في أعقاب الارتفاعات الهائلة التي شهدتها العملة المشفرة البيتكوين، يُجدد غاري غينسلر، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، تحذيراته للمستثمرين بشأن المخاطر المرتبطة بالاستثمار في البيتكوين، مُشيرًا إلى أن القطاع يعج بالممارسات غير القانونية والاحتيالية.
وقد أعطت هيئة الأوراق المالية والبورصات الضوء الأخضر لإطلاق صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة، وذلك بعد جدل مُطول حول مدى قدرتها على حماية أموال المستثمرين. وقد اشترطت الهيئة تنفيذ عدة طلبات لضمان الأمان المالي للمستثمرين قبل إعطاء موافقتها النهائية.
وصوت غاري غينسلر بالموافقة على إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين خلال الجلسة التي شهدت تأييد اللجنة لهذه الخطوة، وأشار في تعليقه على القرار: «في اعتقادي، كان هذا هو الخيار الأمثل للتقدم بهذا الاتجاه».
غاري غينسلر يحذر من العملات المشفرة
وقال غاري غينسلر، في مقابلة مع موقع ياهو فايننس (Yahoo Finance)، إنه يجب على المستثمرين أن يدركوا أن عملة البيتكوين هي أصل أساسي شديد المضاربة ومتقلب.
اقرأ أيضًا: لماذا يعارض وارن بافيت الاستثمار بالعملات المشفرة؟
وأضاف أن مجال العملات المشفرة، يعج بالمخالفات والغش، لافتًا إلى أن التحذير من العملات المشفرة يأتي بسبب الوسطاء الذين يديرون الأصول المشفرة للمستثمرين دون تقديم الإفصاحات الكافية، كما هو الحال في بعض منصات تداول العملات المشفرة، معتبرًا أن ذلك يشكل خطرًا على المستثمرين.
وتعرضت هذه القاعدة للنقد من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، حيث أعلن باتريك ماكهنري، رئيس لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، وتيم سكوت، عضو اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، عن محاولات لمنع تطبيقها، بينما يرى الديمقراطيون مثل السيناتور إليزابيث وارن أن القاعدة ليست شاملة بما فيه الكفاية.
وأفاد غينسلر بأن النزاعات القضائية مع منصات العملات المشفرة ناجمة عن عدم توفير عدد كافٍ من الشركات وجهات الإصدار للمعلومات الضرورية، مما يجعل أموال العملاء في خطر.
موقف صناديق الإيثريوم المتداولة
وفي الوقت الذي يتطلع فيه العديد من مديري الصناديق للحصول على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة SEC لإطلاق صناديق الإيثريوم المتداولة، والتي ترتبط بالعملة المشفرة الثانية في العالم من حيث الحجم، الإيثر (ETH-USD)، امتنع غاري غينسلر عن الإفصاح عما إذا كان سيوافق على هذه الطلبات. وأكد أنه لن يناقش القضايا المطروحة على طاولة الوكالة.
عند الضغط عليه لمعرفة ما إذا كانت الهيئة تعتبر الإيثريوم أوراقًا مالية، أجاب غينسلر بأن القرار يعتمد على الحقائق والظروف المحيطة بكل عملة مشفرة وما إذا كان المستثمرون يتوقعون الربح من جهود الآخرين، مشيرًا إلى أنه لن يعلق على القضايا المعروضة أمام الهيئة، وفقًا لموقع دي كريبت.
اقرأ أيضًَا: بيتكوين مقابل الذهب: أيهما يعد استثمارًا أفضل؟
أما بالنسبة لموقف هيئة الأوراق المالية والبورصات من الإيثريوم، فقد أصبح موضوعًا مهمًا بالنظر إلى أن الهيئة تتعامل مع عدة طلبات لإطلاق صناديق الإيثريوم المتداولة في الولايات المتحدة. وقد أرجأت الهيئة مؤخرًا قرارها بشأن ما إذا كانت ستوافق على هذه الصناديق، المقدمة من شركات كبرى مثل بلاك روك وفيداليتي.
وفقًا لتوقعات جيمس سيفارت، محلل في بلومبرغ، من المتوقع أن تواصل الهيئة تأخير قرارها بشأن صناديق الإيثريوم حتى 23 مايو، وهو الموعد النهائي لتقديم الطلبات، متبعةً بذلك نفس النهج الذي اتخذته مع صناديق البيتكوين المتداولة.
لماذا يحذر غاري غينسلر من العملات المشفرة؟
وأدلى غاري غينسلر بتصريحاته عقب تسجيل العملة المشفرة الرائدة عالميًا قمة جديد، إذ قفزت إلى أكثر من 69000 دولار. وهو الرقم الذي سجلته العملة خلال الارتفاع الكبير في عام 2021، مما أسهم في تعافيها الواضح بعد الانخفاض الحاد في عام 2022 الذي أدى إلى خسائر كبيرة للمستثمرين.
اقرأ أيضًا.. بالأرقام.. هل يصنع منك الاستثمار بالعملات المشفرة مليونيرًا؟
ويعتقد بعض المحللين أن هذه الزيادة في القيمة تعود إلى نمو الطلب على مجموعة من صناديق البيتكوين المتداولة بالبورصة، التي بدأت في التداول في يناير بعد تلقي الموافقة من هيئة الأوراق المالية والبورصة.