في غضون أيام أصبح ثريدز، التطبيق الأكثر تحميلاً على الإطلاق، مع جذب عشرات الملايين من المستخدمين، لتعزز المنصة الجديدة من انتشارها كمنافس قوي وخطير هدد بالفعل عرش العصفور الأزرق «تويتر».
النمو السريع لـ «ثريدز»
ولكن هذا النمو السريع لـ ثريدز، أثار قلق خبراء الخصوصية، الذين يحذرون من أن عدد قليل من المستخدمين يدركون حجم المعلومات التي يجمعها التطبيق. ووفقـًا لتقرير نشرته صحيفة «ذا جارديان»، أشار الخبراء إلى أن شركة «ميتا»، أوقفت إطلاق ثريدز في الاتحاد الأوروبي لأنه من غير الواضح ما إذا كانت الطريقة التي تتعامل بها الشركة مع بيانات المستخدم ومشاركتها عبر منصات مختلفة، بما في ذلك «ثريدز»، ستتعارض مع لوائح الخصوصية.
اقرأ أيضـًا: بعد الـ100 مليون مستخدم.. هل يعزز ثريدز النشاط التجاري لرواد الأعمال؟
ثريدز ومخاوف الخصوصية
وقال كالي شرودر، كبير المستشارين ومستشار الخصوصية العالمية في «مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية» ، وهو منظمة غير ربحية «ترتبط العديد من مخاوف الخصوصية في ثريدز ، بتاريخ ميتا فيما يتعلق بممارسات الخصوصية»، وأضاف «لم أر أي دليل على تحلى ميتا بالشفافية بشأن ما ستفعله بالبيانات الشخصية الحساسة أو تحدد بوضوح سبب جمعها لتلك البيانات». وتوجد قائمة طويلة من الممارسات تثير قلق خبراء مثل شرودر، خاصة وأنه تم تغريم «ميتا» لجمعها بيانات شخصية حساسة دون الحصول على الموافقة اللازمة بموجب النظام العامة لحماية البيانات للاتحاد الأوروبي.
بيانات حساسة على ثريدز
على الرغم من أن «ثريدز» هو تطبيق جديد في عالم منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن كيفية قيام المنصة بجمع بيانات المستخدم وتخزينها ومشاركتها، أمر يدركه الجميع. وهذا يعود إلى أن «ثريدز» يخضع لنفس سياسة الخصوصية التي تطبقها «ميتا» في جميع الأعمال المملوكة لها، وخاصة فيما يتعلق بقدرة الشركة على استغلال المعلومات الحساسة التي تجمعها عن مستخدميها. ومثلما تحصل منصتا «فيسبوك» و«إنستغرام» على جمع قدر كبير من البيانات عن مستخدميها، يمكن لتطبيق «ثريدز» أن يفعل الشيء نفسه. وهو ما أكده إميل فاسكيز، المتحدث باسم شركة «ميتا». ويمكن أن يشمل ذلك بيانات حساسة مثل بيانات عن الصحة واللياقة البدنية والمعلومات المالية والموقع وسجل التصفح ، وفقًا لمدخلات «ثريدز» على متجر التطبيقات.
ثريدز وإمكانيك الوصول لمعلوماتك
وتوفر منصة «ثريدز» للشركة معلومات حول المشاركات التي يتفاعل معها المستخدمون ومن يتابعونهم. ويتضمن ذلك «أنواع المحتوى الذي يشاهدونه أو يتفاعلون معه وكيفية قيامهم بذلك»، بالإضافة إلى مدة وعدد مرات استخدامك للتطبيق، وفقًا لسياسة خصوصية «ثريدز». بالإضافة إلى نشاط المستخدمين على «ثريدز»، تشير سياسة خصوصية التطبيق إلى أن لديه إمكانية الوصول إلى موقعك والكاميرا والصور ومعلومات المعرف الرقمي لجهازك ونوع الجهاز المستخدم وإشارات الجهاز بما في ذلك «إشارات البلوتوث ونقاط الاتصال بالانترنت القريبة».
اقرأ أيضًا: «ثريدز» ليس الأول.. إمبراطورية «زوكربيرغ» المستنسخة!
ويمكن لهذه المعلومات أن ترسم خريطة مفصلة ودقيقة للغاية لحياة الناس، لا سيما عند دمجها مع جميع البيانات التي تجمعها «ميتا» بالفعل من خلال تطبيقات فيسبوك وإنستغرام و«بيكسل ميتا»، وهو عبارة عن رمز برمج يمكن إضافته إلى مواقع الويب، حيث يتتبع نشاط الزائر ويحلله، وبعد ذلك تتم مشاركة إصدارات مختلفة من تلك البيانات مع «ميتا».
على سبيل المثال، فإن العديد من الصيدليات وسلاسل البقالة تشارك معلومات حساسة عبر «ميتا» والمنصات الاجتماعية الأخرى من خلال خدمة بيكسل «بما في ذلك ما إذا كان المستهلكون أبلغوا مثلا عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو اختبارات الحمل، وذلك وفقا لموقع «Markup».
ومجموعة «ميتا» الضخمة من المنصات التي تحصل على بيانات المستخدمين، موجهة نحو هدف واحد، وهو بيع الإعلانات. لا يقدم تطبيق «ثريدز» أي إعلانات حتى الآن ، لكن سيفعل ذلك في المستقبل من دون شك، حسبما أكد الخبراء. في غضون ذلك، يمكن استخدام المعلومات التي يتم جمعها على «ثريدز» كجزء من النظام الأكبر للبيانات الذي تستخدمه «ميتا» لعرض الإعلانات على منصاتها الأخرى.
وقالت كاريسا فيليز، أستاذة مشاركة في معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد: «لم تغير ميتا نموذج أعمالها فحسب، بل لا تزال ترغب في القيام بإعلانات مستهدفة ، وخاصة إعلانات المراقبة بشكل أساسي. وتحقيقًا لهذه الغاية، تحاول الشركة جمع أكبر قدر ممكن من البيانات والحفاظ على نهجها السابق على الرغم من كل الفضائح التي واجتهها والانتقادات، وتحذيرات الجهات المنظمة والغرامات».
وأكدت فيليز أن حد المخاوف هو مدى حساسية البيانات التي تجمعها الشركة، خاصة وأنه يمكن أن تشمل التوجه الجنسي والعرق والبيانات البيومترية للأشخاص والعضوية النقابية وحالات الحمل والسياسة والمعتقدات الدينية. كما يمكن إرسال كل هذه البيانات إلى أطراف ثالثة، أي المسوقين وجهات إنفاذ القانون.
اقرأ أيضـًا: عيوب تطبيق ثريدز قد تفيد تويتر!
ولا تعد ميتا الشركة الوحيدة التي تقوم بجمع بيانات المستخدمين ومشاركتها، فهناك ايضًا «تويتر» و«تيك توك» وغيرها من المنصات الاجتماعية الأخرى التي تتحمل المسؤولية بالدرجة نفسها، ولكن ميتا لديها واحدة من أكبر مجموعات التطبيقات المتاحة للمستهلكين، مما يمنحها صورة واضحة عن الحياة اليومية للمستخدمين ، لذلك هناك حاجة للقلق بشأن المعلومات الحساسة التي يمكن أن تحصب عليها التطبيقات الأكثر استخداماً، كما هو الحال في ثريدز.