على الرغم من الارتفاعات القياسية التي حققتها البيتكوين في عام 2024، واستمرارها في جذب المستثمرين، يعود جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، ليجدد هجومه عليها، واصفًا إياها بأنها «مضيعة للوقت والمال». فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا العداء المستمر؟ وما هي التناقضات التي تشوب موقفه؟
الافتقار للقيمة الجوهرية والارتباط بالأنشطة غير المشروعة
يُرجع ديمون عداءه للبيتكوين إلى افتقارها لما يسميه «القيمة الجوهرية»، ويربطها بشكل متكرر بالأنشطة غير المشروعة كغسيل الأموال وعمليات الفدية. ورغم اعترافه بإمكانية استخدامات أوسع للعملات المشفرة في القطاع المالي، إلا أنه يصر على أن البيتكوين نفسها لا مستقبل لها. ويؤكد ديمون أن الاستثمار في البيتكوين «مضيعة للوقت والمال».
اقرأ أيضًا: ترامب يكسب 2.7 مليون دولار خلال شهر واحد من العملات المشفرة
تذبذب آراء ديمون وتناقضاتها عبر السنين
لم تكن آراء ديمون ثابتة بشأن البيتكوين، بل شهدت تقلبات بين الانتقادات اللاذعة والاعتراف المتردد بإمكانيات هذه الأصول. ففي أبريل 2024 وصفها بـ «مخطط بونزي»، ثم عاد ليعترف بقيمة العملات المشفرة في تطبيقات مثل العقود الذكية. حتى أنه اعتذر في عام 2018 عن وصف البيتكوين بالاحتيال. هذا التذبذب يُظهر عدم استقرار موقفه من البيتكوين.
اقرأ أيضًا: مايكل سايلور يقترح على ترامب إنشاء احتياطي من البيتكوين بقيمة 81 تريليون دولار
التهديد بطرد الموظفين والتراجع عنه
لم يقتصر تناقض ديمون على أقواله، بل امتد إلى أفعاله. ففي السابق، هدد بطرد أي موظف في بنك جيه بي مورغان يستثمر في البيتكوين. لكنه تراجع عن هذا التهديد لاحقًا، خاصة مع توجه البنك نحو التقنيات المالية الحديثة. هذا التراجع يُظهر تغيرًا في تعامله مع البيتكوين، وإن كان ظاهرياً.
نهج جي بي مورغان المتباين مع آراء رئيسه
في حين ينتقد ديمون البيتكوين علنًا، يتبنى بنك جي بي مورغان نهجًا أكثر حذرًا، حيث يستكشف تقنية البلوك تشين ويقدم منتجات متعلقة بالبيتكوين لبعض عملائه. هذا التباين بين تصريحات ديمون وأفعال البنك يثير التساؤلات. وقد انتقد جون ديتون، مؤسس «CryptoLawsUS»، هذا التناقض، مشيرًا إلى تورط جيه بي مورغان في سوق العملات المشفرة منذ البداية، وأن نسبة ضئيلة من معاملات البيتكوين مرتبطة بأنشطة غير مشروعة، كما ذكر بالمخالفات والغرامات التي تكبدها البنك.
استثمارات جي بي مورغان في صناديق استثمار البيتكوين
المفارقة الأكبر تكمن في امتلاك جي بي مورغان أسهمًا في صناديق استثمار متداولة للبيتكوين تابعة لشركتي بلاك روك وغراسيكيل، ما يُعتبر تناقضًا صارخًا مع تصريحات رئيسه.
اقرأ أيضًا: ثروة «نائب ترامب» في البيتكوين تقدَّر بـ500 ألف دولار
أخيرًا، يُظهر موقف جيمي ديمون من البيتكوين سلسلة من التناقضات والتغيرات، ما يجعل من الصعب فهم الأسباب الحقيقية وراء عدائه. فبين الانتقاد العلني والانخراط العملي من خلال بنكه، يبدو أن ديمون يتبنى نهجًا مزدوجًا، ربما يعكس التطورات المتسارعة في عالم العملات المشفرة، أو ربما يعكس مصالح بنكه التجارية.