بعد أكثر من 12 عامًا قضاها في غوغل، قرر ليون جونز أحد أعضاء الفريق الذي أعد الورقة البحثية «Transformers» أو «المحولات»، التي تقف وراء إطلاق ثورة الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة، مغادرة شركة غوغل، لينضم إلى باقي أعضاء الفريق المغادرين للشركة، بسبب ما وصفه بـ«بيروقراطية» غوغل.
من هو ليون جونز؟
ليون جونز هو أحد دارسي الذكاء الاصطناعي في الجامعة. حاز درجة الماجستير في علوم الحاسوب المتقدمة من جامعة برمنغهام. أصبح جونز مهندس برمجيات في يوتيوب التابعة لغوغل في عام 2012. ووفقًا لملفه الشخصي على لينكد إن، بدأ البحث في الذكاء الاصطناعي وفهم اللغة الطبيعية في غوغل في عام 2015.
ساهم ليون جونز مع المؤسسين الثمانية في كتابة الورقة البحثية الحاسمة حول الذكاء الاصطناعي في عام 2017، «المحولات»، تضمنت الورقة ابتكارات ساهمت في إنشاء تشات جي بي تي أداة الذكاء الاصطناعي من شركة أوبن إيه آي.
اقرأ أيضًا.. «جينيسيس» أداة غوغل الجديدة.. هل تصبح بديلا للصحفيين؟
ما قصة ورقة «المحولات»؟
تعتبر ورقة «المحولات» هي الأساس الذي بني عليه نماذج اللغة الكبيرة. استنتج الباحثون الذين أعدوا الورقة أن هذا سيكون أسرع وأكثر دقة من الأساليب الموجودة حاليًا. بدأوا في تجربة بعض النماذج الأولية على الترجمة من الإنجليزية إلى الألمانية، ووجدوا أنها فعالة. قام الباحثون بنشر ورقة بحثية تسمى «Attention Is All You Need»، والتي وضعت أساسًا لنماذج اللغة الكبيرة. توصلوا في هذه الورقة إلى فكرة الانتباه الذاتي التي تمكن الحواسيب من فهم اللغة بشكل أفضل من خلال قراءة الجملة بأكملها وتحليل أجزائها، وتطبيق هذه الفكرة يعزز العديد من التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي.
الآن، بعد سنوات عديدة من بناء المنتجات في المختبرات، تسارع غوغل لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك النماذج اللغوية الكبيرة، في محرك البحث ويوتيوب ومنتجات أخرى. يمكن للنماذج تلخيص المعلومات وتقديم استجابات تشبه البشر للأسئلة المكتوبة.
اقرأ أيضًا.. وداعا لـ«الروابط العشرة الزرقاء».. تغيير ثوري في نتائج بحث غوغل
لماذا يغادر ليون جونز غوغل؟
مثل جميع مؤلفي الورقة البحثية المشاركين، يغادر ليون جونز الآن غوغل، معلنًا انضمامه إلى الباحث السابق في غوغل، ديفيد ها، لبناء مختبر للبحث في الذكاء الاصطناعي التوليدي في طوكيو يُسمى ساكانا إيه آي Sakana AI. وقال جونز إنه أدرك أن حجم شركة غوغل كان يمنعه من القيام بالعمل الذي يرغب فيه.
وأضاف في مقابلة مع «سي إن بي سي» ، «إن ما شعرت به تجاه الشركة مجرد آثار جانبية لمرض الشركة الكبيرة. أعتقد أن البيروقراطية وصلت إلى النقطة التي شعرت فيها أنني لا أستطيع إنجاز أي شيء».
وقال جونز: «كنت أقضي وقتي يوميًا في محاولة الحصول على الموارد والبيانات، وأواجه أسئلة حول سبب عطل البرمجيات ومن المسؤول عنه، فوجدت أن كل ذلك يشتت انتباهي عن البحث».
غوغل هي واحدة من عدد من الشركات التكنولوجية الكبيرة التي استأجرت جموعًا من الباحثين في السنوات الأخيرة، بعضهم مباشرة من الجامعات، لبناء نماذج ذكاء اصطناعي تهدف لتحسين منتجاتها.
اقرأ أيضًا.. وداعا لـ«الروابط العشرة الزرقاء».. تغيير ثوري في نتائج بحث غوغل
ليون جونز إلى «ساكانا إيه آي»
بعد إنهاء العمل مع غوغل، قرر ليون جونز الانضمام إلى صديقه ديفيد ها، الذي أسس الشركة الناشئة للذكاء الاصطناعي ساكانا إيه آي، حيث يخططان للعمل على النماذج اللغوية الكبيرة.
ونقلت سي إن بي سي عن ديفيد ها، إنه وجونز تحدثا مع آخرين يرغبون في العمل على النماذج اللغوية الكبيرة، لكنهم لم يحسموا خططهم بعد.
وديفيد ها، هو الآخر غادر شركة غوغل، العام الماضي، ليصبح رئيسًا للبحث في شركة ناشئة تدعى ستابيليتي إيه آي Stability AI.
وقال ها: «سأكون مندهشًا إذا لم تكن النماذج اللغوية جزءًا من المستقبل».
وعلى صعيد العمل في «ساكانا إيه آي»، قال ها إن الشركة قد جلبت باحثًا بدوام جزئي، وسوف توظف الشركة في نهاية المطاف المزيد من الأشخاص. وعندما سئل عما إذا كانوا قد أضافوا أي موظفين آخرين من جوجل، قال ها: «ليس بعد».