في عالم الأعمال المتسارع، تُعد الشركات الناشئة قوى دافعة للابتكار والنمو الاقتصادي، غير أن الطريق إلى النجاح ليس مُعبّدًا دائمًا بالورود، وقد تواجه هذه الشركات تحديات جمة قد تؤدي بها إلى الفشل. قد تسعى الشركة بكل جهد لتحقيق هدف مضاعفة الإيرادات. لكن، على الرغم من الجهود المبذولة والاستراتيجيات المدروسة، تواجه الشركات أحيانًا عقبات لم تكن في الحسبان تؤدي إلى عدم تحقيق أهدافها.
وتجربة رائد الأعمال السعودي محمد بن عالي المرشدي، الرئيس التنفيذي لشركة جسمال أوتوميشن، التي أوردها في منشور له عبر حسابه في منصة «لينكد إن»، تحت عنوان: «أنا فشلت»، تلقي الضوء على الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل الشركات الناشئة في تحقيق المستهدفات التي وضعتها لنتائج أعمالها المستقبلية.
رائد الأعمال السعودي، كشف عن أن الهدف الذي وضعه مع فريقه في شركته لنتائج أعمال 2023 كان مضاعفة الإيرادات مقارنة بالعام السابق، لكن في نهاية العام كانت النتيجة أن النمو لا يتجاوز 10% عن إيرادات السنة السابقة.
بن عالي، الذي تحدث عن 4 أسباب، وراء عدم تحقيق المستهدفات للعام الأخير، قال «أنا فشلت، نعم فشلت، على عكس أغلب المنشورات في هذه المنصة، لا أكتب في هذا المنشور عن إنجاز ولا عن شهادة مهنية جديدة، لكن في أهم استثماراتي وهي جسمال أوتوميشن (JSMAL Automation)، والتي تأخذ أغلب وقتي العملي»، موضحًا «وضعنا هدفًا للعام 2023 وفشلنا في تحقيقه».
اقرأ أيضًا.. «البلوشي»: 70 % من الشركات الناشئة تفشل في عقدها الأول
أسباب فشل الخطة في الشركة الناشئة
كشف الرئيس التنفيذي لشركة جسمال أوتوميشن، عن الأسباب التي أدت إلى فشل الشركة في تحقيق المستهدفات، والتي لخصها في 4 أسباب:
توقعات غير ناضجة
أكد المرشدي، أن السبب الأول في عدم تحقيق نتائج الأعمال التي خطط لها، هو وضع توقعات غير ناضخة، حيث وضع خطة على نمو الشركات التقنية ولم يلاحظ أن شركته في المقام الأول هي شركة صناعية تواجه الكثير من التحديات.
يقول المرشدي: «عصرنا نموذج العمل عصرًا، فكيف تتحمل شركة صناعية أن تنمو عضويًا بمثل هذا التوقع، فنموذج العمل الصناعي بطيء وتنميته تتطلب الكثير من الموارد، ولكننا تهورنا وقسنا على نمو الشركات التقنية بدلًا من القياس على نمو الشركات الصناعية».
اقرأ أيضًا.. رامي عوض: نستهدف شراكات استراتيجية مع الشركات الناشئة بمجالات المستقبل
التشتت
يرى المرشدي، أن التشتت وعدم التركيز على هدف واضح ومحدد، في سعيه إلى النمو جعل شركته تفقد قدرتها في التركيز على أي هدف. وعن هذه التجربة قال المرشدي: «تركيزنا على النمو الخارق، جعلنا نبدأ العام بتوسع كبير في الأنشطة والمنتجات، هذا التوسع الحادّ تسبب في تشتت القدرات وفتح أبوابًا كبيرة لهدر الموارد والوقت».
التعرض للاحتيال
ذكر رائد الأعمال السعودي، أن من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل الشركة في تحقيق نتائج الأعمال المرجوة عدم البحث عن معلومات حول العملاء، مشيرًا إلى أنه تعرض لواقعة الاحتيال من قبل أحدهم. يقول المرشدي ساخرًا: «عملنا في أول العام على مشروع ضخم مع أحد العملاء، واكتشفنا لاحقًا أن هذه الشركة يجب أن تؤسس أكاديمية في طرق الاحتيال على الموردين، حيث استنزف هذا المشروع الكثير من الموارد وأدت نهايته المحبطة إلى نتائج سلبية في بيئة العمل».
وتابع: «لذلك تأكد من العميل حتى لو كان اسمه كبير، واحرص على الدفعات أول بأول».
اقرأ أيضًا.. نائب رئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي سعيد القرقاوي: نوفر خارطة طريق للشركات الناشئة بدبي
الأمل الزائف
بن عالي، يرى أيضًا أن الشركات الناشئة لا يجب عليها أن تتعلق بالآمال الزائفة دون أن تصل إلى نتيجة حتمية في ذلك، موضحًا «شاركنا خلال العام في أحد البرامج الحكومية الخاصة بالتمويل، وبعد الكثير من الجهد الإداري تعرّض طلبنا للرفض بسبب نموذج العمل، ولذلك أقول للجميع أن الجهات الحكومية تسعى للدعم والتطوير ووراءها فرق من الموظفين الحريصين والمجتهدين، لكن في نفس الوقت هناك العشرات والمئات غيرك، ولن يحظى بهذه الفرص جميع المتقدمين بالتأكيد، فاسعى لها ولا تبني خططك عليها».
واختتم محمد بن عالي المرشدي رائد الأعمال السعودي، المنشور بأنه تعلم كثيرًا من تجربته، قائلا: «كتبت هذا المنشور لمواجهة نفسي أولًا، وثانيًا لنشر هذه الأسباب التي ربما تساعد شخص آخر على تجاوزها، في النهاية الفشل احتمال موجود بنسبة 50% لأي هدف موجود، وكل تجربة فشل وأنتم بخير».