طموح عنان السماء، وعمل شاق بلا هوادة، ومخاطرة، هي أهم المبادئ التي يعتنقها، أما وارن بافيت، أسطورة الاستثمار ورئيس شركة باركشاير هاثاواي فهو مثله الأعلى. هو أرنولد شوارزنيغر، البطل الرياضي، ونجم السينما، والمنتج، والسياسي، وعمدة كاليفورنيا في الفترة من عام 2003 وحتى عام 2011.
شوارزنيغر، 76 عامًا، الذي تتجاوز ثروته حاليًا المليار دولار، وفق تقديرات مجلة فوربس، لم يبن هذه الثروة بسهولة وهو ابن الأسرة الفقيرة المولود في النمسا. انتقل شوارزنيغر، إلى الولايات المتحدة في عام 1968 وهو في سن صغيرة لينخرط في بطولات كمال الأجسام، وبالتزامن مع ذلك كان يعمل كعامل بناء لكسب دخل إضافي.
اقرأ أيضًا: استثمار القيمة: لعبة المليارديرات لكسب المزيد من المال!
أرنولد شوارزنيغر في عالم الفن
على الرغم من التحاق العديد من نجوم الفن لقائمة مليارديرات العالم، مثل المغنية تايلور سويفت؛ إلا أن شوارزنيغر يتميز عن غيره حيث اتخذ طريقًا مختلفًا نحو الثراء، وهو المخاطرة.
أرنولد، تحدث أكثر من مرة عن أول تجربة إنتاج له، حيث تردد المسؤولون عن إنتاج أول فيلم كوميدي له بعنوان «Twins»، إلا أنه وافق على التنازل عن راتبه، ليحصل على ما يقرب من 20٪ من إجمالي الإيرادات بدلاً من ذلك، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وحصد في النهاية أكثر من 35 مليون دولار، وهو مبلغ أكثر بكثير مما كان سيحصل عليه لو لم يتخذ هذه المخاطرة.
أكثر من فيلما أنتجها فيما بعد الملياردير النمساوي الأصل ليحقق إجمالي إيرادات تقارب الـ5.5 مليار دولار، كان نصيبه منها 500 مليون دولار من الأفلام التي جسد فيها البطولة، بالإضافة عشرات الملايين الأخرى من أعمال الرعاية والإعلانات التجارية.
أرنولد شوارزنيغر.. من الفن إلى الاستثمار
يعد أرنولد شوارزنيغر واحدًا من نجوم هوليوود الأعلى أجرًا. استغل نجم هوليود الأموال التي اكتسبها في الاستثمار العقاري في سانتا مونيكا، وحصص في شركات خاصة، وأسهم في شركات عامة.
ومن بين أكبر استثماراته العقارية، إعادة تطوير مبنى سكني كامل في سانتا مونيكا ثم بيعه في عام 2006، وشراء مبنى «812 Main St»، وهو مبنى تجاري يضم 21600 وحدة على شاطئ فينيسيا الرئيسي مقابل 12 مليون دولار تقريبًا في الثمانينيات ثم بيعه في عام 2013 بحوالي 3 أضعاف هذا المبلغ، بالإضافة إلى أنه كان يمتلك سابقًا حصة كبيرة في فندق والدورف أستوريا في بيفرلي هيلز بالإضافة إلى أنه مستثمر منذ فترة طويلة في إيستون تاون سنتر خارج كولومبوس.
في عام 1997، أصبح المؤسس الشريك في شركة «Main Street Advisors»، التي افتتحها مستشاره المالي بول واتشر، لمساعدته نجم السينما في استثمار أمواله، ثم توسعت الشركة بعد ذلك لتقديم المشورة للمشاهير مثل ليبرون جيمس، وبيلي إيليش.
اقرأ أيضًا: 5 أخطاء تجنبها عند الاستثمار في الأسهم.. ماذا يقول وارن بافيت؟
وارن بافيت الملهم
أكد أرنولد شوارزنيغر، أن ملهمه في الاستثمار هو المستثمر الشهير وارن بافيت، رئيس شركة بيركشاير هاثاواي، حيث وصفه بأنه أعظم مستثمر على الإطلاق.
والتقى شوارزنيغر ببافيت في أواخر التسعينيات، وعمل الأخير لاحقًا كمستشار اقتصادي لحملة شوارزنيغر، وفي الآونة الأخيرة، في مقابلة عام 2021 مع صحيفة نيويورك تايمز، استشهد شوارزنيغر بآراء المستثمر الشهير كسبب لعدم استثماره في البيتكوين أو العملات المشفرة الأخرى، قائلا: «أنا مثل وارن بافيت، لا أستثمر في أشياء لا أفهمها».
وبدلاً من ذلك، استثمر شوارزنيغر في بعض أشهر العلامات التجارية في أمريكا، حيث راهن على شركة ستاربكس في التسعينيات وما زال يمتلك أسهماً في إمبراطورية القهوة، وكان مستثمرًا في الجولة الأولى من شركة غوغل (Google) في عام 1999، وقام ببيع الأسهم في مرحلة ما ثم أعاد شراء بعضها مؤخرًا، والعديد من الشركات الأخرى.
وأحد أكثر الاستثمارات الإبداعية، كان شراء طائرة «بوينغ 747» بقيمة 130 مليون دولار والتي قام بتأجيرها مرة أخرى لشركة الخطوط الجوية السنغافورية، ودفع الممثل حوالي 10 ملايين دولار مقدمًا، مؤكدًا أنه كسب المال من هذه الصفقة، لكنها لم تكن الضربة الكبرى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى انخفاض قيم شركات الطيران بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك ينتقد وارن بافيت: «طريقته في الاستثمار مملة جدا»
اقرأ أيضًا.. هل يشعر وارن بافيت بالندم لتجنبه الاستثمار في إنفيديا؟
الاستثمار أولًا
ظل الاستثمار يحظى بأولوية كبرى في حياة شوارزنيغر حتى عندما أصبح حاكمًا لولاية كاليفورنيا وجهت له الانتقادات بسبب انشغاله باستثماراته ما كان يعد تضاربًا في المصالح.
ومع ابتعاده عن العمل السياسي، احتفظ شوارزنيغر بأملاكه في العديد من الشركات، مثل شركة الأفلام والإنتاج «Oak Productions»، وشركة «Fitness Publications Inc»، والشركة القابضة للأفلام والعلامات التجارية «Pumping Iron America».
وتضم محفظته الاستثمارية أيضًا مهرجان أرنولد الرياضي، وهو حدث لكمال الأجسام والقوة مدته ثلاثة أيام يقام في كولومبوس، وكذلك في مدريد والمملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا، ويمتلك أيضًا عقارات شخصية تقدر قيمتها بنحو 40 مليون دولار، بما في ذلك منتجع للتزلج في صن فالي بولاية أيداهو وقصر مكون من سبع غرف نوم في برينتوود بولاية كاليفورنيا.
اقرأ أيضًا: 5 أخطاء تجنبها عند الاستثمار في الأسهم.. ماذا يقول وارن بافيت؟
مفتاح النجاح لدى أرنولد شوارزنيغر
كان مفتاح نجاح الممثل العالمي أرنولد شوارزنيغر، سواء في الفن والرياضة أو حتى الاستثمار، هو العمل بلا هوادة، حتى أنه خلال فترة عمله كعمدة لم يسمح لموظفيه باستخدام كلمة “أنا متعب”.
وحتى الآن ورغم تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب بعد عدة عمليات جراحية أجراها في القلب؛ إلا أنه يحافظ على جدول أعماله الكامل، حيث اتجه إلى الاستثمار بقوة في الأعمال الفنية.
وقال دانييل كيتشيل، كبير موظفي شوارزنيغر، الذي عمل معه منذ أن كان حاكما: «أعتقد أن جدول أعمال قد يكون الأكثر ازدحامًا في العالم لرجل يبلغ من العمر 76 عاما»، حيث يبدأ معظم أيامه في الساعة الخامسة صباحا، ويعمل طوال اليوم، لدرجة أن بعض الأشخاص يقولون أن الوصول إليه أصبح شبه مستحيل بسبب ازدحام جدول أعماله.