كشف مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta)، عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، عن أحد أكثر المبادئ جدلًا في طريقة إدارته لشركته التريليونية.
ويدير زوكربيرغ، أحد أكبر شركات التواصل الاجتماعي في العالم التي تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار، وهي الشركة المالكة لتطبيقات التواصل الأشهر في العالم: فيسبوك وإنستغرام وواتساب.
ويحتل رئيس شركة ميتا (Meta)، المركز الرابع في قائمة أغنى الأشخاص في العالم، بثروة تقدر بحوالي 170 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.
لا تفويض للسلطات
في مقابلة مع برنامج «Morning Brew Daily» نقلها موقع بيزنس إنسايدر، يوم الجمعة، كشف زوكربيرغ عن أنه يكره تفويض مسؤولياته كرئيس للشركة إلى أحد غيره.
المبدأ الذي وصفه زوكربيرغ بـ«المثير للجدل»، علق عليه قائلًا إنه «ينبغي على المؤسس اتخاذ أكبر قدر ممكن من القرارات والانخراط في منظومة العمل اليومي بشكل أكبر».
في الوقت نفسه، شدد الرئيس التنفيذي لشركة ميتا Meta على ضرورات معرفة الشخص الذي يشغل منصب الرئيس أو القائد «لحدوده» وأن يعين أفراداً في المناصب التي لا يفهمها بشكل متكامل، مفسراً بأن: «الرئيس بحاجة إلى كل هؤلاء الأشخاص الرائعين الآخرين لأنه بغض النظر عن مقدار الوقت الذي يخصصه لكل هذه الأشياء، سيظل هناك الكثير من الأشياء التي لا يستطيع الوصول إليها وفهمها، ونحن بحاجة إلى أشخاص رائعين يمكنهم القيام بكل الأشياء المهمة جداً التي لا يفعلها..».
اقرأ أيضًا: الروتين اليومي لمارك زوكربيرغ: كيف يحافظ على صحته وإنتاجيته؟
مارك زوكربيرغ يتحدث عن تسريح الموظفين
وعلى صعيد تسريح أعداد كبيرة من الموظفين في قطاع التكنولوجيا، قال مارك زوكربيرغ إن هذه الشركات تحاول أن تصبح أكثر مرونة وكفاءة بأن تكون أصغر حجمًا. يقول: «الشركات تعلم أن هذا القرار صعب ، لكنه يحمل مزايا للشركات الصغيرة».
في مقابلة مع برنامج «Morning Brew Daily»، يقول زوكربيرغ إن الشركات ما زالت تتأقلم مع الوضع بعد الوباء.
يذكر أن الوباء أدى إلى زيادة كبيرة في مبيعات التجارة الإلكترونية والإعلانات عبر الإنترنت، لكن مع عودة النشاط الاقتصادي والتسوق العادي، تراجعت المبيعات وأسعار الإعلانات. وهكذا، وجدت العديد من الشركات، بما في ذلك ميتا، أنها تضخمت في التوظيف واضطرت إلى تقليص عدد موظفيها. هذه كانت المرحلة الأولى من تسريح العمال.
اقرأ أيضًا: إمبراطور ميتا.. كيف بنى مارك زوكربيرغ ثروته؟
وعندما سئل عما إذا كانت تسريحات العمال مرتبطة بتقدم الذكاء الاصطناعي، أجاب زوكربيرغ: «أعتقد في الحقيقة أن هذا الأمر ناجم عن محاولة الشركات التغلب على التحديات التي تواجهها بعد الوباء».
وأضاف أن الشركات لم تتخلص من موظفيها فقط لأنها وظفت بشكل مفرط، بل أيضًا لأنها اكتشفت أن هناك فوائد للشركات الصغيرة. وقال إن الكثير من شركات التكنولوجيا كانت تخشى القيام بالتخفيضات في البداية، لكنها أدركت أنها ليست نهاية العالم.
وتعليقًا على تسريحات ميتا السابقة، قال زوكربيرغ: «كان الأمر حقًا صعبًا، فقد فقدنا الكثير من الأشخاص الموهوبين الذين نحبهم، لكن من ناحية أخرى، فإن الانتقال إلى حجم أصغر يجعل الشركة أكثر فاعلية».
مارك زوكربيرغ وعام الكفاءة
كانت الجوانب الأخرى من نهج مارك زوكربيرغ في إدارة شركة ميتا (Meta) تحت المجهر في السنوات الأخيرة، وسط جولات متعددة من عمليات تسريح العمال التي أثرت على أكثر من 20 ألف موظف.
يقول زوكربيرغ إنه اضطر إلى تقليص حجم الشركة بسبب بعض الاستثمارات الخاطئة، مثل تكنولوجيا الميتافيرس (Metaverse) ، والتغيرات في سوق التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية بعد الوباء.
في العام الماضي، أطلق زوكربيرغ «عام الكفاءة»، وهو مشروع للتخلص من بعض المديرين الزائدين وتسريع عملية صنع القرار.
اقرأ أيضًا.. مارك زوكربيرغ يعيد موظفيه إلى المكتب وينهي «العمل عن بٌعد»
ويدافع زوكربيرغ عن خطته، قائلاً إنه لا يحتاج إلى هيكل إداري معقد، وإنما إلى فريق عمل متحمس وفعال.
ويبدو أن خطة زوكربيرغ ناجحة، حيث ارتفعت قيمة ميتا إلى تريليون دولار ، بفضل ارتفاع أسهمها بنحو 200٪ في عام 2023 ، بالإضافة إلى خفض تكاليفها بتسريح 20 ألف وظيفة.