تشهد شركة OpenAI تحولات كبيرة على مستوى القيادة، حيث قرر كل من رئيس مجلس إدارة الشركة جريج بروكمان والمؤسس المشارك جون شولمان مغادرة الشركة. أعلن بروكمان أنه «سيأخذ استراحة بعد سنوات من العمل المكثف في مجال الذكاء الاصطناعي»، وهو ما وصفه بأنه «أول استراحة حقيقية له منذ مشاركته في تأسيس الشركة قبل تسع سنوات». في الوقت نفسه، يغادر المؤسس المشارك جون شولمان تمامًا، لينضم إلى شركة ناشئة منافسة للذكاء الاصطناعي هي شركة Anthropic.
وشهدت OpenAI تحديات كبيرة في الاحتفاظ بقيادتها، إذ يأتي رحيل القيادتين بعد رحيل المؤسس المشارك إيليا سوتسكيفر، وبيتر دينج الذي انضم إلى منصب نائب الرئيس للمنتجات الاستهلاكية العام الماضي قادمًا من مناصب رفيعة المستوى في شركتي ميتا وأوبر.
اقرأ أيضًا: تفاصيل إطلاق محرك البحث الذكي «SearchGPT».. هل ينافس غوغل؟
كيف علقت شركة OpenAI؟
لم تصدر الشركة رسميًا حتى الآن، أي بيان رسمي، ومع ذلك، غرد المؤسس المشارك السابق شولمان، قائلًا: «لقد اتخذت القرار الصعب بمغادرة OpenAI. ينبع هذا الاختيار من رغبتي في بدء فصل جديد من مسيرتي المهنية حيث يمكنني العودة إلى العمل الفني العملي»، مضيفًا «لقد قررت متابعة هذا الهدف في Anthropic، حيث أعتقد أنه يمكنني اكتساب معارف جديدة وإجراء الأبحاث جنبًا إلى جنب مع الأشخاص المشاركين بعمق في الموضوعات التي تهمني كثيرًا».
وأضاف: «لكي أكون واضحًا، لن أغادر بسبب نقص الدعم لأبحاث المواءمة في OpenAI. على العكس من ذلك، كان قادة الشركة ملتزمين للغاية بالاستثمار في هذا المجال. قراري هو قرار شخصي، يعتمد على الطريقة التي أريد بها تركيز جهودي في المرحلة التالية من مسيرتي».
وفي أول تعليق له، رد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، قائلًا: «شكرا جون، لقد كنت باحثًا لامعًا ومفكرًا عميقًا وصديقًا عظيمًا». وأضاف ألتمان: «سنفتقد خبرتك الواسعة ومساهماتك القيمة في تطوير الذكاء الاصطناعي».
اقرأ أيضًا: هل يحقق GPT-5 قفزة نوعية لـ OpenAI في سباق الذكاء الاصطناعي؟
قائلًا: «شكرًا لك على كل ما فعلته من أجل OpenAI! أنت باحث لامع، ومفكر عميق حول المنتج والمجتمع، وفي الغالب أنت صديق عظيم لنا جميعًا. سنفتقدك كثيرًا ونجعلك فخورًا بهذا المكان».
وأضاف «التقيت بجون لأول مرة في مقهى بيركلي عام 2015، حيث أثار حماسًا لمستقبل الذكاء الاصطناعي. لقد أثار تساؤلات مثيرة حول إمكانية تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، وناقشنا سريعًا أفكارًا حول كيفية النهوض بهذا المجال. تلك المحادثة البسيطة في المقهى شكلت الأساس لما أصبح فيما بعد استراتيجية OpenAI الأولية».
ماذا يعني هذا بالنسبة لصناعة الذكاء الاصطناعي؟
من المتوقع أن تحدث هذه التغييرات في قيادة OpenAI تحولات واسعة النطاق في صناعة الذكاء الاصطناعي ككل. فمع تزايد الوعي بأهمية المسؤولية في تطوير هذه التكنولوجيا، قد تشهد الشركات الناشئة في هذا المجال تحولات مماثلة في قياداتها واستراتيجياتها. كما قد تدفع هذه التطورات شركات الذكاء الاصطناعي إلى إعادة تقييم سياساتها وهياكلها الداخلية لتتماشى مع الأطر التنظيمية الناشئة، مثل قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي.
وصف إيان سيلفيرا، محرر مجلة التكنولوجيا والطاقة والإعلام، التحركات الأخيرة في قيادات شركات الذكاء الاصطناعي بأنها أمر طبيعي في هذه المرحلة المبكرة من الصناعة.
اقرأ أيضًا: Llama 3.1: ميتا تطلق أقوى نموذج ذكاء اصطناعي يتفوق على GPT-4o
وأشار إلى أن المنافسة الشديدة على المواهب بين الشركات الناشئة في هذا المجال قد أدت إلى هذه التحركات. ومع ذلك، لفت سيلفيرا الانتباه إلى أن العديد من هذه التحركات، خاصة تلك المتعلقة بـ OpenAI، تأتي في أعقاب محاولة الإطاحة بسام ألتمان من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة.
وأوضح أن هيكل الملكية الفريد لـ OpenAI يجعل من الصعب تحديد الدوافع الدقيقة وراء هذه الاستقالات، ولكن من الواضح أن هناك اختلافات في الرؤى حول مستقبل الشركة.
في حالة جون شولمان، أحدث المغادرين، كان الأمر واضحًا جدًا، حيث أكد رغبته في التعمق في أبحاث محاذاة الذكاء الاصطناعي. هذا التوضيح يسلط الضوء على التوجهات المختلفة بين الباحثين في هذا المجال، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الاختلافات على حركة الكوادر بين الشركات.