في عام 2017 كانت الخطوات الأولى لـ حسام الغزالي في عالم التشفير قادما من مجال الهندسة الكهربائية الذي تخصص فيه منذ عام 2014، حيث رأى في هذين المجالين ارتباطا ولو بشكل غير مباشر، على أرضية الاستدامة والحفاظ على البيئة.
حسام، الذي يعد من الشباب العربي الذي التفت مبكرا إلى عالم العملات المشفرة، قاده طموحه وشغفه بالابتكار إلى أن يكون أحد الذين ينقلون الخبرات في هذا لقطاع إلى الآخرين فكان أحد مؤسسي مجموعة OffChain Global للأفراد الشغوفين في مجال العملات المشفّرة، والتي تعتبر مساحة لتبادل المعرفة والخبرات.
الغزالي الذي يشغل حاليا منصب مستشار تنفيذي في مجال الاستثمار الجريء في العملات المشفرة، تحدث إلى فاينانشيال فريدوم عن بداياته، ومسيرته في عالم التشفير، وأبرز النصائح التي يقدمها للمستثمرين في القطاع الأكثر تقلبا ، وعن الذكاء الاصطناعي وكيف سيخدم هذه السوق؟
وإلى نص الحوار..
لديك مسيرة مهنية كمهندس في أنظمة الطاقة، كيف تدمج هذه الخبرة مع شغفك بالبلوكشين و الكريبتو؟ وهل ترى توافقًا أو تعارضا بين هذين المجالين؟
تخصصت وعملت في مجال الهندسة الكهربائية منذ عام 2014، ثم انضممت لعالم التشفير في عام 2017 بعد أن سمعت عن عملة بيتكوين وتكنولوجيا البلوكشين المحيطة بها. يمكنني القول أن هناك بعض الترابط بين المجالين فيما يتعلق بالاستدامة والحفاظ على البيئة، على سبيل المثال، ولكن بشكل عام الاختصاصين غير مرتبطين بشكل مباشر.
اقرأ أيضًا.. رهان المليون دولار.. ملياردير التشفير بالاجي يقر بخسارته
عندما بدأت مسيرتي بالعملات المشفّرة لم أكن على دراية معمّقة بتفاصيل هذا المجال، فتعرّفت على بيتكوين وبدأت بتعلّم المزيد عنها من خلال الدورات التدريبية والمواد التعليمية المختلفة في وقت كانت الموارد محدودة وغير متاحة باللغة العربية، أمّا اليوم فأصبحت أكثر انتشارًا لا سيما من جيل الشباب، ونحن لا نزال في مراحل متقدّمة من تبنّي العملات المشفّرة، ولا يزال هناك وقت للنمو، فالأمر شبيه بثورة الانترنت التي بدأت في عام 2000، والتي نتج عنها شركات كبيرة مثل أمازون وغوغل وغيرها.
ما الذي ألهمك للمشاركة في تأسيس OffChain Global، وما هي الرؤية والرسالة التي تريد أنت وفريقك تحقيقها من خلال هذه المجموعة؟
أحد أبرز الأسباب التي دفعتني للقيام بهذه الخطوة هي أنني أردت أن أوسع دائرة معارفي في هذا المجال، وأتعرّف على المزيد من المستثمرين والمطوّرين في مجال العملات المشفّرة، لأنني أؤمن أن العلاقات هي التي تساعدنا على النمو، وتبادل المعارف والخبرات التي تعتبر عناصر مهمة للمضي في هذا المجال، لذلك OffChain Global هي بمثابة مساحة تسمح بالتعرّف على الآخرين في مجال العملات المشفرة، كما وتعطي فرصة للأشخاص الجدد في هذا المجال لزيادة معرفتهم وثقافتهم.
ما هي الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند تحديد مشروعات الكريبتو والبلوكشين المناسبة للاستثمار أو الدعم؟ وما هي النصائح التي تعطيها للمبتدئين في هذا المجال؟
أولاً على المستثمر ألا يضع جميع أمواله للاستثمار في العملات المشفّرة، بشكل قد يعرّضه لأزمة مالية حادة في حال لم تتحقق توقّعاته، فإذا كان الشخص يمتلك فقط 1000 دولار مثلاً، يمكنه الاستثمار أو التداول بـ 200 دولار منها، ويحتفظ بـ 800 دولار كاستثمار آمن، لأن سوق العملات المشفّرة بطبيعته متقلب جدًا، ولا يمكن للشخص التنبؤ بتحرّكاته.
اقرأ أيضا.. كيف تستخدم صناعة التشفير والبلوكتشين الذكاء الاصطناعي؟
ثانيًا عليه تنويع استثماراته، أو كما يقال عدم وضع جميع البيض في سلة واحدة، وهنا بإمكانه التنويع بين الاستثمار في العملات المشفّرة، والاستثمار في الأسهم، والذهب وغيرها، وبنبغي عليه أيضًا تنويع استثماراته بالعملات المشفّرة، فبدلاً من وضع ألف دولار في عملة معيّنة في مجال الميتافيرس، بإمكانه وضع 500 دولار بعملة ميتافيرس، و200 دولار بعملة ذكاء اصطناعي، و100 دولار في عملات الألعاب وهكذا يكون قد حوّط نفسه من خسارة جميع أمواله في آن واحد، لأن محفظته الاستثمارية ستظهر له متوسط استثماراته في هذه العملات فقد يكون استثماره في أحد العملات حقق ربحًا كبيرًا، وفي عملة أخرى حقق خسائر، فتظهر المحفظة الاستثمارية متوسط استثماراته بالنسبة للاستثمار الأساسي.
اقرأ أيضًا.. كيف تميز مشروع التشفير الجدير بالاستثمار؟
ثالثًا، البحث عن طبيعة ونوع العملات المشفّرة، والغرض من إطلاق هذا المشروع، وأهدافه المستقبلية، والفريق الذي يطوّر هذا المشروع، وغيرها من المعلومات الأساسية قبل شراء عملة معيّنة فقط لأنها ترتفع والجميع يقوم بشرائها. فمن أهم الأمور التي ينبغي على المستثمر في مجال العملات المشفّرة فعلها هو إجراء بحثه الخاص والإلمام بجميع تفاصيل المشروع قبل الاستثمار به.
رابعًا، اختيار التوقيت المناسب، وهو أمر أساسي جدًا في العملات المشفّرة لأنه في بعض الأحيان يقوم المستثمرون الجدد بشراء عملة معيّنة بسعر مرتفع جدًا فيتعرّضون لخسائر كبيرة بعد انخفاض سعرها، أو يبيعون استثماراتهم بعد انخفاض سعر العملة.
برأيك كيف سيساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين أمان شبكات البلوكشين؟ وكيف تتخيل مستقبل التعاون والابتكار بين الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة؟
الذكاء الاصطناعي غير معرّض للأخطاء التي يقع فيها البشر، وبالتالي سيلعب دورًا أساسيًا في تطوير البلوكشين لا سيما العقود الذكية التي تنفذ شروطا وأحكاما معينة بشكل آلي عند حدوث حالات محددة على شبكة بلوكتشين. ويمكن للذكاء الاصطناعي القيام بتحديث تلقائي للعقود الذكية فور استيفاء الشروط المطلوبة، وجمع المعلومات ومعالجة المسائل والتحقق من المصادر المختلفة للبيانات والأحداث.
تعد المملكة العربية السعودية سوقًا مهمًا في تبني تقنيات البلوكشين والعملات المشفّرة والميتافيرس، كيف ترى حالة تبني هذه التقنيات في الدولة ؟
تقدم المملكة العربية السعودية فرصة كبيرة لنمو مشاريع الميتافيرس في عدة جوانب، لا سيما مع دعم الحكومة والقطاع الخاص للابتكارات التكنولوجية والرقمية، وتشجيع الاستثمارات في مجالات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي والبلوكشين، التي تشكل أساس الميتافيرس.
ولأن هذه المشاريع لا تزال قيد التطوير، فإن البنية التحتية لدعم هذه المشاريع في المملكة هي أيضًا قيد البناء والتجارب، لكنّها تحمل الكثير من الوعود المستقبلية، لا سيما مع وجود جيل جديد مؤمن بقدرات هذه التكنولوجيا ومساهم في تحقيق تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي للثقافة والفن والترفيه، وإنشاء مشاريع ضخمة مثل نيوم، التي تجمع بين الحقيقة والخيال، بالاعتماد على تقنيات متطورّة أبرزها الميتافيرس.