كيف ينظر المديرون إلى الجيل زد في بيئات العمل؟

أصبح الجيل زد موضوعًا مهمًا في العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة ببيئات الأعمال. ركزت الدراسات على النظرة المتبادلة بين الجيل زد والمديرين، والمميزات التي يتمتع بها هذا الجيل، وسلوكياته، وأنماط تفكيره في بيئة العمل.

ويعرف الجيل زد بأنه الجيل الذي تتراوح أعماره بين 16 إلى 26 عامًا، ويشكلون حاليًا 15%، وبحلول عام 2030 يشكلون 30% من القوى العاملة.

الجيل زد وبيئة العمل

وقال الباحث دينيس برودي، الباحث الحاصل على جائزة في شؤون القوى العاملة، في مقال له بمجلة فوربس، إن أبناء هذا الجيل، مازالوا يجدون موطئ قدم لهم، ولديهم القدرة على إدارة الأمور وطرح حلول غير مألوفة، مؤكدًا أنهم يمثلون الكثير من الأمل كموظفين ومبتكرين في المستقبل، بما يغير قواعد اللعبة، إذ أنهم يتطورون بسرعة.

وأضاف أنه على الرغم من سمعتهم بأنهم كسالى، فإن العديد منهم يعملون بجد ويشعرون بقلق عميق بشأن مستقبلهم المالي، وهذا أحد الأسباب التي تجعلهم يطالبون بمغادرة العمل مبكرًا، أو الحضور متأخرًا، فيما تظهر الأبحاث أن أكثر من ثلث هذا الجيل يعمل في وظيفة بدوام كامل وفي أعمال جانبية.

الجيل زد والمديرون

في عام 2022، أجرى موقع ريسوم بيلدر استطلاع رأي كشف فيه عن أن نسبة 49% من المديرين يرون أن هناك صعوبة في التعامل مع أبناء هذا الجيل.

وقالت الأغلبية إنهم يريدون العمل مع جيل الألفية – وهو الجيل الأكبر سنًا من الجيل زد– لأنهم يعتقدون أن الجيل الأصغر يفتقر إلى المهارات التكنولوجية والجهد والتحفيز.

وأظهر استطلاع الرأي أن المشكلة الأساسية لدى الجيل زد تكمن في صراحتهم وجرأتهم في التعبير عن آرائهم أمام مديرين لم يعتادوا على هذا الأمر ولا يرحبون به، بل يتوقعون من العمال الأصغر سنا.

وقال 1000 مدير شملهم الاستطلاع إنهم قاموا بطرد عامل من الجيل زد بعد أقل من أسبوع من تاريخ بدء العمل، والغريب أن أحد الأسباب الرئيسية لطردهم كان تعرض المديرين للإهانة على ايديهم بسهولة.

الجيل زد وتغيير بيئة العمل

وذكر الكاتب أن بيئة العمل ستتغير على يد هذا الجيل، الذي يتمتع بالمزيد من الفضول، والانفتاح، والمرونة، والوعي المجتمعي، وفهم الصحة العقلية.

وتعمل مؤسسة جيد JED، التي تمتلك مركزًا لموارد الصحة العقلية، من خلال الشراكات المدرسية والتدريب، على تزويد المراهقين والشباب بالأدوات التي يحتاجونها لمساعدة أقرانهم.

وفي هذا الإطار، قالت لورا إريكسون شروث، كبيرة المسؤولين الطبيين في جي إي دي (JED)، إن هناك أدلة قوية على التغيير المنهجي، بما في ذلك التغيير الإيجابي في الحالة العقلية التي تظهر لدى هذا الجيل.