تتواصل المنافسة الحادة بين ليزا سو، الرئيسة التنفيذية لشركة أشباه الموصلات المعروفة باسم AMD، وابن عمها جنسن هوانغ، القائد التنفيذي لشركة Nvidia، حيث يتنافسان في مجال تطوير الرقائق الإلكترونية لتعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي.
جنسن هوانغ، المعروف بكونه من ألمع الأسماء في صناعة التكنولوجيا والذي يحتل المرتبة السادسة عشرة بين أثرياء العالم بثروة تُقدر بـ91 مليار دولار، وليزا سو التي انضمت حديثًا إلى نادي المليارديرات بثروة تبلغ 2 مليار دولار، يدينان بنجاحهما الكبير للذكاء الاصطناعي.
وتُعد المعركة على هذه التقنية الثورية والهيمنة عليها هي الدافع وراء السباق المحموم بين الشركات الكبرى، خاصةً في ميدان الرقائق الإلكترونية التي تُشكل الأساس لهذه التكنولوجيا، حيث تبرز المنافسة الشديدة بين سو وهوانغ.
تنافس جديد في عالم الرقائق بين ليزا سو وجنسن هوانغ
في ساحة التنافس التكنولوجي، قدمت ليزا سو وجنسن هوانغ أحدث أجيال الرقائق الداعمة للتطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يزيد من حدة المنافسة التي تشكل مستقبل تصميم وتطبيق الذكاء الاصطناعي.
جنسن هوانغ وليزا سو، اللذان يتحدران من تايوان ويُعتبران الآن من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا الأمريكي، قدما نهجًا مختلفًا في تقديم خبراتهما خلال عروض متتالية في أكبر مؤتمر للحوسبة في العالم، الذي أُقيم هذا الأسبوع في تايبيه.
وأكد هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، سيطرة شركته ذات القيمة السوقية البالغة 2.8 تريليون دولار، على المسرعات التي تعتمد عليها شركات مثل OpenAI وMicrosoft في تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT.
اقرأ أيضًا: هل تتفوق إنفيديا على أبل ومايكروسوفت؟
كما استعرض هوانغ رؤيته لشريحة مستقبلية متوقعة لعام 2026، أطلق عليها اسم “روبين”، تكريمًا لفيرا روبين، العالمة الأمريكية التي ساهمت في اكتشاف المادة المظلمة، والتي من المتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في استمرار ريادة Nvidia.
من جانبها، اختارت ليزا سو، رئيسة شركة AMD، أن تُبرز الجهود الجماعية في عرضها، حيث استضافت مجموعة من الشركاء البارزين مثل إنريكي لوريس من HP ولوكا روسي من Lenovo Group Ltd.
وأعلنت سو عن توجه AMD نحو تطوير المعالجات العصبية، وهي فئة من الرقائق المصممة لإدارة خدمات الذكاء الاصطناعي مباشرةً من الأجهزة المحمولة.
وخلال خطابها، أشاد جوني شيه، رئيس مجلس إدارة Asustek Computer، بليزا سو ووصفها بأنها مصدر فخر لتايوان، وهو اللقب الذي يُعرف به هوانغ أيضًا.
المنافسة بين ليزا سو وجنسن هوانغ تنتقل للعلن
لطالما كانت المنافسة بين ليزا سو وجنسن هوانغ خفية عن الأنظار، ولكن مؤخرًا، وبعد سلسلة من الأحداث، برزت هذه المنافسة إلى الضوء وأصبحت موضوعًا رئيسيًا في الإعلام.
رغم أن قيمة شركة إنفيديا Nvidia السوقية تفوق قيمة AMD بعشرة أضعاف، إلا أن الصحافة لم تغفل عن تغطية المنافسة بين الشركتين
يقول إيان كاتريس، الخبير الاستشاري الرئيسي في More Than Moore: «يعتبر الكثيرون أن نفيديا هي امتداد لشخصية جنسن، بينما تُعد ليزا القوة الدافعة وراء نجاح AMD، وهي تؤكد دائمًا أن النجاح يعود للفريق بأكمله».
وفي حديثه لوكالة بلومبرغ، أضاف كاتريس: «تحتفظ AMD بمكانتها كالحصان الأسود في عالم الأعمال، وهذا ينطبق بشكل خاص على مجال الذكاء الاصطناعي».
اقرأ أيضًا: كوليت كريس.. قصة أقوى امرأة في إنفيديا
تبرز العروض التقديمية المتعاقبة – التي جذبت المئات من الحضور والآلاف من المشاهدين حول العالم – المخاطر المتنامية في مجال التكنولوجيا، والتي تمتلك الإمكانية لإحداث تغييرات جذرية في العديد من الصناعات وتطوير أجهزة قادرة على إنتاج محتوى فيديو وغيره بشكل فوري تقريبًا من خلال أوامر بسيطة.
وتضيف المنافسة بين سو وهوانغ بُعدًا شخصيًا، إذ لا يشتركان في الأصول التايوانية والميلاد في نفس المدينة بالساحل الجنوبي لتايوان فحسب، بل يربطهما أيضًا قرابة، وهو ما لم يدفع أيًا منهما للتنازل في المنافسة.
وقد تم اختيار ليزا لافتتاح أحد أبرز مؤتمرات القمة التكنولوجية العالمية، والذي يستمر لمدة أسبوع. في المقابل، قدم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (Nvidia)، عرضًا تقديميًا خاصًا به في ليلة الأحد الماضية، قبل الافتتاح الرسمي للمؤتمر، لمناقشة الخطط الإستراتيجية لشركته.
وقد ألقى هوانغ، الذي كان قد تحدث في معرض Compute العام الماضي، كلمته الرئيسية في جامعة تايوان الوطنية قبل ساعات من افتتاح المؤتمر، مستحوذًا على الاهتمام ومشيرًا بشكل غير مباشر إلى سو خلال عرضه لبرنامج الدردشة الآلي من أوبن إيه آي (OpenAI)
وتعتبر شركة إنفيديا (Nvidia) أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل ثورة صناعية جديدة، وتتوقع أن تكون لها دور محوري مع تحول التكنولوجيا نحو الاستخدام الشخصي، كما ذكر الرئيس التنفيذي في خطابه الرئيسي.
وفي المؤتمر الأحد الماضي، تطرق هوانغ مجددًا إلى النقاط التي أثارها في العام السابق، مشددًا على أن من لا يمتلكون قدرات الذكاء الاصطناعي سيتخلفون.
ويعتقد الخبراء أن إنفيديا (Nvidia) قد استأثرت بسوق الرقائق المتقدمة، وهو موقف يبدو صعب المنال لشركة AMD أو أي منافس آخر في الأمد القريب.
وأفاد أحد مديري صناديق الاستثمار التكنولوجية لبلومبرغ نيوز، أن هوانغ قد أثار ضجة كبيرة حول «روبن»، رغم أنه لم يكشف عن تفاصيل الشريحة المنتظر إطلاقها في عام 2026.
المنافسة بين إنفيديا وAMD
شهدت أسهم شركة إنفيديا (Nvidia) قفزة بنسبة 4.9٪ في بورصة نيويورك يوم الاثنين، لتصل مكاسبها الإجمالية إلى 132٪ خلال العام الجاري، في حين تراجعت أسهم AMD بنسبة 2٪.
تقدم إنفيديا (Nvidia) لعملائها حلولًا متكاملة، تتيح للشركات اقتناء الرقائق ومعدات الشبكات وكافة المتطلبات الأخرى اللازمة لتشغيل وتطوير الذكاء الاصطناعي المتقدم في ما يُعرف بـ«مصانع الذكاء الاصطناعي».
على الجانب الآخر، تعزز AMD من مبدأ المصادر المفتوحة التي تضمن التوافق والتشغيل المتبادل مع منتجات المنافسين مثل إنتيل (Intel).
أعلن هوانغ عن استخدام تقنية HBM4 في منصة «Rubin AI» الجديدة، وهي الجيل القادم من الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي التي تُعد حجر الزاوية في تطوير مسرعات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تكون شركة SK Hynix Inc، الرائدة في هذا المجال، قد باعت معظم إنتاجها حتى عام 2025. ومع ذلك، لم يُقدم هوانغ تفاصيل محددة حول المواصفات الدقيقة لمنتجات إنفيديا (Nvidia) المستقبلية.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
أفاد دان نيومان، الرئيس التنفيذي لمجموعة Futurum Group، بأن إطلاق Rubin وRubin Ultra كان خطوة ذكية تعكس التزام الشركة بالتحديث السنوي. وأكد أن الشركة تبرز إيقاع الابتكار وتسعى جاهدة لاستغلال التكنولوجيا بأقصى حد، بما في ذلك البرمجيات والعمليات والتغليف والشراكات، لتعزيز موقعها في السوق.
من جانبها، سعت سو لكسب دعم أكبر، وشاركها على المسرح رئيس شركة مايكروسوفت ويندوز، الذي يُعتبر قائدًا بارزًا في شركة تُنظر إليها كمنافس قوي لغوغل وبايدو في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقد استغلت سو وشركاؤها منصة مؤتمر Computex لتقديم الأجهزة المحمولة الجديدة المزودة بتحسينات الذكاء الاصطناعي تحت العلامة التجارية Copilot، والتي تعتمد بشكل كبير على وحدات NPU، مما يزيد من كفاءة التعامل مع مهام الذكاء الاصطناعي ويساهم في تحسين عمر البطارية.
كانت «Qualcomm» من الشركات الرائدة في طرح أجهزة Copilot+، بينما من المتوقع أن تدخل AMD السوق بهذه الأجهزة بدءًا من شهر يوليو. وفي الوقت الحالي، لا تقدم Nvidia منتجًا مماثلًا.
وفي ختام كلمتها الرئيسية، عادت سو للتركيز على المنافسة الأساسية في مراكز البيانات وتدريب الذكاء الاصطناعي، معلنة عن توافق جدول التحديثات السنوي لشركتها مع Nvidia ووعدت بتسريع وتيرة التحسينات في AMD للأعوام 2025 و2026.
وأشار ديف ألتافيلا، المحلل الرئيسي في HotTech Vision and Analysis، إلى أن الاختلاف الأساسي بين هوانغ وسو يكمن في أن هوانغ يجمع بين الخبرة التقنية والرؤية الاستراتيجية ومهارات البيع، بينما تركز سو بشكل أكبر على التنفيذ العملي.