بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؛ تعاني الأسواق العالمية من ارتفاع مهيب في أسعار الطاقة، وزادت مخاوف الاستثمار، بسبب ارتفاع معدل التضخم الاقتصادي، وعدم الاستقرار في أسعار السلع الذي يجتاح العالم.
وفي تقرير حديث؛ عبر منصة فوربس؛ أشار المعهد الوطني الفرنسي إلى أن ارتفاع معدل التضخم السنوي في فرنسا كان مدفوعًا بارتفاع أسعار الخدمات والمواد الغذائية والسلع المصنعة، أما عن أسعار الطاقة فقد استمرت في التأثير في أرقام التضخم ولكن بشكل أقل قوة مقارنةً بالأشهر الأخيرة.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح لتخطي صعوبات الادخار
التضخم الاقتصادي والسلوك الاستهلاكي
يُعرف معجم أكسفورد التضخم (Inflation)، على أنه الزيادة العامة في الأسعار، التي تؤثر مباشرة على قيمة النقود المتداولة، ما يؤدي إلى انخفاض قيمتها الفعلية، وبالتالي انخفاض القدرة الشرائية لدى الفرد. وينقسم التضخم إلى عدة أنواع تؤثر على السلوك الاستهلاكي للفرد بشكل عنيف، منها:
التضخم الأصيل: ويعرف بالتضخم العادي الذي ينتج عن ارتفاع في عدد السكان، الأمر الذي يؤدي الى ارتفاع في حاجاتهم الاستهلاكية، مما يؤدي الى ارتفاع أسعارها في السوق.
التضخم على الطلب: هو التضخم الذي يؤدي الى ارتفاع الأسعار وذلك بسبب زيادة الطلب على السلع، وقد يظهر هذا التضخم بشكل مؤقت أو قد يستمر لفترة طويلة.
التضخم المتسلل: وهو التضخم الذي يحدث تدريجياً، ويبدأ بانخفاض معدلات الانتاج، الأمر الذي يؤدي الى قلة توافر السلع والخدمات، وينتج عن ذلك ارتفاع في تدريجي في أسعارها.
التضخم المستورد: وهو التضخم الذي يحدث عند ارتفاع أسعر السلع التي يتم استيرادها، والتي تؤدي لاحقا الى ارتفاع في أسعار السلع المحلية.
متى يحدث التضخم؟
يظهر التضخم عندما تنخفض كمية السلع المعروضة للبيع، وفي المقابل يزداد الطلب عليها. أو عندما ترتفع أسعار التكاليف الإنتاجية بهدف محافظة الشركات على تحقيق الأرباح.
وأشار صندوق النقد الدولي، في تقرير سابق له، إلى أن معدل التضخم في الشرق الأوسط وأفريقيا ارتفع بمقدار 14.8% خلال العام الجاري. وأضاف التقرير أن معدل التضخم قد ارتفع بطريقة تثير القلق في بعض بلدان المنطقة حيث بلغت 43% في ايران، و 154% في لبنان.
اقرأ أيضًا: دليل إدارة المخاطر المالية للشركات
ووفقا لبيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، بلغ التضخم في الولايات المتحدة نسبة 9% في سبتمبر 2022. ولم تسجل الولايات المتحدة مثل هذه الأرقام المرتفعة منذ عام 1990 والتي وصلت الى 5.4%.
تأثير التضخم عى الدخل
يشكل ارتفاع نسبة التضخم تحديا كبيراً للكثير من الأفراد حول العالم، ويعود بشكل أساسي إلى معدل الدخل لكل فرد. حيث يؤدي إلى تآكل قيمة الأجور، والمدخرات، ما يعرض البعض إلى خطر الإفلاس، بيمنا يمكن للأفراد ذوي الدخل المرتفع أن يبقوا دون أن يتأثروا سلبيًا!
وما ينتج عن ازدياد أسعار السلع والخدمات؛ ينعكس بشكل أساسي وسلبي على ذوي الدخل الثابت والمنخفض حيث ستقل قدرتهم الشرائية، وقد تصبح بعض السلع المهمة صعبة المنال بسبب ارتفاع أسعارها.
لذلك على الأفراد وخاصةً ذوي الدخل الثابت والمنخفض تغيير سلوكهم الاستهلاكي في فترة هذه الفترة الراهنة من خلال التركيز على شراء السلع والخدمات الأساسية على حساب المصاريف المرتبطة بسلع الرفاهية (luxury goods).