في مفاجأة للكثيرين، كشف جيف بيزوس، ثاني أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بـ 246 مليار دولار، أنه يتقاضى راتبًا زهيدًا في أمازون لا يتجاوز 80 ألف دولار سنويًا. وعلى الرغم من ثروته الهائلة، اختار بيزوس الحفاظ على هذا الراتب المتواضع لعقود من الزمن.
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أوضح جيف بيزوس، مؤسس أمازون، أن رؤيته كانت تتركز على بناء الشركة وتطويرها، وليس على الثراء الشخصي. وعلل ذلك بقوله: «كنت مؤسسًا، وكنت أملك بالفعل حصة كبيرة في الشركة، ولم أشعر بالحاجة إلى زيادة راتبي».
اقرأ أيضًا.. جيف بيزوس: إنجازي الأكبر ليس في ثروتي بل في صناعة ثروة للآخرين بـ2.1 تريليون دولار
وعلى الرغم من ذلك، فإن ثروته الهائلة، والتي بلغت 8 ملايين دولار في الساعة في بعض الفترات وفقًا لحسابات جيف هادن من Inc.com، تثبت أن نجاح أمازون جعلته أحد أغنى أغنياء العالم.
المشغلون المالكون
أوضح بيزوس أن امتلاكه لحصة كبيرة في أمازون، تزيد عن 10%، كانت حافزًا كافيًا له. فقد قال: «لماذا أحتاج إلى حوافز إضافية؟ كنت بالفعل شريكًا رئيسيًا في الشركة». وبعد تركه منصب الرئيس التنفيذي، بدأ بيزوس بتنفيذ خطة لبيع جزء من أسهمه، حيث يهدف إلى بيع 25 مليون سهم بحلول نهاية عام 2025.
وصف بيزوس المؤسسين بأنهم «مشغلين مالكين»، مؤكدًا على أن هدفهم الأساسي هو بناء الشركة وتنميتها وليس مجرد زيادة ثرواتهم الشخصية. وأوضح أنهم يسعون إلى زيادة قيمة أسهمهم الحالية بدلاً من السعي وراء الحصول على أسهم إضافية. ومع ذلك، فإن ثروة بيزوس الهائلة التي نمت بشكل كبير بفضل نجاح أمازون تظهر أن هذه الاستراتيجية أثبتت فعاليتها.
حرص بيزوس على التأكيد على أنه لا يرغب في الحصول على أي مكافآت إضافية، حيث طلب من لجنة الشركات عدم منحه أي شركات. وبرر ذلك برغبته في الحفاظ على تركيزه على بناء الشركة وتطويرها، وليس على زيادة ثروته الشخصية.
ضرائب أقل للمليارديرات
على الرغم من تأكيده على عدم الرغبة في المكاسب المالية الشخصية، كشفت تحقيقات صحفية أن بيزوس استفاد من استراتيجيات ضريبية قانونية لتجنب دفع ضرائب الدخل الفيدرالية في بعض السنوات، مثل عامي 2007 و2011. وقد تمكن من ذلك جزئيًا عن طريق الإبلاغ عن خسائر استثمارية تفوق دخله.
اقرأ أيضًا.. جيف بيزوس يعود إلى العمل في أمازون: مهمتي مساعدة الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي
وليس بيزوس وحده من يستفيد من هذه الثغرات الضريبية. فقد كشفت التحقيقات أن العديد من المليارديرات، مثل إيلون ماسك ووارن بافيت، يستخدمون استراتيجيات مماثلة لتقليل فواتير ضرائبهم. ورغم أن أعلى معدل ضريبة دخل في الولايات المتحدة هو 37%، فإن تحليل ProPublica أظهر أن معظم هؤلاء الأثرياء يدفعون نسبة ضئيلة للغاية، أقل بكثير من المعدل القانوني.
كشفت دراسة أجرتها ProPublica أن معدل الضريبة الفعلي الذي دفعه جيف بيزوس، خلال الفترة من 2014 إلى 2018، كان 0.98% فقط من إجمالي دخله. هذا يعني أنه بالرغم من ثروته الهائلة، فقد دفع نسبة ضئيلة جداً من الضرائب مقارنة بما يدفعه المواطن العادي. والأكثر إثارة للدهشة هو أن هذا المعدل أقل حتى من معدل وارن بافيت، الذي بلغ 0.10% فقط.
على الرغم من راتبه المتواضع نسبيًا، فإن ثروة بيزوس مرتبطة بشكل أساسي باستثماراته المتنامية. ووفقًا لتحليل ProPublica، فإن هذه الثروة الضخمة لا تخضع للضريبة طالما لم يتم بيع الأصول. بعبارة أخرى، فإن بيزوس، من خلال تجنب سحب مبالغ كبيرة من ثروته، تمكن من تأجيل دفع الضرائب على أرباحه الاستثمارية بشكل كبير.