القرصنة الأخلاقية، أفكارٌ سلبيةٌ وسوداء تجول الخاطر للوهلة الأولى. ولكن في الحقيقة، القرصنة الأخلاقية ليست إلا قرصنة مباحة. تعرف هذه الأخيرة باسم القبعة البيضاء، وهي عبارة عن عملية إلكترونية تعمل على رصد نقاط الضعف في شبكة ما واستغلالها بهدف تقييم الأمن في هذه الشبكة وبالتالي توفير التوصيات والخطوات الجذرية لتحسينها. ولا يتم إجراء عملية القرصنة الأخلاقية إلا بعد إعلام الجهة المعنية والحصول على إذن منها.
تهدف عملية القبعة البيضاء إلى إيجاد الفجوات والعيوب المتمركزة في نظام ما ومعالجتها قبل السماح للهاكرز الفعليين بالولوج إلى النظام وقرصنته وسرقة بياناته. والجدير ذكره أن القيمين على القرصنة الأخلاقية يلجأون إلى الأساليب والطرق عينها التي يستخدمها المتسللون الحقيقيون ذوو النيات السيئة.
اقرأ أيضا..الويب 3 في السعودية.. فرص جديدة للمهتمين بالبلوكتشين
مراحل القرصنة الأخلاقية
1- التخطيط والاستطلاع:
تتمثل الخطوة الأولى في رحلة القرصنة الأخلاقية في الاطلاع على النظام المستهدف والمعني، بهدف جمع البيانات والمعلومات الأساسية التي قد تساعد في رصد العيوب. وقد تضم هذه البيانات عناوين بروتوكول الإنترنت، وأسماء النطاقات وطوبولوجيا الشبكة وغيرها العديد من الحقائق ذات الصلة والأهمية.
2- المسح:
يلجأ الهاكر الأخلاقي إلى استخدام أدوات مسح متعددة؛ لإيجاد بوابات مفتوحة أو خدمات أو حتى معلومات حول النظام والتي يمكن استخدامها لشن هجوم إلكتروني خطير.
3- التعداد:
وبغية القيام بدخول غير شرعي أو غير مصرح به، يعمد الهاكر الأخلافي إلى البحث في النظام قيد الدراسة عن معلومات دقيقة ومعينة كحسابات المستخدم أو مشاركة الشبكة أو غيرها من التفاصيل.
4- تحليل نقاط الضعف:
ولتحليل نقاط الضعف في نظام ما، يستخدم الهاكر الأخلاقي الأدوات الآلية بالإضافة إلى العمليات البشرية. فهو مزيج من المجهود البشري كما الآلي لتحقيق نية سليمة.
5- الاستغلال:
بعيد كل الخطوات السابقة، ينتظر الهاكر الأخلاقي أول فرصة لاستغلال نقاط الضعف التي وجدها وبالتالي شن هجومه المدروس على النظام المراد.
6- الإبلاغ:
بعد الانتهاء من شن الهجوم، يعمد الهاكر الأخلاقي إلى تسجيل العيوب التي وجدها والإبلاغ عنها، مرفقًا إياها بحلول جذرية لمعالجتها. وهنا يأتي دور المؤسسة المسؤولة أو الفرد المعني الذي يقع على عاتقه البت في معالجة العيوب في نظام الأمان الخاص بالنظام، لضمان سلامة كاملة.
اقرأ أيضا.. 7 طرق لتطوير شبكات البلوكتشين بواسطة برنامج ChatGPT
البلوكشين والقرصنة الإخلاقية
تتصف التكنولوجيا المسؤولة عن البلوكشين بكونها آمنة ومضادة للاختراقات. ومع ذلك، وجد الهاكرز بعض الطرق لاستغلال نقاط ضعف بعض الأنظمة، مما أثر سلبًا على سمعة البلوكشين ونزاهتها في الساحة التكنولوجية. وانطلاقًا من هذه الحقيقة المرة، وجدت القرصنة الأخلاقية طريقها إلى تقنية البلوكشين الرائدة.
وبالاعتماد على هذا الأسلوب ذي النية الحسنة، بات من السهل رصد عيوب بعض شبكات البلوكشين ومعالجتها قبل فوات الأوان. حصدت تقنية البلوكشين شعبية متزايدة في الساحة التكنولوجية اليوم، نتيجة طبيعتها الآمنة واللامركزية. هذا ويمكن اختبار أمان أنظمة البلوكشين بواسطة الهاكر الأخلاقي الذي بدوره يلجأ إلى عدة أساليب للوصول إلى هدفه السامي. فكيف يمكن تبني القرصنة الأخلاقية في مجال البلوكشين؟
1- مراجعة العقود الذكية وتدقيقها:
يمكن للهاكر الأخلاقي مراجعة العقد الذكي المبرم تلقائيًا بين الشاري والبائع للبحث عن أي خلل أو ضعف في سطوره.
2- اختبار الولوج إلى الشبكة:
لإيجاد فجوات محتملة في قلب شبكة البلوكشين، يمكن للهاكر الأخلاقي إجراء اختبار ولوج إلى الشبكة. فيلجأ بدوره إلى أدوات تكنولوجية كنيسوس Nessus أو أوبن فا OpenVAS لإيجاد عيوب، ويمسح الشبكة لرصد التعديات ونقاط ضعف محتملة.
3- تحليل آلية الإجماع:
يستطيع الهاكر الأخلاقي تحليل آلية الإجماع الأساسية في البلوكشين، بغية التأكد من غياب أي نقاط ضعف في الخوارزميات قيد الدراسة.
4- اختبار الخصوصية والأمان:
وكذلك، يستطيع الهاكر الأخلاقي اختبار درجة الخصوصية والأمان لشبكة البلوكشين لتجنب أي هجوم غير مرحب به.
5- تحليل التشفير:
لا شك في أن تقنية البلوكشين قائمة، وبشكل كبير، على التشفير. لذلك، بإمكان الهاكر الأخلاقي فحص أوجه التشفير والبروتوكولات الخاصة بنظام البلوكشين تفاديًا لأي حركة خطرة.
قد تشكل القرصنة الأخلاقية أداة أساسية لمعالجة مسألة الأمن في الأنظمة عامة والبلوكشين خاصة. فباستباق حركات المتسللين الخطيرين، يمكن حماية الأنظمة والإبقاء على سلامة بياناتها.
اقرأ أيضا..دراسة: تقنية البلوكتشين في الإمارات تنمو أسرع مما كان متوقعًا