المراهنة ضد إيلون ماسك وTesla قد تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، فمسار ماسك الحافل بالنجاحات يشير إلى أن الرهان ضده قد لا يكون استراتيجية ناجحة. وقد تجلى ذلك بوضوح في خسارة الملياردير بيل غيتس في رهانه الشهير ضد وTesla. فبدلاً من المخاطرة بخسارة الأموال، ربما كان المستثمرون قد حققوا عوائد أفضل لو استثمروا في شركات ماسك.
شهد سهم تسلا ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 30% خلال الأسبوع الماضي، مدفوعاً بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية فيما تجاوزت القيمة السوقية للشركة نحو تريليون دولار. يعزى هذا الارتفاع إلى التوقعات بأن سياسة ترامب الجديدة ستكون داعمة لشركة تسلا وإيلون ماسك، خاصة بعد الدعم المتبادل بين الطرفين خلال الحملة الانتخابية. من المتوقع أن يركز ماسك الآن على العمل مع الإدارة الجديدة لتحسين البيئة التنظيمية ودعم نمو شركته.
يمكن أن يؤدي دور ماسك الجديد إلى دفع المزيد من الناس للمراهنة ضده، مع تأجيل البعض بسبب ميوله السياسية وتكهن آخرون بأن التزامه بوقته تجاه ترامب يمكن أن يؤثر على تسلا.
التاريخ يثبت فشل الرهان ضد ماسك
كشف إيلون ماسك في مقابلة سابقة تعود إلى فبراير 2024 مع Joe Rogan Experience عن وجود خلاف استثماري محتمل بينه وبين بيل غيتس. فقد أشار ماسك إلى معلومات تفيد بأن غيتس يراهن ضد نجاح شركة تسلا من خلال امتلاكه مركزًا كبيرًا للبيع على المكشوف في أسهم الشركة. ووصف ماسك هذا الأمر بأنه “غريب”، معربًا عن دهشته من هذا التوجه الاستثماري من قبل أحد أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا.. ماسك أنفق 130 مليون دولار على حملة ترامب عادت له 20 مليارًا بعد الفوز
أشار ماسك إلى معلومات وصلته تفيد بأن غيتس كان يمتلك مركزاً كبيراً للبيع على المكشوف في أسهم تسلا. وعبر ماسك عن شكوكه حول صحة هذه المعلومة، قائلاً: “لا أعرف إذا كان هذا صحيحًا أم لا، لكن الأمر يبدو غريبًا”. ولتأكيد هذه المعلومات، استفسرت من مصادر مقربة من الوضع، والتي أكدت وجود هذا المركز البيعي.
بعد تصريحات ماسك المثيرة للجدل، أجرت شبكة سي إن بي سي مقابلة مع بيل غيتس. وعلى الرغم من إشادة جيتس بإنجازات ماسك في مجال السيارات الكهربائية، إلا أنه تجنب الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول امتلاكه مركزًا قصيرًا في أسهم تسلا. ففي حين أشاد جيتس بإيلون ماسك، إلا أنه فضل عدم الكشف عن تفاصيل استثماراته.
رسائل غيتس وماسك
كشفت رسائل مسربة بين إيلون ماسك وبيل غيتس في أبريل 2022 عن جانب مثير للاهتمام في علاقتهما الاستثمارية. فقد تبين أن غيتس كان لا يزال يراهن ضد نجاح تسلا، على الرغم من الدعوة إلى اجتماع لمناقشة العمل الخيري. وبهذا، يتضح وجود تناقض بين تصريحات جيتس الداعمة للأعمال الخيرية وبين قراراته الاستثمارية.
اقرأ أيضًا.. إيلون ماسك يكشف من الرياض عن مستقبل الذكاء الاصطناعي والاستثمار في الفضاء
قبل اجتماعهما المقترح، سأل ماسك غيتس بشكل مباشر عما إذا كان لا يزال يراهن ضد تسلا. أجاب جيتس بأنه لم يغلق مركزه القصير في أسهم الشركة، على الرغم من رغبته في مناقشة العمل الخيري. رد ماسك بوضوح، مشيرًا إلى أن التزام جيتس بالعمل الخيري يتعارض مع قراره الاستثماري في المراهنة ضد شركة تسلا، التي تعتبر رائدة في مجال الطاقة النظيفة.
أخبر ماسك أحد المستخدمين على تويتر أن الرسائل النصية كانت حقيقية.
في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أشاد بيل غيتس بإنجازات إيلون ماسك في مجال السيارات الكهربائية، واصفًا إياها بأنها “أحد أعظم المساهمات التي قدمها أي شخص على الإطلاق في مجال تغير المناخ”. ومع ذلك، شدد جيتس على أهمية مواصلة الجهود في مجالات الطاقة المتجددة الأخرى، مؤكدًا أن تحقيق أهدافنا المناخية يتطلب تضافر الجهود من الجميع.
حقق البائعون على المكشوف لشركة تسلا أرباحًا طائلة في عام 2022، مستفيدين من انخفاض أسهم الشركة بأكثر من 60%. وتشير التقديرات إلى أن بيل غيتس، الذي كان يراهن على انخفاض سعر سهم تسلا، قد حقق أرباحًا ضخمة من هذا التراجع. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعًا، خاصة بعد تصريحات إيلون ماسك في برنامج جو روجان والتي شجعت البعض على المراهنة ضده.
كم قيمة استثمار 1000 دولار في أسهم تسلا اليوم؟
باستثمار 1000 دولار في أسهم تسلا في ذلك الوقت، عندما كان سعر السهم الواحد حوالي 267 دولار (بعد التقسيم ، كان المستثمر يستطيع شراء حوالي 3.74 سهم. اليوم، مع ارتفاع سعر السهم إلى 318.20 دولار، ارتفعت قيمة هذا الاستثمار إلى حوالي 1190.07 دولار، مما يعني تحقيق عائد جيد، بحسب موقع “بيزنينغا”.
تُظهر هذه البيانات أن التوقيت كان عاملاً حاسماً في تحقيق عوائد مرتفعة من الاستثمار في أسهم تسلا. ففي حين بلغ العائد الإجمالي خلال الفترة المحددة 19%، إلا أن المستثمرين الذين دخلوا السوق في فبراير 2021 واستثمروا 1000 دولار كانوا ليحققوا أرباحًا قدرها 53.3% بحلول نوفمبر من نفس العام، وذلك بفضل ارتفاع سعر السهم إلى أعلى مستوى له. هذا يدل على أن تقلبات أسهم تسلا قد تتيح فرصًا كبيرة لتحقيق أرباح، ولكنها تتطلب في الوقت نفسه مهارات توقيت دقيقة.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي.. هل يقود النمو لعمالقة الحوسبة السحابية؟
وشهدت أسهم تسلا تقلبات كبيرة في عام 2020، حيث تراوحت بين 24.08 دولار و235.22 دولار. وفي ذلك العام، الذي يُرجح أن يكون قد شهد بدء غيتس في مركزه القصير، بلغ متوسط سعر السهم حوالي 96.67 دولار.
باستثمار 1000 دولار في أسهم تسلا عام 2020، العام الذي بدأ فيه بيل جيتس مركزه القصير، كان المستثمرون يستطيعون شراء حوالي 10.34 سهم. اليوم، ارتفعت قيمة هذا الاستثمار إلى 3290.19 دولار، أي بزيادة قدرها 229%، مما يعكس أداءً قوياً للسهم على الرغم من الرهان المضاد لجيتس.