يُعد ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت Alphabet، الشركة الأم لمحرك البحث العملاق غوغل، أحد الرؤساء التنفيذيين الأعلى أجرًا في العالم، حيث حصل على راتب سنوي قدره 226 مليون دولار في عام 2022.
ويعمل بيتشاي، في غوغل منذ عام 2004 وظل يترقى في سلم المناصب، ليصبح الرئيس التنفيذي للشركة في عام 2015، ثم ليتولى رئاسة شركة ألفابت Alphabet في عام 2019 بعد إعادة هيكلة الشركة ككل.

قصة صعود ساندر بيتشاي في غوغل
حقق ساندر بيتشاي، صعودًا سريعًا منذ انضمامه إلى غوغل Google، كمدير منتج يبلغ من العمر 31 عامًا في عام 2004.
وفي السنوات الـ 11، التي أعقبت خطواته الأولى في غوغل، تمت ترقية بيتشاي أربع مرات، قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، ثم تمت ترقيته في ديسمبر من العام 2019 ليحل محل لاري بيغ، المؤسس المشارك لشركة غوغل، رئيسًا لشركة ألفابت التي تتولى يندرج تحتها عدد كبير من الشركات أكبرها بالطبع غوغل.
اقرأ أيضًا: عيد ميلاد غوغل الـ25.. قصة فكرة تحولت إلى شركة تقارب قيمتها الـ2 تريليون دولار
ومنذ ذلك الحين، كان عليه أن يقود الشركة التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار خلال فترات صعبة، منها وباء كورونا وتسريح العمال، ونهضة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح شركات التكنولوجيا حاليًا.
وبصفته الرئيس التنفيذي، أعاد بيتشاي تنظيم القوى العاملة في غوغل، وأصدر قرارات تسريح جماعي للعمال، واتخذ مسارًا متشددًا نحو الذكاء الاصطناعي.

نشأة ساندر بيتشاي
نجح ساندر بيتشاي، في أن يصبح أحد كبار قادة التكنولوجيا في العالم، ويقود واحدة من أهم الشركات في العالم، لكن كيف كانت نشأته ووصل إلى غوغل؟
كان والد بيتشاي مهندسًا كهربائيًا، وكانت والدته محررة لاختصار النصوص (مُختزلة) قبل أن تنجبه هو وشقيقه الأصغر، ووفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ، فإن الأسرة لم تكن ثرية، وكان الأولاد ينامون معًا في غرفة المعيشة في شقتهم المكونة من غرفتين.
لكن في وقت مبكر، ظهرت لدى بيتشاي موهبة في تذكر الأرقام، وهو ما أدركته عائلته عندما تمكن من تذكر كل رقم هاتف اتصل بهم على هاتفهم الدوار، وبعد أن أصبح مهتمًا بأجهزة الكمبيوتر، درس الهندسة في المعهد الهندي للتكنولوجيا في خراجبور، ونجاحه هناك أكسبه منحة دراسية لجامعة ستانفورد.
اقرأ أيضًا.. هل تذكُرونَ «إنترنت إكسبلورر»؟ غوغل قد يواجه نفس المصير!
وانتقل بعدها إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية، وحصل على درجة الماجستير من جامعة ستانفورد، حيث قال في مقابلة أجريت معه عام 2014 في جامعة دلي، إن هذا الانتقال قفزة هائلة، معلقًا: «طالما أحببت التكنولوجيا منذ نشأتي.كنت أقرأ عما كان يحدث في وادي السيليكون، وأردت أن أكون طرفًا فيه».
اقرأ أيضًا.. سباق الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت يحتدم
وعندما وصل بيتشاي إلى أمريكا في عام 1993، كان في حالة صدمة بسبب تكلفة العيش هناك، حيث كان في حالة صدمة بسبب سعر حقيبة الظهر التي بلغ سعرها 60 دولارًا، وبعد انتهاء دراسته في جامعة ستانفورد، التحق بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا للحصول على ماجستير إدارة الأعمال.
وقبل الالتحاق بشركة غوغل، عمل في شركة ألبيد ماتيريالز Applied Materials لصناعة أشباه الموصلات، وشركة ماكينزي McKinsey الاستشارية، ثم تزوج من زوجته أنجالي، ولديهما الآن ابن اسمه كيران، وابنة اسمها كافيا.

بداية عمل ساندر بيتشاي في غوغل
بدأ ساندر بيتشاي، عمله في غوغل عام 2004، كنائب رئيس لإدارة المنتجات، مع التركيز على شريط أدوات غوغل، وهذا الشريط كان عبارة عن ميزة بحث على الويب في متصفحي إنترنت إكسبلور وفايرفوكس، وفي أول إنجاز له، نجح في إقناع المؤسسين المشاركين لاري بيج وسيرغي برين، ببناء متصفحها الخاص.
وفي عام 2006، أنشأت مايكروسوفت أبرز منافس لـ غوغل، وهو بينغ، وهو محرك البحث الافتراضي الجديد في إنترنت إكسبلور، والذي كان بمثابة ضربة قاضية لـ غوغل، لكن بيتشاي، نجح في الوصول إلى حل ينقذ الشركة من خلال إقناع المؤسسين بإطلاق متصفح ويب خاص بهم يسمى غوغل كروم والآن أصبح هو المتصفح الأكثر شعبية في العالم.
اقرأ أيضًا.. أمازون تدخل سباق الذكاء الاصطناعي: هل تتفوق على غوغل ومايكروسوفت؟
وفي الشركة العملاقة، معروف ساندر بيتشاي، بأنه قائدًا محبوبًا يركز على النتائج، مما أدى إلى المزيد من المسؤولية، وقاد بعد ذلك تبني الشركة لنظام تشغيل أندرويد للهواتف الذكية، كما كان له دور فعال في دمج آندرويد وأدوات غوغل.
أيضًا كان وراء نظام التشغيل كروم أو إس Chrome OS، وهو نظام التشغيل الذي يشغل أجهزة الكمبيوتر المحمولة كروم بوك Chromebook الرخيصة من غوغل، ويقال إنه كان له دور فعال في المساعدة في تجميع صفقة استحواذ غوغل Google على نيست Nest بقيمة 3.2 مليار دولار في عام 2014.

رفض عروض قيادة تويتر من أجل غوغل
ووفقًا لما ذكره موقع بيزنس إنسايدر، فإن نجاح ساندر بيتشاي، حظى بالاهتمام في أوساط مجتمع شركات التكنولوجيا العالمية، وورد أنه تم الاتصال به للقيام بدور قيادي في تويتر، وحاول القائمون على منصة التغريدات في السابق إقناعه بالقيام بدور القيادة في تويتر؛ إلا أنه رفض من أجل الاستمرار في غوغل.
وتمت مكافأته على ولائه، إذ أنه حصل على 50 مليون دولار، وتمت ترقية عندما رفض العرض، ومع ترقيته في المناصب، كان يعتبر الذراع اليمنى للمؤسس المشارك لشركة غوغل Google والرئيس التنفيذي السابق لاري بيغ.
وعمل بيتشاي وبيغ، معًا بشكل وثيق في غوغل، وقال مصدر لـ بيزنس إنسايدر في عام 2014: «إن بيتشاي بالنسبة إلى بيغ مثل هارون إلى موسى»، في إشارة إلى الاستعانة به في كل شئ.
اقرأ أيضًا.. جيميني.. تعرّف إلى أداة غوغل الجديدة المنافسة لـ«تشات جي بي تي»
وأدت هذه الموهبة ونجاحه إلى ترقية بيتشاي إلى المهمة التالية في أواخر عام 2014، عندما عينه بيغ مسؤولاً عن المنتجات الأساسية للشركة، حيث أشرف على منتجات مثل «غوغل بلس Google+، والخرائط، والبحث»، وبعد نجاح هذه البرامج بدأ في التوسع في التجارة والإعلانات والبنية التحتية التكنولوجية، ما عزز خطوته باعتباره الرجل الثاني في غوغل بعد لاري بيغ.
وكتب لاري بيغ، في مذكرة يعلن فيها عن ترقية بيتشاي: «يتمتع ساندر بقدرة هائلة على رؤية ما هو قادم وحشد الفرق حول الأشياء فائقة الأهمية، نحن نلتقي وجهًا لوجه عندما يتعلق الأمر بالمنتج، مما يجعله الشخص المناسب تمامًا لهذا الدور»، وبعد أقل من عام، تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا لشركة غوغل.
ويحظى بيتشاي، بشعبية كبيرة بين موظفي غوغل، وعندما تأسست شركة ألفابت كشركة أم لشركة غوغل في عام 2015، أصبح بيتشاي الرجل الأول في شركة غوغل، التي تشمل البحث ويوتيوب وأندرويد، وحتى مع تراكم سلطته، ظل محبوبًا، حتى أصبح الرئيس التنفيذي للشركة كلها.