان صعبا بالنسبة لـ إيفان؛ إلا أن سناب شات انتعش في عام 2019 ليتعافى من خسائره الكارثية.
وتحدث مالك سناب شات، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال في نوفمبر 2019، عن الصعوبات التي واجهت تنفيذ إعادة التصميم المثيرة للجدل، وكيف خسرت الشركة بسبب هذا الأمر، قائلا: «كشركة عامة، يبحث الناس عن نمو أكثر قابلية للتنبؤ به، قد يؤدي إجراء تغييرات جذرية إلى الإضرار بالأعمال التجارية بطريقة تجعل المضي قدمًا أكثر صعوبة، لقد وجدنا طرقًا لتقديم المنتجات بطريقة أكثر سلاسة، الأمر الذي نأمل أن يساعدنا على التحرك بشكل أسرع».
وفي يناير 2021، اشترى إيفان قصرًا بقيمة 30 مليون دولار في باريس وحصل على الجنسية الفرنسية، وكان هذا العام الذهبي للشركة التي شهدت أعلى نمو لها في عدد المستخدمين منذ طرحها للاكتتاب العام في عام 2017.