نجح الميتافيرس أو العالم الافتراضي الجديد بتكنولوجيته المتطورة في غزو الكثير من القطاعات، مثل قطاع الترفيه، والطب، والموضة، والتجارة. ولم يكتف بهذا القدر فحسب بل توسع ليشمل المال ويضم القطاع المصرفي إلى لائحة انتصاراته،والذي من شأنه أن يحدث تغييرات جذرية تدفع الجهات المسؤولة للتأقلم معها وتبنيها. فما هي أوجه التفاعل والتقاطع بين الميتافيرس والقطاع المصرفي؟
تتعدد استخدامات العالم الافتراضي في القطاع المصرفي لتشمل على حد سواء الجمهور الخارجي كما الجمهور الداخلي. والمقصود بالجمهور الخارجي العملاء والمستخدمين، في حين يضم الجمهور الداخلي مجموعة الموظفين والعاملين.
اقرأ ايضًا.. الموت في الميتافيرس.. ما مصير «الأفاتار» بعد وفاة صاحبه؟
الميتافيرس وجمهور القطاع المصرفي الخارجي:
يساهم العالم الافتراضي بشكل كبير في تحقيق الأهداف الموجهة إلى عملاء المصارف ومستخدمي خدماته. فمن فوائد هذا العالم الافتراضي، نذكر ما يلي:
1- جذب عميل جديد
يشكل الميتافيرس أحد أهم الوسائل المستخدمة لجذب العملاء الجدد. إذ يمكن للمؤسسة المعنية تبني هذه التكنولوجيا بكل أوجهها لزيادة جدب المستخدمين المستهدفين خصوصا من الأجيال الجديدة، فإن اهتمام هؤلاء الشباب وإقبالهم المفرط على كل ما هو جديد من شأنه أن يفتح للمؤسسات المالية المعنية فرصة تسويق خدماتها عبر العالم الافتراضي.
2- تحسين الثقافة المالية
يأتي الميتافيرس كحل لتحسين الثقافة المالية لدى الأفراد وتبسيط الصورة لكل راغب في الحصول على الخدمات المالية.
لطالما وفرت المصارف والمؤسسات المالية المستندات والملفات التقليدية لعملائها لمساعتهم وحثهم على فهم الخدمات التي يقدمونها. وفي ظل تراجع شبكة الوكالات، تأتي قنوات الميتافيرس لتملأ هذه المساحة، بل وتقلل من الفجوة الظاهرة في قطاع الثقافة المالية. فبواسطة العالم الافتراضي، يمكن توفير سيناريوهات غامرة للعملاء من شأنها أن تحاكي المواقف الحقيقة، بغية الحصول على حلول مالية وتيسير المعلومات الحيوية عن المنتجات والخدمات التي تقدمها المصرف.
3- تعزيز مكانة العلامة التجارية:
نعيش في عالم رقمي متطور مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمجتمعاته. إن العالم الافتراضي من شأنه أن يولد محادثات وعلاقات بين الشركات من جميع القطاعات. ومن المتوقع أن ينتج عن هذا التفاعل تعاونات وشراكات كبيرة، ترفع من مكانة العلامة التجارية بل وتزيد من وعيها حول المنافسين في الأسواق المجاورة.
4- تعزيز استراتيجيات التنمية والنمو التجاري:
يمكن للعالم الافتراضي أن يساعد الجمهور الخارجي في فهم كيفية عمل المنتجات والخدمات التي توفرها المؤسسات المالية وقيمتها. وأن يلقي الضوء على منافع ومخاطر هذه المنتجات، مما سيعزز نمو هذه المؤسسات.
اقرأ ايضًا.. «المحتوى صادم».. رسالة تطالب بوقف تطوير ميتافيرس للأطفال
الميتافيرس وجمهور القطاع المصرفي الداخلي:
للميتافيرس استخدامات عديدة على نطاق الجمهور الداخلي للمصرف.
1- تدريب الموظفين:
مع ارتفاع الأسعار في العالم أجمع، باتت تكلفة تدريب الموظفين مرتفعة أيضًا. ولكن بواسطة الميتافيرس أصبح الأمر أسهل. فبالفعل، يمكن للمصارف توفير مساحة افتراضية لتدريب الموظفين وفق البرنامج المحدد من دون التفكير بأمكنة مادية فعلية، بل من دون الحاجة إلى التواجد الفعلي. فالموظف قادر على الخضوع لتدريب ما من منزله بواسطة هذه التكنولوجيا المتطورة.
2- البحث عن المواهب:
بفضل العالم الافتراضي وارتباطه بعالم الإنترنت، يمكن للمصارف الغوص في الشبكة بحثًا عن موظفين محتملين من شأنهم أن يثقلوا أداء المصرف بمواهبهم النيرة. بل ويمكنهم استهداف المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية لحث الطلاب على اكتساب المهارات المفيدة.
3- التفاعل بين الموظفين:
بعيد جائحة الكورونا التي شلت العالم أجمع، انتشرت ظاهرة العمل عن بعد والتي لا تزال صامدة في وقتنا الحالي. وبسبب عدم تلاقي الموظفين ببعضهم البعض في مكان العمل، قد ينقطع التواصل المثمر واللطيف بين الفريق. ولكن بوجود العالم الافتراضي، أصبح بإمكان الموظفين الاجتماع افتراضيًا في مساحات افتراضية للدردشة والتحدث، بل عقد الاجتماعات والحلقات الحوارية البناءة بغض النظر عن موقع الموظف الجغرافي.
اقرأ ايضًا.. تعرّف على أبرز تطبيقات ميتافيرس القائمة على الحياة الواقعية