قضى فريدريك بفيردت 12 عامًا في غوغل، شغل خلالها منصب مسؤول الابتكار، وعمل مع كبار القادة مثل لاري بيغ وسيرغي برين. خلال هذه الفترة، تعلم دروسًا قيّمة حول الابتكار والإبداع، والتي شاركها في كتابه الجديد «كيف نعيش مستعدين للمستقبل؟».
سعى بفيردت خلال الفترة التي قضاها إلى إنشاء هيكل أكثر تماسكًا لرعاية الإبداع عبر الأقسام، حيث أنشأ مختبر الابتكار الخاص الذي أطلق عليه Google Garage وهو مختبر ابتكار تعاوني، حيث يتم تطوير الأفكار الطموحة وتنفيذها بسرعة. يُعرف أيضًا باسم Google Digital Garage، وهو منصة تعليمية تقدم دورات مجانية عبر الإنترنت في مجالات مثل التسويق الرقمي، البرمجة، وتحليل البيانات، وفقًا لشبكة سي إن بي سي.
وقبل ترك غوغل في عام 2022 قرر مشاركة 3 دروس تعلمها من خبرة العمل في غوغل. والدروس الثلاثة الأولى التي يقدمها بفيردت ليست مخصصة فقط لموظفي التكنولوجيا، بل يمكن لأي شخص تطبيقها في حياته ليعيش حياة ذات معنى أكبر، فما هي أبرز هذه الدروس؟
الدرس الأول: وداعًا لـ «لا»! مرحبًا بـ «نعم»!
يُؤكد بفيردت على ضرورة التخلّص من النظرة السلبية المُتكررة التي تُعيق تقدّمنا، فبدلًا من البحث عن الأعذار، ركز على إيجاد الحلول.
يضيف بفيردت «تخلّص من عبارة لا، لكن… واستبدلها بـ نعم، سأحاول»، متابعًا تذكّر«كلمة لا تُغلق الأبواب، بينما نعم تُفتح آفاقًا جديدة».
اقرأ أيضًا: 4 أسرار للنجاح المالي من وحي تجربة ماسك وبيزوس
الدرس الثاني: التأمل
يُعد التأمل من الطرق الشائعة لتقليل التوتر والقلق اليومي، حيث تظهر الأبحاث أن هذه الممارسات يمكن أن تحسن من نومك وتزيد من إنتاجيتك، لذلك ينصح بفيردت بضرورة أن تخصص وقتًا للتأمل لتقليل التوتر والقلق.
وشجعت غوغل الموظفين منذ فترة طويلة على عادة التأمل؛ بل وقدمت لهم دورات تدريبية في ذلك، حيث يساعد التأمل كل يوم على البقاء يقظين منفتحين على الأفكار الجديدة وتجنب الأفكار السلبية».
يقول بفيردت: «يُساعدك التأمل على الابتعاد عن الأفكار السلبية وتصفية ذهنك، كما يُتيح لك الانفتاح على الأفكار الجديدة واتخاذ قرارات واعية».
يضيف «تذكر أن ردود أفعالنا عادةً ما تكون سلبية. ومن أجل الابتعاد عن هذه الأمور يجب أن يكون لديك ممارسات واعية».
ويعتقد الخبراء أن ردود الفعل السلبية على الأفكار الجديدة عادة ما تكون عاطفية ومتأثرة بالقلق، في حين أن تقنيات التأمل والوعي الذهني يمكن أن تساعدك على التفكير والاستجابة بشكل أكثر انفتاحًا».
اقرأ أيضًا: من قاعدة «البيتزا» إلى نظرية «ثمرة البلوط».. كيف يدير جيف بيزوس أمازون؟
الدرس الثالث: تصور نفسك ناجحًا
يروج قادة غوغل لفكرة تخيل نفسك في المستقبل كما تطمح أن تكون، وتخيل إنجازاتك ونجاحاتك بوضوح، مع مشاعر بالثقة والنجاح وهي تُغمرك.
يقول فريدريك بفيردت: «حاول حقًا أن تتخيل كيف تريد أن تكون في المستقبل، هذا أمر قوي للغاية، لأنه يساعدك حقًا في فهم المكان الذي تريد الذهاب إليه بالفعل ويؤثر على اختياراتك في الوقت الحالي».
تُشير الدراسات إلى أن تصور النجاح المستقبلي يُمكن أن يُزيد من تفاؤلك، يُولد الثقة بالنفس، يرتبط بتحقيق أهدافك. كما تُؤكد عالمة النفس ميشيل بوربا التي تقول: «تصور النجاح يُساعد في بدء التخطيط لكيفية تحقيق أهدافك، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على القرارات التي تتخذها لتحقيق أهدافك».
يقول راينر ستراك، الشريك الرئيسي الفخري في مجموعة بوسطن الاستشارية: «ليس عليك أن تكتشف الأمر بالكامل، ولكن عليك تصور مستقبلك المُشرق واتخذ الخطوات الأولى نحو تحقيق أحلامك!».
اقرأ أيضًأ: كيف حوّلت نصيحة جيف بيزوس 10 آلاف دولار لمليارات؟