يبدأ الملياردير تشانغبينغ تشاو، الملقب بـCZ، مؤسس بينانس ورئيسها التنفيذي السابق، في تنفيذ عقوبته بالحبس 4 أشهر، في تهم مرتبطة بالسماح لجهات سيئة بغسل الأموال عبر المنصة العالمية، وكذلك خرق العقوبات الأميركية، وكذلك السماح لعملاء بالتداول دون تقديم المعلومات الشخصية المطلوبة عادةً من قبل الشركات المالية.
وسلم مؤسس بينانس، نفسه إلى أحد السجون الفيدرالية في كاليفورنيا، حيث سيقضي الأشهر الأربعة المقبلة في هذا السجن، بعد اعترافه بالذنب والتخلي عن منصبه كرئيس تنفيذي للشركة.
مؤسس بينانس.. أغنى شخص في سوق الكريبتو
يعد الملياردير تشاو، هو أغنى شخص في سوق الكريبتو، حيث تقدر ثروته بحوالي 36 مليار دولار، ويحتل المركز 44 في قائمة أغنياء العالم، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
ومن المتوقع أن تشهد ثروة قطب العملات المشفرة نموًا خلال الفترة المقبلة في ظل الموجة الصعودية للعملات المشفرة من جهة، ونمو أعمال البورصة العالمية، أكثر من ذلك.
ونجحت بورصة العملات المشفرة الشهيرة، في جذب أكثر من 40 مليون مستخدم جديد في عام 2023، بزيادة 30% عن العام السابق، ونمت أصول العملاء في البورصة إلى أكثر من 100 مليار دولار، بينما حققت الشركة إيرادات سنوية بقيمة 9.8 مليار دولار في الأشهر الـ12 الماضية وحتى مارس الماضي.
وعلى الرغم من كل هذه النجاحات وتأسيسه إمبراطورية مالية كبيرة؛ إلا أن مصيره انتهى في السجن. واعترف تشاو، وهو مواطن كندي، بأنه مذنب في انتهاك قانون السرية المصرفية (BSA) في نوفمبر الماضي.
اقرأ أيضًا: توقعات بنمو ثروة مؤسس بورصة بينانس أثناء قضاء عقوبة السجن!
في شهر أبريل، أصدر قاضٍ فيدرالي حكمًا بالسجن لمدة أربعة أشهر على مؤسس شركة بينانس، وهي مدة أقل بكثير من الثلاث سنوات التي طالب بها الادعاء الفيدرالي. هذه العقوبة تعتبر أقل من تلك التي فُرضت على مديرين تنفيذيين آخرين في مجال العملات المشفرة، مثل آرثر هايز، الرئيس التنفيذي السابق لشركة BitMex، الذي واجه عقوبة أشد لنفس الجريمة.
إلى جانب الحكم الصادر بحقه، تم فرض غرامة قدرها 50 مليون دولار على تشاو، الذي وافق أيضًا على الاستقالة من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة بينانس. في الوقت نفسه، قامت إدارة بورصة العملات المشفرة، التي اعترفت بالذنب في قضايا غسل الأموال وخرق العقوبات مع تشاو، بتسوية الاتهامات في وقت سابق من هذا العام، مع دفع غرامات بلغت 4.3 مليار دولار للهيئات التنظيمية الفيدرالية وتعيين مراقب امتثال مستقل.
دخول مؤسس بينانس إلى السجن
من المنتظر أن يمضي الملياردير تشاو،، مؤسس شركة بينانس، فترة عقوبته القصيرة تحت الرقم 88087-510 في سجن يتميز بمستوى أمان منخفض، يقع في مقاطعة سانتا باربرا بوسط كاليفورنيا. وبحسب ما ورد في سجلات مكتب السجون، يضم السجن حاليًا 2160 نزيلاً.
اقرأ أيضًا: بعد سجنه لـ4 شهور.. ما الوجهة الجديدة لمؤسس بورصة بينانس؟
ويشارك بعض السجناء في أعمال زراعية بمزرعة قريبة، حيث يقومون بزراعة المحاصيل والعناية بالأبقار والخيول، وذلك وفقًا لما ذكره موقع كوين ديسك..
هذا ويشكل وضعه تباينًا واضحًا مع الظروف الأكثر صرامة وسوء السمعة التي يواجهها سام بانكمان فريد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة FTX، الذي صدر بحقه حكم بالسجن لمدة 25 عامًا في وقت سابق من هذا العام، ويُحتجز حاليًا في سجن ذو أمان عالي.
مؤسس بينانس يمتثل للحكم
على الرغم من مكانة تشاو كأثرى أثرياء سوق العملات المشفرة وامتلاكه لنفوذ واسع، إلا أنه احترم الحكم القضائي والإجراءات اللازمة.
صدر الحكم على الرئيس السابق لشركة بينانس Binance بعقوبة أقل بكثير من الثلاث سنوات التي طالب بها المدعون الفيدراليون. وقد طلب محامو الدفاع فترة مراقبة مدتها خمسة أشهر، بينما كانت توصيات العقوبة تشير إلى السجن لمدة تتراوح بين 12 و18 شهرًا.
وعند الاستفسار عن مكان احتجاز تشاو، أحال فريق الدفاع في لاثام وواتكينز إلى موقع مكتب السجون الإلكتروني.
وأعرب تشاو عن ندمه للقاضي الأمريكي ريتشارد جونز قائلاً قبل صدور الحكم: «أنا آسف، وأعتقد أن الخطوة الأولى نحو تحمل المسؤولية تكمن في الاعتراف التام بالأخطاء. لقد أخفقت هنا في إنشاء برنامج فعّال لمكافحة غسيل الأموال… وأدرك الآن مدى خطورة هذا الخطأ».
اقرأ أيضًا.. CZ في الصدارة.. قائمة مليارديرات العملات المشفرة 2024
في نوفمبر الفائت، عقد تشاو، الملقب بـ CZ، اتفاقًا مع السلطات الأمريكية لإنهاء تحقيق دام لسنوات في شركة بينانس، الرائدة عالميًا في مجال تبادل العملات المشفرة. وكجزء من الاتفاقية، استقال تشاو من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة.
رغم تخليه عن إدارة الشركة، يُعتقد على نطاق واسع أن تشاو يحتفظ بنسبة تقارب 90٪ من أسهم بينانس (Binance)، حسبما ذكرت شبكة سي إن بي سي.
تضمنت الاتهامات الموجهة إليه الإخفاق المتعمد في تطبيق برنامج كفؤ لمكافحة غسيل الأموال وفقًا لمتطلبات قانون السرية المصرفية، والسماح لبينانس بتنفيذ معاملات تشمل عائدات من أنشطة غير مشروعة، بما في ذلك التعاملات التي تشارك فيها الأطراف الأمريكية وأفراد من دول خاضعة للعقوبات.
أما سام بانكمان فرايد، مؤسس FTX والمدير التنفيذي السابق لها، فيقضي حاليًا فترة في السجن الفيدرالي الأمريكي. وقد صدر حكم على بانكمان فرايد، الذي أُدين بجميع التهم السبع الموجهة ضده في نوفمبر، بالسجن لمدة 25 عامًا في مارس بتهم تتعلق بالاحتيال المالي والتآمر للإضرار ببورصة العملات المشفرة الخاصة به وصندوق التحوط المرتبط به، ألاميدا ريسيرش. كما أُمر بدفع مبلغ 11 مليار دولار كتعويضات ضمن الحكم الصادر في المحكمة الفيدرالية بمانهاتن.
وفي تباين مع تشاو، لم يتوصل بانكمان فرايد إلى أي تسوية مع الحكومة، بل تعاون مع المحققين أعضاء آخرون من الفريق التنفيذي للشركة.