إن إدارة الراتب الشهري بشكل صحيح، هي الخطوة التي يبحث عنها الجميع، خاصة الذين يرغبون في زيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة، وأبرز خطوة يتم تحقيق ذلك من خلالها تكون عبر الاستثمار، لكن كيف يمكن إدارة الراتب الشهري في الاستثمار؟
وتختلف عملية إدارة الراتب الشهري من شخص إلى آخر، وتتوقّف بالدرجة الأولى على عدد أفراد الأسرة، ومستوى دخل الشخص، ومشاركة أحد أفراد الأسرة معه بمصاريف المنزل، وعاداته الاستهلاكية هو وأسرته، لكن هناك بعض الخطوات التي تساعد في هذا الأمر، نرصدها عبر السطور التالية.
الادخار وإدارة الراتب الشهري في الاستثمار
الادخار لا يعني تخبئة الأموال فحسب من أجل تكديسها، إنما لتحقيق أهداف كبرى من ورائها.
وفي البداية لا بد من تنمية ثقافة الادخار لدى الفرد والأسرة، من خلال حوار مفتوح حول أهمّيته ودوره في تنظيم شؤون الأسرة وتحسين مستوى معيشتها لاحقًا أو مواجهة الحالات الطارئة، وذلك إذا تمّ توظيف هذه المدّخرات في عمليات الاستثمار.
اقرأ أيضًا.. أيهما أفضل الادخار أم الاستثمار؟
وعلى الرغم من أن الادخار والاستثمار مختلفين، لكنهما يشتركان في هدف واحد: فهما استراتيجيتان تساعدان في تجميع الأموال لأهداف مستقبلية، وكلاهما يستخدم حسابات متخصصة مع مؤسسة مالية لتجميع الأموال.
ويحدث الادخار عبر فتح حساب في بنك أو صندوق ائتماني، أما الاستتثمار يحدث عبر فتح حساب مع وسيط مستقل، ومن بين وسطاء الاستثمار المشهورين عبر الإنترنت، «تشارلز تشواب – Charles Schwab»، و «تي دي آميريتريد فيداليتي – Fidelity وTD Ameritrade».
إدارة الراتب الشهري وفقًا لترشيد الاستهلاك
الخطوة الأساسية التي تساعدك في إدارة الراتب الشهري هي بناء وعي ترشيد الاستهلاك، وذلك من خلال وضع لائحة بأولويّات الإنفاق، وتحديد الحاجات عبر تقسيمها إلى ضروريّات وكماليات، وذلك من أجل التّقليل من الإنفاق على الكماليّات وترشيد استهلاك الضروريّات.
اقرأ أيضًا.. أفضل طرق الادخار والاستثمار من الراتب
ومن هنا لا بدّ من إعداد موازنة شهرية تساعد على إدارة الراتب الشهري بطريق تسمح باقتطاع جزء منه وتخصيصه في عمليّات الاستثمار، ولتحقيق ذلك، يمكن اتّباع قاعدتين أساسيتين في ذلك.
قاعدة 50-20-30 في إدارة الراتب الشهري
وهي من أهم القواعد في إعداد الموازنة الشّهريّة، حيث تُساعد على إدارة شؤون الفرد والأسرة الماليّة بشكل فعّال ومنظّم. وهي عبارة عن خطّة فريدة توجيهية نحو تحقيق الأهداف الماليّة للوصول إلى الادّخار وتاليًا القدرة على استثمار هذه المدّخرات.
وتقوم قاعدة 50-20-30 على توزيع الدخل بالطريقة التالية:
– 50% للنَّفقات على الحاجات الأساسيّة: بمعنى تخصيص نصف الراتب للاحتياجات الأساسيّة والتي تشتمل على الطعام والشراب، السّكن، النّقل، الرعاية الصحيّة، التّعليم، الفواتير،الدّيون وغيرها من الضروريّات.
– 20% للادّخار والاستثمار: مع بداية الشهر، قُمْ باقتطاع 20% من الراتب واستخدمها للادّخار من أجل تكوين فائض مالي يسمح باستخدامه لمواجهة الحالات الطارئة ولاستثماره من أجل تحقيق مردود مالي إضافي.
– 30% للنّفقات المرنة والمتغيّرة: هي المبالغ التي للإنفاق على الضروريّات كتناول العشاء في المطاعم، قضاء الإجازات، السفر للسياحة، شراء مُنتجات غالية الثمن، اقتناء سيارة جديدة بدلاً من مُستعملة.
اقرأ أيضًا.. كيف تبدأ الادخار بعد التخرج؟.. إليك 5 طرق فعّالة
ولكن علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنه قد تطرأ في بعض الأحيان ظروفًا أو أحداثًا تمنعنا من الالتزام بهذه النسب بشكل كامل، وهذا أمر طبيعي، فهذه النسب عبارة عن إرشاد لنا لتنظيم وإدارة مداخيلنا.
قاعدة 70-20-10 في إدارة الراتب الشهري
هذه القاعدة تقوم على توزيع الدّخل وفق النّسب التّالية:
– 70% للمصاريف اليوميّة من طعام وشراب ودراسة والترفيه، بحيث تجمع الإنفاق على الكماليّات والضّروريّات.
– 20% لسداد الدّيون.
– 10% للادّخار والتّوفير، ولكن في حالة عدم توافر ديون أو أن الدّيون لا تتطلّب هذه النّسبة، عندها تُضاف هذه النّسبة إلى الادّخار بحيث ممكن ادّخار 30% من الدّخل.
وبذلك يرتبط حجم الاقتطاع من الراتب لأغراض استثماريّة بمدى قدرته على الادّخار عبر اتّباع إحدى القواعد أعلاه.