إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة، فقد تواجه بعض الأسئلة الصعبة في مقابلة العمل، والتي قد تحتاج إلى التعامل معها بذكاء لزيادة فرصك في الحصول عليها.
وفي هذا المقال، سنستعرض ثلاثة أسئلة شائعة في مقابلة العمل، وكيفية الإجابة عليها بذكاء، بحسب نصائح مقدمة من بوني ديلبر، مديرة التوظيف في شركة زابير (Zapier)، وهي شركة برمجيات متخصصة في أتمتة المهام.
وأشارت بوني ديلبر، إلى أن الباحثين عن عمل يواجهون تحديات كبيرة في الوقت الحالي، حيث إن السوق مليء بالمنافسين، ويوجد مئات المتقدمين لكل وظيفة.
وقالت ديلبر، في تصريحات لموقع بيزنس إنسايدر: «لقد عملت كمديرة توظيف لمدة تسع سنوات، وأدرك جيدًا أن الشركات تبحث عن أفضل المواهب التي تستطيع النمو معها على المدى الطويل».
وأضافت أنه «لتظهر نفسك بهذا الشكل، عليك الانتباه إلى ثلاثة أسئلة أساسية في مقابلة العمل، وأن تجيب عليها بحذر»، فما هي هذه الأسئلة؟.
السؤال الأول: لماذا تركت وظيفتك الأخيرة؟
هذا السؤال يتطلب منك أن تكون حذرًا في الإجابة عليه، فلا تقع في الفخ الذي يجعلك تنتقد صاحب العمل السابق أو تشتكي من ظروف العمل، لأن ذلك سينقل انطباعًا سيئًا عنك للشركة التي تتقدم إليها.
فقد يظنون أنك شخصا مشاكسًا أو غير متعاون، وقد يخشون أن تتحدث عنهم بنفس الطريقة في المستقبل؛ لذلك تجنب إجابات مثل: «كان مديري يتعامل معي بقسوة» أو «كانت الإدارة العليا لا تعرف ما تفعله».
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل.. قادة شركات يتحدثون لـ«فاينانشيال فريدوم توداي»
وفي هذا السؤال عليك أن تركز على الجانب الإيجابي، من خلال التحدث عما تتطلع إليه في الوظيفة التي تتقدم إليها وما يجذبك فيها، مثل: «كنت أبحث عن دور يتيح لي الاستفادة من مهاراتي وخبراتي بشكل أفضل». وإذا كان لا بد من ذكر بعض الأشياء السلبية عن الوظيفة السابقة، فاختصرها ولا تفصل فيها، مثل: «لم أكن أشعر بالتحفيز أو التقدير في العمل»، أو«قررت الرحيل لأنني لم أجد بيئة العمل المناسبة لي».
السؤال الثاني: ما الذي يجعلك ترغب في الوظيفة؟
هذا السؤال يحتاج منك أن تظهر اهتمامك بالوظيفة والشركة، وليس فقط بما ستستفيد منه شخصيًا، مثل الراتب والمرونة والتأمين. فإذا كنت تركز على هذه النقاط فقط، فقد تبدو للشركة كشخص أناني أو غير متحمس للعمل.
بالتأكيد تعلم الشركة أن هذه الأمور مهمة لك، ولكنها تبحث أيضًا عن المرشحين الذين يمتلكون معرفة وحماسًا بما تقوم به الشركة، ويسعون إلى المساهمة في تحقيق أهدافها، حتى لو كان ذلك يتطلب منك بعض التظاهر أو التجمّل.
اقرأ أيضًا.. نصائح مالية للتغلب على أزمة فقدان الوظيفة
والسبب في ذلك أنهم يريدون شخصًا يشاركهم الرؤية والقيم، ويكون على استعداد للتعلم والتطور، مثل: «أنا معجب بما تقومون به في مجال الأتمتة، وأريد أن أكون جزءًا من فريقكم المبدع والمتعاون».
وفي المقابل عليك تجنب الإجابات التي تدل على أنك تبحث عن الوظيفة لمجرد الحصول على مزايا مادية أو شخصية، مثل: «أنا أحتاج إلى وظيفة عن بعد لأنني لا أحب السفر»، أو «أريد الوظيفة لأنها توفر لي تأمينًا صحيًا جيدًا».
السؤال الثالث: ما هي خططك للمستقبل؟
هذا السؤال يهدف إلى معرفة مدى التزامك بالوظيفة والشركة، وليس فقط بما تريد أن تحققه لنفسك. فالشركات تنفق الكثير من المال والوقت في توظيف وتدريب الموظفين الجدد، ولذلك تتمنى أن تجد شخصًا سيبقى معها لفترة طويلة.
ولهذا السبب، من المهم أن تظهر في إجابتك أنك مهتم بالعمل الذي تقوم به وأنك ترغب في التطور مع الشركة، كما أنه يجب أن تتجنب الإجابات التي تدل على أنك تمتلك مؤهلات أعلى من الوظيفة التي تتقدم إليها، أو أنك تخطط للانتقال إلى مجال آخر في المستقبل، حتى لو كان ذلك حقيقيًا، فهذه الإجابات قد تجعل الشركة تشك في مدى جديتك وولائك، وتخاف من أن ترحل بمجرد أن تجد فرصة أفضل.
اقرأ أيضًا: هل تعمل في وظيفة أحلامك؟.. 3 علامات تخبرك
مثلاً، لو كنت تمتلك خبرة في الإدارة، وتتقدم لوظيفة أقل في المستوى، وعند الإجابة على هذا السؤال قلت: «لقد قمت بالعديد من المقابلات لوظائف إدارية، لكنني أردت تجربة هذا الدور»، فقد تعتقد الشركة أنك لا تحترم الوظيفة أو الشركة، وأنك ستغادر في أقرب فرصة.
أو مثلاً، لو كنت تحلم بالدراسة العليا في مجال مختلف، وعند الإجابة على هذا السؤال قلت: «في المستقبل، أود أن أدرس في كلية الطب».
وبدلاً من ذلك، عليك الإجابة بكلمات تعبر عن ارتباطك بالوظيفة والشركة، مثل: «أنا متحمس لهذا الدور، وأتطلع إلى تحسين مهاراتي ومساهمتي في نجاح الشركة».