انتعشت سوق الكريبتو بعد أن انحازت محكمة الاستئناف الفيدرالية الأميركية إلى جانب مدير الأصول «غرايسكيل إنفستمنت»، الذي يأمل في إطلاق أول صندوق تداول للبيتكوين على الرغم من اعتراضات لجنة الأوراق المالية والبورصة.
كان القرار لصالح «غرايسكيل إنفستمنت»، بمثابة فوز كبير لهذه الصناعة، إذ أن القرار يدفع نحو التعرّض على نطاق أوسع للأصول الرقمية، ويمثل «ضربة للجنة الأوراق المالية والبورصة، التي تخوض حملة واسعة النطاق على صناعة التشفير» بحسب «ياهو فاينانس».
انتعاش الكريبتو
ارتفع سعر البيتكوين، بأكثر من 5٪، ليقفز فوق 27000 دولار، وهي أكبر قفزة له في يوم واحد منذ يونيو كما ارتفعت أسهم بورصة التشفير كوين بيز، وهي أكبر بورصة عملات مشفرة في الولايات المتحدة، بأكثر من 13%، في حين قفزت أسهم شركتي تعدين البيتكوين ماراثون ديجيتال، ورايوت بلوكتشين بنسبة 18% و24% على التوالي.
وذكر موقع «بارونز» إن العملات المشفرة تجاوزت بقوة مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر S&P 500 في سوق الأسهم، حيث ارتفعت عملة الإيثريوم وهي ثاني أكبر عملة مشفرة، بنسبة 4% إلى 1725 دولارًا، كما كانت العملات الرمزية الصغيرة أو العملات البديلة أكثر انتعاشًا، مع ارتفاع الكاردانو بنسبة 5%، وبوليغون بنسبة 6%.
اقرأ أيضًا.. حكم قضائي يمهد لإطلاق أول صندوق لتداول البيتكوين.. ما القصة؟
الحكم يعزز الطلب المؤسسي على الكريبتو
يمكن أن يعزز القرار فرص مديري الأصول الآخرين في الحصول على الموافقة على منتجاتهم، فقد قدمت أكبر شركة لإدارة الأموال في العالم، بلاك روك، أوراقًا إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات في يونيو لإنشاء صندوق تداول فوري للبيتكوين، وستكون كوين بيز هي الوصي على مقتنيات البيتكوين تلك.
وهذا الصيف، قامت مؤسسات أخرى، مثل «إنفيسكو»، و«وويسدوم تري إنفستمنتس»، بتجديد طلبات صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية التي سبق أن قدمتها إلى الجهات التنظيمية.
وقال تيم بيفان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الخدمات المالية المشفرة «إي تي سي غروب»، ومقرها المملكة المتحدة، «في رأينا، ليس هناك شك الآن في أن صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين قادمة إلى الولايات المتحدة»، مضيفًا أن «مستوى الطلب المؤسسي وطلب التجزئة المكبوت في الولايات المتحدة كبير».
اقرأ أيضًا.. يسارع إليها عمالقة إدارة الأصول.. ما صناديق البيتكوين المتداولة؟
لجنة الأوراق المالية ستراجع الحكم
وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصة، يوم أمس الثلاثاء، إنها تراجع قرار المحكمة الجديد وستقرر خطواتها التالية. في حين قال متحدث باسم «غرايسكيل»: «يقوم فريق من الشركة ومستشارونا القانونيون بمراجعة التفاصيل الموضحة في رأي المحكمة بنشاط وسيتابعون الخطوات التالية مع هيئة الأوراق المالية والبورصة».
وتخوض هيئة الأوراق المالية والبورصات معارك مع صناعة العملات المشفرة على عدد من الجبهات الأخرى. منذ بداية عام 2023، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات 17 جهة فاعلة مختلفة في مجال العملات المشفرة بانتهاك قوانين الأوراق المالية، بما في ذلك العديد من البورصات التي تسمح للمستثمرين بتداول العملات الرقمية بالإضافة إلى المصدرين الفرديين للرموز الرقمية.
التأكيد الأساسي لهيئة الأوراق المالية والبورصة في العديد من هذه الحالات هو أن العملات المشفرة هي أوراق مالية، وبالتالي يجب تسجيلها لدى الوكالة.
ولم تكن المحاكم حتى الآن واضحة بشأن كيفية التعامل مع العملات الرقمية.
اقرأ أيضًا.. تقارير: صناديق البيتكوين المتداولة قد تدفع بالعملة إلى 50 ألف دولار
مديرو الأصول يحاولون إقناع «الأوراق المالية»
ويحاول مديرو الأصول منذ سنوات إقناع هيئة الأوراق المالية والبورصة بالموافقة على صندوق بيتكوين المتداول في البورصة، والذي سيسمح للمستثمرين بالتعرض لأكبر عملة مشفرة في العالم دون الحاجة إلى امتلاكها. ورفضت هيئة الأوراق المالية والبورصة الطلبات المختلفة، بحجة أن المنتجات كانت عرضة للتلاعب بالسوق.
وقررت غرايسكيل في عام 2022 مقاضاة هيئة الأوراق المالية والبورصة بعد أن لم يُسمح لها بإطلاق صندوق تداول بيتكوين في البورصة بحجة أن الوكالة وافقت بالفعل على المنتجات المتداولة في البورصة التي تحمل عقود بيتكوين الآجلة، وبالتالي «تصرفت بشكل تعسفي و بشكل متقلب».
اتفقت لجنة الاستئناف المكونة من ثلاثة قضاة مع غرايسكيل، قائلة يوم الثلاثاء في قرارها إن غرايسكيل «قدمت أدلة جوهرية» على أن منتجها مشابه لصناديق الاستثمار المتداولة لعقود البيتكوين الآجلة التي وافقت عليها هيئة الأوراق المالية والبورصة.
وقالت القاضية نيومي راو في حكمها: «إن رفض طلب غرايسكيل كان تعسفياً ومتقلباً لأن اللجنة فشلت في شرح معاملتها المختلفة للمنتجات المماثلة».