من المعروف أن الملياردير جنسن هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (Nvidia)، هو الشخصية الأبرز في شركة الرقائق الذكية التي تخطت قيمتها الـ2 تريليون دولار، لكن هناك شخصية أخرى هي الأقوى في الشركة، وهي كوليت كريس، نائب الرئيس التنفيذي والمديرة المالية.
وتعرف كريس، بشخصيتها الصارمة في العمل، حيث تعمل على مدار اليوم، وعادة ما تبدأ يومها بالتحدث إلى المديرين التنفيذيين بالشركة، وتتأكد من مهام العمل المختلفة.
قصة كوليت كريس في إنفيديا
انضمت كوليت كريس غلى الشركة في سبتمبر 2013، بعد أن قضت ما يقرب من 25 عامًا في مجموعة من الأدوار المالية في شركات التكنولوجيا الكبرى، فهي حاصلة على حصل على شهادة في التمويل من جامعة أريزونا وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ساوثرن ميثوديست.
وعملت سابقًا لمدة ثلاث سنوات كنائب أول للرئيس والمدير المالي في مؤسسة «Cisco» لتكنولوجيا الأعمال وتمويل العمليات، حيث كانت مسؤولة عن الإستراتيجية المالية والتخطيط وإعداد التقارير وتطوير الأعمال لجميع قطاعات الأعمال والهندسة والعمليات.
اقرأ أيضًا: إنفيديا.. حقائق عن الشركة المفضلة لدى جيل الألفية!
وأيضًا أمضت 13 عامًا في مايكرسوفت (Microsoft)، بما في ذلك أربع سنوات كمدير مالي لقسم الخوادم والأدوات، وشغلت مناصب عليا في التخطيط والتمويل المؤسسي، وفقًا لما ذكره موقع إنفيديا الرسمي عنها عبر الإنترنت.
بالإضافة إلى أنها عملت في شركة «Texas Instruments»، في مجموعة متنوعة من المناصب المالية، قبل أن تنضم في النهاية إلى إنفيديا (Nvidia) في عام 2013.
حققت كوليت كريس نجاحات كبيرة في شركة إنفيديا، وكان لها دور كبير في زيادة أرباح الشركة بشكل كبير، حتى وصلت إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي للشركة والمدير المالي، وكان لها دور في أن تكسب الشركة المليارات بسبب توجيهاتها الإيجابية.
تدين كريس، صاحبة الـ56 عامًا، بالكثير لأبنائها، حيث قبل عقد من الزمن، حيث إنهما هم من نصحوها بالانضمام إلى الشركة وكانت عبارة عن موظفة تتنقل بين الشركات، والآن هي واحدة من أكثر النساء نفوذاً في شركات التكنولوجيا.
ثروة كريت كريس
تُعد كريت كريس، هي أقوى امرأة في شركة إنفيديا، لكنها أيضًا واحدة من أبرز المديرين التنفيذين في شركات التكنولوجيا.
وتقدر ثروة كريس، بحوالي 844 مليون دولار، بسبب نسبتها التي تمتلكها في أسهم إنفيديا (Nvidia)، ما تجعلها أيضًا واحدة من المديرين الماليين الأعلى أجرًا في العالم، وهي تعتبر ثاني شخص يمتلك أسهم في الشركة بعد جنسن هوانغ، مؤسس إنفيديا، وفقًا لموقع بينزنغيا.
وفي العام الماضي، قالت كريس: «هذه هي شركتي الرابعة خلال 35 عامًا من العمل، ما زلت لا أستطيع أن أصدق أنه قد مرت 10 سنوات في إنفيديا «Nvidi».
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
وبذل جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس إنفيديا (Nvidia)، قصارى جهده لإحضارها إلى الشركة، ووقتها رسم رؤيته على السبورة البيضاء لها، وهي عبارة عن شركة ضخمة تزود الوقود والمحركات للشركات العملاقة التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي، وبهذا أقنعها بالانضمام إلى شركته لتكون واحدة ممن يحققون هذا الحلم.
وبالفعل في العام الماضي 2023، بدأ الحلم يتحقق وأصبحت إنفيديا (Nvidia)، تخدم احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدية لجميع الشركات العملاقة، مثل: أوبن إيه آي (OpenAI)، ومايكرسوفت (Microsoft)، وغوغل (Google)، وأمازون (Amazon)، وأوراكل (Oracle).
وحتى قبل عقد من الزمن، توقع هوانغ أن وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، التي تستخدم عادةً لمعالجة عدد صغير من المهام مثل حساب حركة شخصية ثلاثية الأبعاد في لعبة فيديو، يمكن استخدامها في خوادم عالية الأداء لمهام أكثر تعقيدًا، مثل تدريب أجهزة الكمبيوتر على التحدث مثل البشر، أو إنشاء صور بأي أسلوب فني مطلوب.
وعندما أصبحت كوليت كريس المدير المالي لشركة إنفيديا (Nvidia) في عام 2013، كانت قيمة الشركة أقل من 10 مليارات دولار، والآن تخطت قيمتها 2 تريليون دولار.
سياسة كوليت كوليس في العمل
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته شركة إنفيديا، ودخولها نادي التريليون، والتي أصبحت واحدة من أكبر الشركات في القيمة السوقية حول العالم؛ إلا أن كوليت كريس دائمًا ما تحاول التقليل من أهمية ذلك، والعمل على تقديم المزيد من الجهد والابتكار، وفقًا لموقع «Globes».
وقال كريس في سياستها حول العمل: «أحد الأشياء التي لا نركز عليها هو سعر السهم، نحن نركز على مستثمرينا وكيف نرغب في الابتكار، في اليوم الذي وصلت فيه قيمة الشركة تريليون دولار، قلنا: (حسنًا، إنه هنا. لكن دعونا نعود إلى العمل)؛ لذا، وبكل صدق، أعتقد أن المزيد من المستثمرين يفهمون الآن من نحن، لأنه قبل 10 سنوات، ربما لم يتمكن سوى عدد قليل من المستثمرين من التعبير عن رؤيتنا طويلة المدى».
اقرأ أيضًا.. ماذا تقدِّم شركة إنفيديا وما سر تفوّقها؟
وأضافت: «أنا أسميه (اختبار السوبر ماركت)، فمنذ سنوات مضت، إذا دخلت متجر البقالة مرتديًا قميص إنفيديا Nvidia الأخضر، فإن بعض الناس لن يفهموا ما هو ذلك، اليوم، أعتقد أن الناس يعرفون شركتنا، ويتعلمون ما يمكن أن تفعله الرقائق الذكية الخاصة بنا للذكاء الاصطناعي».
ويأتي نهج كريس في العمل، الخاص بالحرص على العمل وبذل المزيد من الجهد والابتكار والتقليل من النجاح، تناقض واضح مع ما حدث، حيث قفز السهم الخاص بالشركة في عام واحد أكثر من 400%.
وأصبحت إنفيديا (Nvidia) تطارد شركة أبل العملاقة في المركز الثاني على أكثر شركة ذات قيمة سوقية حول العالم، حيث وصلت قيمتها 2.3 تريليون دولار، وخلف شركة مايكروسوفت، أعلى قيمة سوقية في العالم بتجاوز 3 تريليونات دولار.