حققت صناديق الإيثريوم المتداولة (Ether ETFs) بداية قوية، حيث تجاوز حجم التداول في أول أيام الإطلاق المليار دولار. يُعدّ هذا الإنجاز مماثلاً لأداء صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين في يومها الأول من التداول في يناير الماضي.
في غضون 15 دقيقة فقط من بدء التداول، جمعت صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة 120 مليون دولار. ومع ذلك، لم يُظهر سعر الإيثريوم حتى الآن ردة فعل قوية على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة، حيث يتم تداوله حاليًا عند 3458 دولارًا.
تجدر الإشارة إلى أن مسار عملة البيتكوين شهد نمطًا مشابهًا، حيث واجهت ثباتًا في الأسعار بعد إطلاق صناديقها المتداولة في البورصة، واستغرقت بضعة أسابيع قبل أن تبدأ في الارتفاع، وتجاوزت ذروتها التاريخية بعد أكثر من شهر.
يعتقد بعض المحللين أن صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة لا تزال في مراحلها المبكرة وأنها مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية. وإذا صحّت هذه التوقعات، فما هي النطاقات السعرية التي يتوقعها المحللون لعملة الإيثريوم؟
صناديق الإيثريوم المتداولة: توقعات مستقبلية لسعر العملة
يتوقع الخبراء المتفائلون أن يؤدي الإقبال على هذه الصناديق إلى ارتفاع سعر الإيثريوم إلى 5000 دولار بحلول نهاية العام. ويرجحون أن يزداد الطلب على العملة مع سهولة شرائها من خلال الصناديق، مما سيؤدي إلى زيادة قيمتها.
بينما يرى آخرون أن الإيثريوم قد يتخطى حاجز 10 آلاف دولار في حال شهدت الصناديق تدفقات مالية ضخمة. ويستندون في توقعاتهم إلى النجاح الكبير الذي حققته صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة، التي أدت إلى ارتفاع قيمة العملة بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا: تدفقات بـ500 مليون.. ماذا حدث في اليوم الأول لتداول صناديق الإيثريوم؟
ومع ذلك، يُشير بعض المحللين إلى أن سعر الإيثريوم قد لا يصل إلى نفس المستويات التي حققها البيتكوين حتى لو نجحت الصناديق في رفع قيمتها. ويُعزى ذلك إلى حجم سوق البيتكوين الأكبر بكثير من سوق الإيثريوم، مما يمنحه ميزة في جذب الاستثمارات.
ووصل سعر البيتكوين إلى أعلى سعر على الإطلاق في شهر مارس الماضي بتخطي الـ70 ألف دولار، ليرتفع بذلك في سنة واحدة أكثر من 40% من السعر، وهو أمر غير متوقع للإيثريوم.
تدفقات الأموال في صناديق الإيثريوم
تُعدّ تدفقات الأموال حجر الزاوية في تقييم نجاح صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة، وذلك بحسب خبراء المال الذين يتابعون عن كثب التطورات في هذا المجال. وتتراوح التقديرات الأولية لتدفقات الأموال خلال العام الأول بين 3 مليارات دولار و 45 مليار دولار.
ويرى بعض المحللين أن تدفقات الأموال القوية ستُساهم بشكل كبير في رفع سعر الإيثريوم. ولكن، يُشير خبراء آخرون إلى وجود عنصر منافسة بين صناديق العملات المشفرة المتداولة، سواءً كانت صناديق الإيثريوم أو صناديق البيتكوين. وقد تدفع هذه المنافسة الشركات إلى خفض رسومها لجذب المزيد من الاستثمارات.
اقرأ أيضًا.. رسميًا.. قبول إدراج صناديق الإيثريوم في البورصة الأميركية
يُحذّر بعض المحللين من مخاطر “نظرية الدومينو” في حال واجهت صناديق الإيثريوم صعوبات. فقد شهد سوق العملات المشفرة انهيارًا كبيرًا في أواخر عام 2022، وقد يتكرّر هذا الأمر في حال واجهت هذه الصناديق تحديات مشابهة.
تختلف التوقعات بشأن حجم تدفقات الأموال في صناديق الإيثريوم. فبينما تشير تقديرات مؤسسة وينترموت المتخصصة في تحليل صناديق الاستثمار إلى أن التدفقات قد تتراوح بين 4.8 مليار دولار و 6.4 مليار دولار، يُرجح محللو بلومبرج إنتليجنس أن تكون أقل بكثير، وتحديدًا ما يقارب 20٪ من تدفقات صناديق البيتكوين.
يرى كريستوفر جنسن، رئيس أبحاث الأصول المشفرة في فرانكلين تمبلتون، أن اعتماد المستثمرين لصناديق الإيثريوم قد يكون أسرع نظرًا لخبرتهم السابقة مع صناديق البيتكوين. ويتوقع جنسن أن تصل تدفقات صناديق الإيثريوم إلى حوالي 30٪ من تدفقات صناديق البيتكوين، نظرًا لصغر حجم سوق الإيثريوم نسبيًا، مقارنة بالقيمة السوقية للبيتكوين، التي تزيد عن 1.3 تريليون دولار، أكبر بثلاث مرات تقريبًا من قيمة الإيثريوم.
الفرق بين البيتكوين والإيثريوم: تحليل مقارن
يتمتع البيتكوين بميزة أنه أول عملة مشفرة رائدة، وفقًا لأليكس سوندرز من مؤسسة سيتي جروب. وتُعزى هذه الميزة إلى سهولة فهم حالة استخدام البيتكوين التي تشبه “الذهب الرقمي”. ويمكن أن تلبي صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية احتياجات المستثمرين الذين يرغبون في التعرض للعملات المشفرة.
اقرأ أيضًا.. ما صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم وهل ترفع سعر العملة المشفرة؟
يُشير سوندرز إلى وجود ارتباط وثيق بين البيتكوين والإيثريوم، مما قد يدفع المستثمرين إلى تقسيم تخصيصاتهم أو حتى الاعتماد على البيتكوين فقط كتعرض لرمز العملة المشفرة الأصلي. ويتوقع سوندرز أن تصل تدفقات صناديق الإيثريوم إلى ما بين 4.7 مليار دولار و 5.4 مليار دولار.
من ناحية أخرى، يُؤكّد ماتيو جريكو، محلل الأبحاث في Fineqia International، على التوقعات القوية لاهتمام المستثمرين بصناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة وتدفقات كبيرة خلال أول 3-6 أشهر من الإطلاق.
ويرى جريكو أن الطلب على صناديق الإيثريوم المتداولة في البورصة سيكون حاسماً في تقييم شهية المستثمرين للأصول الرقمية غير البيتكوين.