أطلق معهد الابتكار التكنولوجي، مركز الأبحاث المدعوم من حكومة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، النسخة الثانية من نموذجه اللغوي الضخم للذكاء الاصطناعي فالكون 2 (2 Falcon) لينافس النماذج الأخرى التي طورها عمالقة التكنولوجيا أوبن إيه آي (OpenAI)، مطور برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) وميتا، وغوغل مطور نموذج جيما (GEMMA)، وميتا مطور برنامج لاما (Llama).
تعد نماذج اللغات الكبيرة إحدى فئات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي لديها القدرة على محاكاة العقل البشري، والتحليل، والمراجعة، والترجمة، والتنبؤ، وصناعة محتوى أصلي سواء كان نصي، صوتي أو فيديو، من خلال استغلال كميات هائلة من البيانات.
اقرأ أيضًا.. مايكروسوفت تستثمر 1.5 مليار دولار في شركة الذكاء الاصطناعي الإماراتية «G42»
خصائص الإصدار الجديد فالكون 2
أفاد مركز دراسات الترجمة، الذي يُعتبر أحد أعمدة البحث العلمي التطبيقي لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة (ATRC) في الإمارات، بأن الإصدار الجديد متعدد اللغات قد خضع للاختبار في مقابل عدة نماذج بارزة من الذكاء الاصطناعي.
النموذج اللغوي العملاق فالكون 2 متاح بنسختين: Falcon 2 11B، المُدرب على 5.5 تريليون كلمة مع 11 مليار معيار، وFalcon 2 11B VLM، الذي يتمتع بقدرات تحويل الصور إلى نصوص.
وصرح فيصل البناي، الأمين العام لـATRC والمستشار الاستراتيجي للبحوث والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، قائلاً: «على الرغم من الأداء اللافت لـ Falcon 2 11B، فإننا نجدد التزامنا بدعم مبادرة المصادر المفتوحة».
وأضاف: «نسعى من خلال توفير نماذج متعددة الوسائط، ستُطرح قريبًا بأحجام متنوعة، لضمان حصول المطورين والمؤسسات التي تولي اهتمامًا للخصوصية على أفضل النماذج في مجال الذكاء الاصطناعي لدعم مسيرتهم في هذا المجال».
اقرأ أيضًا.. الممرضة الافتراضية.. ابتكار ذكي لتحسين الرعاية الصحية في الإمارات
نموذج فالكون يتفوّق على نظيره من ميتا ويتساوى مع غوغل
يتفوق Falcon 2 11B على أداء لاما 3 (Llama 3) الذي تم إطلاقه حديثًا من قبل شركة ميتا مع 8 مليارات معلمة، ويعمل على قدم المساواة مع نموذج Gemma 7B من غوغل، وفقًا لـ Hugging Face، منصة تعاون لمجتمع التعلم الآلي العالمي.
وفي الوقت نفسه، يتمتع النموذج اللغوي Falcon 2 11B VLM بالقدرة على تحليل الصور المرئية لتوفير مجموعة واسعة من الاستخدامات، في قطاعات مختلفة مثل الرعاية الصحية والمالية والتجارة الإلكترونية والتعليم والقطاعات القانونية.
وقال معهد دراسات الترجمة إن هذه التطبيقات تتراوح بين إدارة المستندات والأرشفة الرقمية وفهرسة السياق إلى دعم الأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية، بحسب موقع ذي ناشيونال.
فالكون 2 وإضفاء الطابع الديمقراطي على الذكاء الاصطناعي
تسعى نماذج Falcon 2 11B و11B VLM إلى تحقيق الديمقراطية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال كونها مفتوحة المصدر، مانحةً المطورين حول العالم إمكانية الوصول الحر. تتمتع هذه النماذج بالقدرة على التعامل مع المهام بعدة لغات، تشمل الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، والبرتغالية.
من جانبها، ظلت شركتا غوغل وOpenAI، اللتان تعدان من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تحتفظان بنماذجهما الأساسية في نظام مغلق، معبرتين عن مخاوفهما من استغلال نماذج اللغة الكبيرة في نشر الأخبار الزائفة أو المحتوى الضار.
ومع ذلك، يرى دعاة البرمجيات مفتوحة المصدر أن الحفاظ على هذه الأنظمة في حالة إغلاق يُعد تقييدًا غير مبرر للابتكار ويمنعها من المساهمة بشكل فعال في تحسين العالم.
اقرأ أيضًا.. إطلاق أول متجر يعمل بالذكاء الاصطناعي في الإمارات
خطط لتطوير فالكون 2
تتميز النماذج الحديثة بإمكانية التشغيل الفعّال على وحدة معالجة رسومات فردية، ما يجعلها مرنة للتوسع ويسهل دمجها في أنظمة أقل تعقيدًا كأجهزة الحاسوب المحمولة.
وأعلنت شركة TII عن خططها لتطوير نموذج فالكون 2 بإضافة نماذج جديدة متنوعة الأحجام. ستُعزز هذه النماذج بتقنيات تعلم آلي متطورة كتقنية «مزيج الخبراء».
هذه التقنية تجمع بين شبكات عصبية متخصصة أصغر حجمًا، مما يسمح بتعاون فعّال بين المجالات الأكثر خبرة لإنتاج استجابات دقيقة ومتخصصة.