عملة الإيثريوم المشفرة، هي العملة الأساسية لشبكة الإيثريوم، تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث القيمة السوقية. تُستخدم هذه العملة المشفرة كمحرك أساسي للعمليات على البلوكشين، بما في ذلك تنفيذ المعاملات والعقود الذكية، وتُعتبر حافزًا للمستخدمين للمساهمة في الحفاظ على أمان الشبكة.
بتاريخ 15 سبتمبر 2022، شهدت شبكة الإيثريوم تحولًا جوهريًا من خلال الانتقال من نظام إثبات العمل إلى نظام إثبات الحصة، في عملية عُرفت بـ”الدمج”. هذا التحول يُمثل تقدمًا هامًا نحو تعزيز أمان الشبكة وخفض استهلاك الطاقة.
باستخدام آلية إثبات الحصة، تُمكّن الشبكة المستخدمين من تولي مهمة إنشاء كتل جديدة والتحقق من صحة المعاملات، مع تعزيز الأمان. وكمكافأة لهذه المساهمات، يتلقى المستخدمون مكافآت على شكل إيثر جديد.
اقرأ أيضًا.. مؤسس الإيثريوم وكاردانو.. من هو تشارلز هوسكينسون رجل الكريبتو العنيد؟
إيداع كميات محددة من عملة الإيثريوم المشفرة
المشاركة في عملية التدقيق تتطلب إيداع كمية محددة من الإيثر (ETH)، مما يؤهل المستخدمين لكسب إيثر جديد ونصيب من رسوم المعاملات، وهو ما يُعرف بالستاكينغ. الغرض من الستاكينغ هو تشجيع المستخدمين على دعم استقرار وأمان الشبكة، مع إتاحة الفرصة لهم لكسب مكافآت دون الحاجة لاستثمارات كبيرة في معدات التعدين كما في نظام إثبات العمل.
يمكن مقارنة الستاكينغ في الإيثريوم بنظام الإيداع والفوائد في البنوك من خلال عدة جوانب. في البنوك، تقوم بإيداع الأموال للحصول على فوائد. في الستاكينغ، تقوم بإيداع الإيثر كضمان للمشاركة في عملية التحقق من المعاملات، وكما تحصل على فوائد من البنك مقابل إيداعك، في الستاكينغ، تحصل على مكافآت (على شكل إيثر) مقابل المساهمة في أمان الشبكة.
وبينما توجد تشابهات، هناك اختلافات أساسية أيضًا، مثل طبيعة الأصول، فالإيثريوم أصول رقمية مشفرة، والأموال هي أصول مادية، كما أن الستاكينغ هو جزء من نظام مالي لامركزي، بينما البنوك هي مؤسسات مركزية تقليدية.
اقرأ أيضًا.. حدثان يجذبان الأنظار إلى عملة الإيثريوم المشفرة.. تعرّف إليهما
كيف تقوم بعملية الستاكينغ؟
للمشاركة في عملية الستاكينغ على شبكة الإيثريوم، يمكن للمستخدمين اختيار الستاكينغ الفردي، أو الستاكينغ كخدمة، أو الستاكينغ المجمع. تتنوع هذه الخيارات بناءً على مستويات مختلفة من الالتزام والثقة، وفقًا لموقع إنفستوبيديا.
الستاكينغ الفردي: يتطلب من المستخدمين الاحتفاظ بحد أدنى من الإيثريوم (32 ETH) وتشغيل عقدة التحقق الخاصة بهم، مما يوفر أعلى مكافآت محتملة ولكن مع تكاليف أعلى ومسؤولية صيانة الأجهزة.
الستاكينغ كخدمة: يسمح للمستخدمين بالستاكينغ دون الحاجة إلى تشغيل عقدة خاصة بهم، وقد يكون هناك حد أدنى للإيداع أقل، مما يجعله خيارًا جيدًا لمن لديهم كميات أقل من الإيثريوم.
الستاكينغ المجمع: يتيح للمستخدمين تجميع مواردهم مع آخرين للستاكينغ، مما يقلل من الحد الأدنى للإيداع المطلوب ويوزع المخاطر والمكافآت بين المشاركين.
تتراوح تكاليف الأجهزة لتشغيل عقدة التحقق من صحة الإيثريوم من 1000 إلى 2000 دولار أمريكي، وقد تزيد هذه التكاليف بناءً على جودة المكونات والحاجة إلى استبدال الأجزاء التالفة أو القديمة.
اقرأ أيضًا.. بعد البيتكوين.. هل اقتربت لحظة إطلاق صناديق الإيثريوم المتداولة؟
تحقيق دخل سلبي من عملة الإيثريوم المشفرة
الستاكينغ على الإيثريوم يمنحك فرصة لتحقيق دخل سلبي من خلال تأمين عملات الإيثر الخاصة بك. المكافآت التي تحصل عليها تُصرف بانتظام وقد تزداد قيمتها إذا ارتفع سعر الإيثر. تعتمد هذه المكافآت على كمية الإيثر المستثمرة، مدة الاستثمار، والنشاط الكلي للستاكينغ على الشبكة.
المشاركة في الستاكينغ تعطيك صوتًا في إدارة شبكة الإيثريوم، مما يساهم في تعزيز أمانها عبر تشجيع المدققين على العمل بمسؤولية. يمكن للمدققين التصويت على تغييرات البروتوكول، مثل التحديثات أو إضافة ميزات جديدة، مما يضمن أن تبقى الشبكة متجاوبة مع احتياجات المستخدمين والمعنيين.
الستاكينغ يساهم أيضًا في تحسين قابلية توسع الشبكة وصداقتها للبيئة بالتخلي عن التعدين الذي يستهلك طاقة كبيرة لصالح عملية التحقق التي تستهلك موارد أقل. نظام إثبات الحصة يلغي الحاجة للكهرباء الوفيرة والأجهزة المتخصصة في التعدين، التي قد تصبح عديمة الفائدة بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
الستاكينغ يخفض أيضًا العوائق أمام المشاركة في عملية الإجماع لشبكة الإيثريوم. بخلاف التعدين الذي يحتاج إلى معدات خاصة ومعرفة فنية، يمكن لأي شخص لديه محفظة إيثريوم وكمية صغيرة من الإيثر القيام بالستاكينغ. هذا يعزز اللامركزية ويجعل المشاركة في إدارة الشبكة أكثر ديمقراطية.