تواجه العلامة التجارية الفرنسية الفاخرة «هيرميس» دعوى قضائية جديدة في ولاية كاليفورنيا الأميركية من قبل إثنين من زبائنها.
بعدما وجه اثنان منهما وهما تيتا كافالري، ومارك جلنوجة، اتهامات للشركة بانتهاك قوانين المنافسة ومكافحة الاحتكار العالمية، بعد إجبار الزبائن على إنفاق الآلاف من الدولارات على منتجاتها للسماح لهم بالحصول على حقيبة بيركين (Birkin).
ما لعبة هيرميس؟
وتسمح الشركة لزبائنها بشراء حقيبة «بيركين»، بعد تخطي ما يعرف باسم «لعبة هيرميس»، وهي عبارة عن تحدٍ تخوضه العديد من النساء اللواتي يرغبن في شراء الحقيبة من المتجر. هذه الحقائب نادرة ومرغوبة للغاية، ولا يمكن الحصول عليها إلا بعد بناء حساب كبير لدى هيرميس، وإنفاق مبالغ كبيرة على منتجات العلامة التجارية، وبناء علاقة قوية مع مساعد المبيعات، وقد تستغرق هذه اللعبة من 6 أشهر إلى 5 سنوات.
اقرأ أيضًا: يفضِّلها الأثرياء الخفيون.. اكتشف موضة الـQuiet Luxury!
والبيركن هي حقيبة من نوع «tote bag» حصلت على اسمها نسبةً إلى المغنية والممثلة الفرنسية جاين بركين (Jane Birkin) التي صممتها عام 1984 عندما كانت تجلس على متن طائرة إلى جانب الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية هيرميس.
وبحسب الموقع التابع لصالة المزاد العلني كريستيز (Christie’s)في لندن، قد تستغرق صناعة الحقيبة الواحدة 40 ساعة. كما تتميز البيركن بأنها حقائب كوتا « Quota Bags» أي أنها تتمتع بالحصرية ولا يمكن الحصول عليهما بسهولة، فيجب أن تكون من زبائن هيرميس المخلصين للحصول عليها. إضافةً إلى أن هيرميس تحرص على صناعة عدد قليل جدًا منها سنوياً.
«بيركين» رمز للمقام للرفيع
الصفة الحصرية التي ترافق البيركن، جعلت منها رمزاً للمقام الرفيع، مما دفع بالنساء إلى التهافت على الشراء، فأصبح الطلب على هذه الحقائب يفوق العرض الموجود عليها، وبالتالي إنشاء قائمة الانتظار التي تدخل عليها عند قيامك بأول عملية شراء من هيرميس. وأدت هذه المجموعة من العوامل إلى زيادة سعر البيركن ليصل اليوم إلى معدل 11,000$ بحسب Madison Avenue Couture. إضافةً إلى ذلك، اكتسبت هذه الحقائب قيمة استثمارية بسبب رغبة الحصول عليها مع زيادة سنوية على قيمتيها بمعدل 10%.
اقرأ أيضًا.. لعبة هيرميس: الرحلة المثيرة للحصول على حقيبتي الرفاهية والثراء
وبحسب موقع CNN، بيعت في سنة 2021 حقيبة بيركن بـ390،000$ في مزاد كريستيز العلني.
ذكر المدعيان في دعواهما أن شركة هيرميس تستغل السوق باستخدام استراتيجية تجعل الطلب على حقائب بيركين يتجاوز العرض بكثير. وأشارا إلى أن متوسط سعر حقيبة بيركين 25 يبلغ 10,450 دولارًا. وأفادا بأن هيرميس لا تبيع حقائب بيركين عبر موقعها الإلكتروني ولا تعرضها في متاجرها، بل تقدمها فقط للعملاء المعتبرين مؤهلين لشرائها في غرف خاصة.
«صعوبة إثبات الخلل في سياسات هيرميس»
وأضاف كافالري وجلنوجة أنه يُطلب من مسؤولي المبيعات في هيرميس تقديم حقائب بيركين للعملاء الذين لهم علاقات طويلة الأمد مع العلامة التجارية والذين قاموا بشراء منتجات أخرى مثل الأحذية والأوشحة والمجوهرات.
اقرأ أيضًا.. الموضة السريعة: هل تمنحك قيمة ما أنفقت؟
تباينت الآراء حول الدعوى القضائية، حيث ترى سوسان سكافدي، المديرة الأكاديمية بمعهد قانون الموضة في جامعة فوردهام، وفقًا لما نشرته صحيفة الواشنطن بوست، أنه من الصعب على المدعين إثبات وجود خلل في سياسات هيرميس، نظرًا لأن الشركة لم تحدد مبلغًا معينًا يجب على العميل إنفاقه للحصول على حقيبة بيركين. من جهته، يعتقد المحامي روبرت فروند، وفقًا للمصدر ذاته، أن القضية تعني المستهلكين بوجه عام وليس عملاء هيرميس فقط.
وترى مجلة فوربس أن القضية تحمل أهمية كبيرة في سوق السلع الفاخرة، ومن المرجح أن تكون لها تأثيرات على استراتيجيات المبيعات والتسويق لدى العلامات التجارية الفاخرة الأخرى.