يقود فريق من كبار العلماء جهودًا لبناء أول خلية بشرية افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي، مستفيدين من التطورات الهائلة في التكنولوجيا الحديثة. يهدف هذا المشروع إلى فهم أعمق لعمل الجسم البشري وتسريع وتيرة اكتشاف علاجات جديدة للأمراض.
يقود هذا الفريق باحثون من جامعة ستانفورد وجينينتيك، بدعم من مبادرة تشان زوكربيرغ، وهي مبادرة صحية وتعليمية أسسها مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا تشان باستثمار يقارب المليار دولار.
الذكاء الاصطناعي يُحقق «الكأس المقدسة لعلم الأحياء»
يؤكد العلماء أن التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي وتوفر كميات هائلة من البيانات البيولوجية البشرية يُمثل فرصة ذهبية لإنشاء أول خلية بشرية افتراضية. ستكون هذه الخلية قادرة على محاكاة السلوك الدقيق للجزيئات والخلايا والأنسجة والأعضاء. تُطلق إيما لوندبيرج، الأستاذة المساعدة في الهندسة الحيوية وعلم الأمراض بجامعة ستانفورد، على هذا المشروع لقب «الكأس المقدسة لعلم الأحياء»، مُشددةً على قدرة الذكاء الاصطناعي على تجاوز الافتراضات واكتشاف الخصائص المعقدة للأنظمة البيولوجية.
اقرأ أيضًا: «أوقفوا توظيف البشر».. حملة تُشعل جدلًا بسبب الذكاء الاصطناعي
وقالت لوندبيرج: «إن هناك جهد عالمي لإنشاء أول خلية افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم، ويوفر الذكاء الاصطناعي القدرة على التعلم مباشرة من البيانات وتجاوز الافتراضات والحدس لاكتشاف الخصائص الناشئة للأنظمة البيولوجية المعقدة».
يضم الفريق نخبة من العلماء، من بينهم: ستيفن كويك، أستاذ الهندسة الحيوية ورئيس قسم العلوم في مبادرة تشان زوكربيرغ، وجوري ليسكوفيك، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد، وثيوفانيس كاراليتسوس، رئيس قسم العلوم في جامعة ستانفورد ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي للعلوم في مبادرة تشان زوكربيرغ، وأفيف ريجيف، نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث في شركة جينينتيك.
أهداف الخلية الافتراضية ووظائفها
تهدف الخلية الافتراضية إلى فهم التفاعلات المعقدة بين القوى والعمليات الكيميائية والكهربائية والميكانيكية التي تُحافظ على صحة الخلايا البشرية، والكشف عن الأسباب الجذرية للأمراض. ستُمكّن هذه التقنية العلماء من إجراء التجارب افتراضيًا على أجهزة الكمبيوتر، ما يُسرّع البحث عن علاجات وأدوية جديدة. يُمكن لعلماء بيولوجيا السرطان، على سبيل المثال، وضع نموذج لكيفية تحول الخلايا السليمة إلى خلايا خبيثة، كما يُمكن لعلماء الأحياء الدقيقة التنبؤ بتأثير الفيروسات على الخلايا.
اقرأ أيضًا: تحذيرات من خطر الذكاء الاصطناعي: دعوات لـ«زر إيقاف» ومراقبة ذاتية
الطب الشخصي المُعزز بالذكاء الاصطناعي
يأمل الأطباء في المستقبل باختبار العلاجات على «توائم رقمية» لمرضاهم، ما يُمهد الطريق لعصر الطب الشخصي، الذي سيكون أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة وأكثر أمانًا.
ويضع الباحثون ثلاثة معايير أساسية لنجاح الخلية الافتراضية: إنشاء تمثيلات عالمية عبر الأنواع وأنواع الخلايا، والتنبؤ بدقة بالوظيفة الخلوية والسلوك والديناميكيات وفهم الآليات الخلوية، وإجراء التجارب على أجهزة الكمبيوتر لاختبار الفرضيات وتوجيه جمع البيانات.
يُؤكد الباحثون أن إنشاء الخلية الافتراضية ليس بالأمر الهين، ويتطلب تعاونًا عالميًا غير مسبوق في مجالات متنوعة، من علم الوراثة والبروتينات إلى التصوير الطبي، وشراكة وثيقة بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والمنظمات غير الربحية. كما يُشددون على ضرورة إتاحة النماذج الناتجة للمجتمع العلمي بأكمله دون قيود.