بثروة تُقدر بـ142 مليار دولار أصبح ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، سادس أغنى رجل في العالم، ليصبح الفارق بينه وبين بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، نحو 4 مليارات دولار فقط.
يعتبر بالمر نموذجًا فريدًا من بين العشرة الأوائل الأغنياء حول العالم، لكونه الوحيد الذي لم يؤسس إمبراطورية أعمال كبرى؛ بل اعتمد على الاستثمار السلبي، الذي قال عنه المستثمر الأسطوري وارن بافيت: «إذا لم تجد طريقة لربح المال وأنت نائم، فسوف تعمل حتى تموت».
ما الاستثمار السلبي؟
الاستثمار السلبي هو استراتيجية استثمار تهدف إلى تحقيق أرباح طويلة الأجل من خلال شراء واحتفاظ بمنتجات استثمارية معينة، مثل صناديق الاستثمار المتداولة أو صناديق المؤشرات. ويتجنب الاستثمار السلبي التدخل النشط في السوق، مثل التحليل الفني أو التوقيت السوقي، ويعتمد على أداء السوق على المدى الطويل، ويعتبر أقل مخاطرة وأقل تكلفة من الاستثمار النشط، لكنه قد يحقق عوائد أقل في بعض الحالات.
شعار ستيف بالمر
«اجعل أموالك تعمل من أجلك»… هذا هو شعار ستيف بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، الذي يؤمن بفوائد الاستثمار السلبي. يقول بالمر إنه يمكن تحقيق ثروة كبيرة دون القيام بأي عمل، بشرط اختيار الأسهم الصحيحة. ولكن هذا لا يعني أن بالمر كان كسولًا في حياته، بل كان نموذجًا للنجاح والجد والطموح.
تلقى بالمر تعليمه في جامعة هارفارد، حيث تعرف على بيل غيتس، الملياردير ومؤسس مايكروسوفت. بينما انسحب غيتس من الجامعة ليبدأ شركته، تخرج بالمر في عام 1977 بشهادة في الرياضيات التطبيقية والاقتصاد.
وبعد بضع سنوات، في عام 1980، انضم بالمر إلى غيتس في مايكروسوفت كمساعد للرئيس والموظف رقم 24 في الشركة. أظهر بالمر مهارات إدارية ممتازة، وتولى العديد من المسؤوليات في تحسين عمليات الشركة والتواصل مع الموظفين وحل المشكلات.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح ساتيا ناديلا في قيادة مايكروسوفت
بفضل أدائه الرائع في جميع المهام الموكلة إليه، اكتسب بالمر شعبية كبيرة بين زملائه في مايكروسوفت، وصعد في السلم الوظيفي حتى أصبح الرئيس التنفيذي للشركة خلفًا لغيتس، بعد 20 عامًا من خدمته وبالتحديد في عام 2000، وفقًا لمجلة فورتشن.
وحققت الشركة في عهده بعض النجاحات، ولكن بالمر كان له رؤية أخرى لمستقبله المالي. كونه الرئيس التنفيذي، كان له حصة من الأسهم الخاصة بمايكروسوفت، ولكنه لم يكتف بذلك، بل اشترى حصة أكبر من الأسهم.
هذا الاستثمار الذكي جعل ثروته تنمو بشكل هائل، حتى بعد استقالته من منصبه في عام 2014، وترك القيادة لساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة مايكروسوفت. والآن، يمتلك بالمر ثروة تقدر ب140 مليار دولار، وينافس غيتس، مؤسس الشركة الذي يمتلك ثروة تبلغ 144 مليار دولار، بعد أن كان مساعده في الماضي.
ستيف بالمر يحقق مليار دولار دون عناء
لم يتخلى ستيف بالمر عن الاستثمار بل اختار أن يشارك في مشاريع عديدة، مثل اقتناء نادي لوس أنجلوس كليبرز الذي ينتمي للاتحاد الوطني لكرة السلة (NBA)، وإنشائه مجموعة بالمر، وهي شركة استثمارية خيرية.
ولكن من أجل هذه الاستثمارات باع جزءً من حصة أسهمه في شركة مايكروسوفت، ومع ذلك فقد أصر على أن يواصل في سياسته وهو أن يحصل على دخل سلبي جيد من أمواله دون عمل، وحتى الآن لا يزال جزء كبير من ثروته مرتبطًا بأسهم مايكروسوفت.
وتشير تقديرات بلومبرغ إلى أن ستيف بالمر لا يزال يمتلك حصة تبلغ 4% تقريبًا في الشركة، ومع ارتفاع أسهم مايكروسوفت زادته ثروته بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: الشركة الأعلى قيمة عالميًا.. كيف تفوق ساتيا ناديلا في قيادة مايكروسوفت؟
وارتفعت أسهم مايكروسوفت بنحو 40% في عام 2023 وحده، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى التحول الذي يغذيه الذكاء الاصطناعي في قطاع التكنولوجيا، وفقًا لشبكة سي إن إن.
ونظرًا لأن بالمر يمتلك 333.2 مليون سهم في الشركة أي ما يعادل حصة 4٪، فإنه سيحصل على على أرباح حوالي مليار دولار في السنة المالية 2024، دون أن يفعل شئ، وذلك فقط لمجرد امتلاك السهم، وهو ما يفعله من الدخل السلبي.
هذا بالطبع على افتراض أن مجلس إدارة مايكروسوفت لم يقرر خفض أرباح الأسهم، لكن هذا لا يبدو محتمل، خاصة مع ارتفاع القيمة السوقية للشركة لما يقرب من 3 تريليونات دولار.
وتفوقت شركة مايكروسوفت، على منافستها الأقوى شركة آبل، لتصبح بذلك مايكروسوفت الشركة الأكثر قيمة سوقية في في العالم للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، حيث ارتفعت إلى قيمة 2.89 تريليون دولار، في الوقت الذي بلغت قيمة شركة أبل حوالي2.87 تريليون دولار.
الاستثمار السلبي الخيار الشائع بين الأثرياء
الاستثمار السلبي خيار شائع بين أثرياء العالم في هذه الأيام، لأنه يوفر لهم عوائد جيدة دون الحاجة إلى تنفيذ أي عمل. فهم يتركون أموالهم تنمو لحسابهم الخاص.
ستيف بالمر ليس الوحيد الذي يستمتع بفوائد الاستثمار السلبي في عام 2024، فهناك العديد من أغنياء العالم الذين سيزيد ثروتهم بفضل هذه الاستراتيجية، من بينهم الاستثمار الأسطوري وارن بافيت، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي.
اقرأ أيضًا.. رسالة بيل غيتس إلى أثرياء العالم.. هل المليارديرات أخلاقيون؟
شركة بيركشاير هاثاواي، التي يمتلكها وارن بافيت، ستحقق أرباحا تبلغ 6 مليارات دولار هذا العام، وفقا لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال، وذلك لأن معظم الأسهم التي تملكها شركة بيركشاير هاثاواي تشهد ارتفاعا كبيرا، خاصة في شركات: «بنك أوف أمريكا، وأبل، وكوكا كولا، وكرافت هاينز، وأمريكان إكسبريس».
وحول هذا الاستثمار السلبي قال الملياردير الأمريكي، وارن بافيت: «إذا لم تجد طريقة لربح المال وأنت نائم، فسوف تعمل حتى تموت».