في منشور له، عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس، أوصى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وارن بافيت، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، بالاستثمار في شركة تسلا، وذلك في أعقاب تصريحات بافيت حول جهود تسلا في مجال القيادة الذاتية الكاملة (FSD).
https://twitter.com/tesla_mining/status/1787393746956398843
وارن بافيت، خلال الاجتماع السنوي لمساهمي بيركشاير هاثاواي، نهاية الأسبوع الماضي، أثار مسألة المخاطر التي قد تواجهها شركات التأمين مثل جيكو (Geico) التابعة لبيركشاير، في حال نجاح تسلا وإيلون ماسك في الوصول إلى القيادة الذاتية الكاملة.
بافيت، أشار إلى أنه إذا «تراجعت الحوادث بنسبة 50%، فهذا سيكون مفيدًا للمجتمع ولكنه قد يؤثر سلبًا على حجم أعمال شركات التأمين. ومع ذلك، فإن الفائدة للمجتمع هي الأهم».
من جانبه، قال أجيت جاين، المدير التنفيذي لبيركشاير هاثاواي، أنه «على الرغم من اعتقاد تسلا بأن تقنيتها أدت إلى تقليل حوادث السيارات، إلا أن تكاليف إصلاح الحوادث قد تزداد».
وتابع جاين قائلًا: «إذا ضربت عدد الحوادث في تكلفة كل حادث، فلست متأكدًا من أن الرقم الإجمالي قد انخفض كما ترغب تسلا في إقناعنا». وأشار إلى أن تأمين تسلا لم يحقق حتى الآن نجاحًا كبيرًا.
بعد هذه التعليقات، نشر إيلون ماسك على موقع X، تويتر سابقًا، أن وارن بافيت «يجب أن يشتري حصة كبيرة في شركة تسلا».
اقرأ أيضًا.. تسلا تتمسك بمقتنياتها من البيتكوين.. كم تبلغ حيازتها من العملة المشفَّرة؟
لماذا يتحفظ وارن بافيت على الاستثمار في تسلا؟
وارن بافيت، المعروف بتفضيله للاستثمارات طويلة الأمد، يمتلك حصصًا في شركة BYD الصينية، المنافسة لتسلا، ولم يختر الاستثمار في تسلا حتى الآن. على الرغم من تقليصه لممتلكاته في BYD مؤخرًا، إلا أنه ما زال يحتفظ بحصة كبيرة فيها.
بافيت، الذي يُعرف بأنه مستثمر يقدر القيمة، يعتمد بشكل أساسي على التقييم في قراراته الاستثمارية. ويبدو أن سعر سهم تسلا لا يتناسب مع معاييره الاستثمارية، بحسب موقع موتلي فول (The Motly Fool).
تسلا تمتلك نسبة سعر إلى أرباح مرتفعة تصل إلى 45، وهو ما يعتبره بافيت مرتفعًا جدًا. بيركشاير تمتلك أسهمًا أخرى مثل Snowflake، التي تُقيم بتقييمات مرتفعة أيضًا. لكن بالنسبة لبافيت، العامل الحاسم هو توقعات الأرباح المستقبلية للسهم.
في رسالته لعام 2013 إلى مساهمي بيركشاير هاثاواي، أوضح بافيت أنه وشريكه تشارلي مونغر يفضلان شراء الأسهم التي تُتداول بأسعار معقولة بالنسبة لتوقعات أرباحهم لمدة خمس سنوات على الأقل. إذا لم يكونوا واثقين من قدرتهم على تقدير الأرباح بدقة، يمتنعون عن الشراء.
في اجتماع المساهمين الأخير لبيركشاير، عبر بافيت عن رأيه بشأن تسلا قائلًا: «أعتقد أنني أستطيع توقع مستقبل شركة أبل خلال خمس إلى عشر سنوات، لكنني لا أستطيع قول الشيء نفسه عن شركات السيارات». ومن هذا التصريح، يتضح أنه لا يثق في قدرته على تقدير أرباح تسلا المستقبلية، مما يجعل السهم خارج اعتباراته الاستثمارية.
اقرأ أيضًا.. قد تصبح وسيلة لشراء سيارة تسلا.. ما عملة دوجكوين المشفرة؟
ما العوامل التي قد تدفع بافيت لتغيير موقفه؟
تاريخيًا، أظهر وارن بافيت مرونة في قراراته الاستثمارية، مثلما حدث مع شركة أبل، التي تحولت من شركة لم يكن يفكر في شرائها إلى أكبر استثمار في محفظة بيركشاير. هذا يطرح السؤال: ما الذي قد يجعله يعيد النظر في تسلا؟
القرار الأولي لشراء أسهم أبل لم يكن من بافيت نفسه، بل من أحد مديري الاستثمار في بيركشاير. ومع ذلك، سرعان ما انضم بافيت إلى الاستثمار بعد ذلك. قد يحدث تطور مماثل مع تسلا إذا تغيرت بعض الظروف.
عندما قرر بافيت الاستثمار في أبل، كانت الشركة تتمتع بربحية عالية وآفاق واضحة في سوق كبير. لكي يشعر بافيت بالراحة للاستثمار في تسلا، يجب أن تصبح الديناميكيات التنافسية لسوق السيارات الكهربائية أكثر وضوحًا.
في المستقبل القريب، إذا شهدت السيارات الكهربائية نموًا كبيرًا عالميًا وتمكنت تسلا من التفوق على منافسيها بشكل واضح، فقد يعتبر بافيت أن الوقت قد حان للاستثمار في الشركة.
اقرأ أيضًا.. تسلا FSD.. ماذا وراء زيارة إيلون ماسك إلى الصين؟
عقلية وارن بافيت الاستثمارية
من الضروري إدراك كيف يفكر وارن بافيت في الاستثمارات، فهو يرى في نفسه كالمسؤول الأول عن المخاطر في بيركشاير هاثاواي، مع التركيز على خفض المخاطر لأي قرار تتخذه الشركة. وهو مستعد للتعامل مع الأسهم التي يعتقد أنها قد تحقق نجاحًا كبيرًا.
هذا ما حدث مع شركة أبل؛ ففي عام 2012، أقر بافيت بأن أبل «قد تزداد قيمتها بعد عقد من الزمان». لكنه اختار عدم الاستثمار فيها آنذاك. وبالمقارنة، حققت استثمارات بيركشاير هاثاواي عوائد أعلى من أبل بين الوقت الذي أدلى فيه بافيت بهذا التصريح وحتى عام 2016، وهو العام الذي بدأت فيه بيركشاير بالاستثمار في عملاق التكنولوجيا.
بافيت لن يقدم على شراء أسهم تسلا حتى يكون مرتاحًا لتقييمها. هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها للمستثمر الذي يبلغ من العمر 92 عامًا. ولكن، هل ستتمكن تسلا من تحقيق نجاح يجعلها تتفوق على بيركشاير هاثاواي، الشركة المفضلة لدى بافيت؟
اقرأ أيضًا.. هل «ضلَّلت» شرِكة تسلا المستهلكين؟
إيلون ماسك يشدد على التزام تسلا بالذكاء الاصطناعي
في أحدث جلسة لإعلان أرباح تسلا، كان التركيز الرئيسي لإيلون ماسك على تطوير نظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD) وتقدم الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
خلال المكالمة، أكد ماسك أن رؤية تسلا تتمحور حول حل التحديات المتعلقة بالاستقلالية وتطبيق هذه التقنيات على نطاق واسع.
وأشار ماسك إلى أن الاستثمار في تسلا يجب أن يستند إلى الإيمان بقدرة الشركة على تحقيق القيادة الذاتية، مضيفًا أن من لا يؤمن بهذه القدرة لا ينبغي له الاستثمار في الشركة.
وأفادت تسلا بأن التدفق النقدي الحر للشركة قد تحول إلى سلبي بقيمة تصل إلى 2.5 مليار دولار في الربع الأول، بعد استثمار مليار دولار في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.