في ظل سعي الشركات السعودية والخليجية الحثيث لتحقيق قفزات نوعية في الكفاءة والابتكار، يَعِد برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد من شركة SAP، الذي أطلقت عليه «Joule»، بتحويل مشهد الأعمال جذريًا. من المتوقع أن يشعل هذا البرنامج شرارة ثورة في طريقة عمل الشركات، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والربحية.
من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتطورة في قلب عملياتها، تستهدف الشركة الألمانية تحقيق نقلة نوعية في عالم الأعمال. فبفضل هذه التقنيات المتقدمة، ستتمكن الشركات من تبسيط عملياتها المعقدة، وتحسين عملية صنع القرار، وتعزيز الإنتاجية بشكل غير مسبوق عبر مختلف القطاعات.
تحول جذري بفضل الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال
أكد أحمد الفيفي، نائب الرئيس الأول والمدير العام لشركة «SAP» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تأثير الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وأشار في تصريحات خلال مؤتمر Sapphire الأخير ببرشلونة إلى أهمية الذكاء الاصطناعي التوليدي في دفع عجلة التحول الرقمي في منطقتنا. حيث أعلنت الشركة عن شراكات استراتيجية تهدف إلى تمكين القطاعين العام والخاص من الاستفادة القصوى من هذه التقنيات المتطورة، مما يضع منطقتنا في صدارة التحول الرقمي على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا: كيف تجهز السعودية خريجي التعليم لوظائف الذكاء الاصطناعي؟
وأوضح أن عالم الأعمال يشهد تحولاً جذرياً بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، مضيفًا: «في قلب هذا التحول، نجد جولي Joule، المساعد الذكي من SAP، المصمم خصيصاً لتبسيط العمليات وتعزيز الكفاءة».
وقال: «من المتوقع أن يتولى جولي إدارة 80% من المهام الروتينية التي يقوم بها 300 مليون مستخدم SAP بحلول نهاية العام الجاري، مما يفتح آفاقاً جديدة للإنتاجية. فبفضل جولي، يمكن للشركات في منطقة الخليج تحقيق زيادة في الإنتاجية تصل إلى 20%، مما يمنحها القدرة على المنافسة بقوة في السوق».
ما هي قدرات المساعد الذكي Joule؟
يمتد نطاق قدرات المساعد الذكي جولي Joule ليشمل جوانب متعددة من الأعمال، بدءًا من العمليات المالية والتحليلات وصولاً إلى إدارة سلاسل التوريد. فبفضل نموذج البيانات الشامل لـ SAP، تقدم جولي رؤى قيمة في الوقت الفعلي حول مختلف جوانب الأعمال، مما يمكنها من تقديم توصيات استراتيجية تساهم في تحسين عمليات تحصيل النقد واتخاذ قرارات شراء أكثر استنارة. هذه القدرات الفريدة تجعل من جولي أداة قوية لدعم الشركات في تحقيق أهدافها.
اقرأ أيضًا.. كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة الأزياء بالسعودية؟
وشدد الفيفي، وهو مواطن سعودي يقود جهود شركة SAP الألمانية في المنطقة، على الأهمية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية كسوق. وقال: «وسط هذا التطور الرقمي المثير للإعجاب والسريع، من الضروري أن نستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تعود بالنفع على الشركات والمجتمعات في منطقتنا».
وتابع «منذ البداية، كانت شركة SAP رائدة في حلول الذكاء الاصطناعي ذات الصلة والموثوقة والمسؤولة، ونحن لا نزال ملتزمين بضمان أن الذكاء الاصطناعي للأعمال الموجود في محفظتنا يلتزم بهذه المبادئ الأساسية، مع تحقيق نتائج ناجحة للمؤسسات العامة والخاصة».
استثمارات الشركة الألمانية «SAP» في السعودية
يعكس استثمار الشركة الألمانية «SAP» في المملكة العربية السعودية التزامها بهذه المهمة، وفي وقت سابق من هذا العام، افتتحت الشركة مركز تجربة للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بالمملكة، وهو مصمم لتحفيز الابتكار مع العملاء والشركاء.
وبالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قامت الشركة أيضًا بتمديد برنامج أكاديمية الهندسة حتى عام 2025، مما يعزز القدرات التكنولوجية للبلاد.
اقرأ أيضًا.. OptimalPV.. طاقة شمسية ذكية للمنازل والشركات في السعودية
وفي العام الماضي، أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بالتعاون مع شركة SAP العالمية برنامجًا تدريبيًا متخصصًا يهدف إلى تأهيل المواهب الرقمية الوطنية من خلال الرحلات الافتراضية والشخصية.
وقال الفيفي، في تصريحاته لصحيفة عرب نيوز، إن الابتكار يدور حول الاستفادة من المعرفة حول الصناعات القائمة، معلقا: «على سبيل المثال، في قطاع النفط والغاز، نعمل مع أرامكو السعودية على الابتكار، وتحديدًا فيما يتعلق بالصيانة».
وتابع «نحن نتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا للمساعدة في تحسين صيانة الشركة، وبطبيعة الحال، هناك جانب تجاري، ونحن بحاجة إلى خفض التكاليف أو زيادة الوقت اللازم لتحقيق الإيرادات لأن الصيانة تعني التوقف عن العمل».
وشدد الفيفي أيضًا على حاجة الشركات إلى التكيف بسرعة مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
واختتم: «الذكاء الاصطناعي يتحدى الجميع، والأمر يسير بسرعة كبيرة، وهناك العديد من السيناريوهات، والعديد من الإمكانات المتاحة، ولا يزال التنظيم يتطور، وينصب التركيز الرئيسي للشركة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وعلى مساعدة العملاء على التكيف واستهلاك التكنولوجيا المتوفرة لديهم بطريقة أسهل بكثير».