عادات بيل غيتس.. وفقًا لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات فإن بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت يعد خامس أغنى رجل في العالم، بثروة تقدر بـ 124 مليار دولار. ولقد ساهمت عدد من العادات التي يتبعها غيتس في الوصول إلى المكانة التي بات عليها، ولحسن الحظ فإنه شارك هذه العادات ليتيح للناس الاطلاع عليها.
عادات بيل غيتس والعمل الخيري
اتجه بيل غيتس بعد تركه لشركة مايكروسوفت، إلى العمل الخيري، ففي عام 2010، شارك مع زوجته السابقة ميليندا وزميله الملياردير وارن بافيت، إطلاق مبادرة «تعهد العطاء»، التي تشجع الناس في العالم على التبرع بمعظم ثرواتهم للأعمال الخيرية.
وتبرع بما لا يقل عن 35.8 مليار دولار من أسهم شركة مايكروسوفت، الشركة التي شارك في تأسيسها، لمؤسسة بيل وميليندا غيتس الخاصة به، وفقًا لمجلة فوربس.
اقرأ أيضًا: قصة نجاح ساتيا ناديلا في قيادة مايكروسوفت
ومع ذلك فإنه يظل واحدًا من أبرز رواد الأعمال في العالم، الذي نجح في بناء واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية.
وخلال سنوات عمله كانت عادات بيل غيتس واحدة، وهي السر وراء كل هذا النجاح، فما أبرز هذه العادات؟
أبرز عادات بيل غيتس في حياته
فإن عادات بيل غيتس التي لم تتأثر على مدار السنوات الطويلة في عمله كانت كالآتي:
الشغف للمعرفة
التحق بيل غيتس بجامعة هارفارد لفترة وجيزة، قبل أن يترك الدراسة، لكنه يعزو الوقت القصير الذي قضاه هناك إلى نجاحه.
وقال غيتس، في خطابه في حفل لتخرج الطلاب في عام 2007: «لقد كان فترة دراسة رائعة في جامعة هارفارد، وعلى الرغم من أنني غادرت مبكرًا، فقد تغيرت بسبب السنوات التي قضيتها في جامعة هارفارد، والصداقات التي كونتها، والأفكار التي عملت عليها».
ودرس مؤسس مايكروسوفت علوم الكمبيوتر، لكنه انخرط أيضًا في العديد من الموضوعات الأخرى التي أثارت اهتمامه في مدرسة «Ivy League»، معلقًا: «كانت الحياة الأكاديمية رائعة، كنت أحضر الكثير من الفصول الدراسية غير المرتبطة بدراستي حتى».
وساهم هذا التعطش للمعرفة واستعداده للتطور والتعلم دائمًا في نمو أعماله النهائية.
وحتى الآن لا يزال غيتس داعمًا كبيرًا للتعلم، حيث أطلقت مؤسسة بيل وميليندا غيتس برنامج التعليم العالمي في عام 2018 مع التركيز على تعليم مهارات القراءة والرياضيات لأطفال المدارس الابتدائية في أفريقيا والهند.
ينظر إلى والديه كقدوة
عندما سُئل بيل غيتس في عام 1998 عن قدوته، قال إنه يتطلع إلى والديه، حيث وجها له الدعم والرعاية لموهبته في الاهتمام بعلوم الكمبيوتر، حتى أنهم دعموه في قراره بالتخلي عن تعليمه في جامعة هارفارد.
وفي عمله ساعدته والدته في عام 1994 عندما كانت شركة مايكروسوفت ناشئة، في الحصول على العقد الذي أدى إلى علاقة مربحة مع شركة آي بي إم IBM، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
أما بالنسبة لوالده، فقد استشهد به غيتس منذ فترة طويلة كمصدر إلهام لعمله الخيري، وشاركه في هذا الأمر على مدار سنوات، حتى أنه أول من كتب شيك لمؤسسة غيتس الخيرية.
اقرأ أيضًا: مايكروسوفت تعتزم إغلاق متجر ألعاب إكس بوكس 360.. لماذا؟
النوم لسبع ساعات
على الرغم من أن العديد من رجال الأعمال الناجحين يحبون التباهي بقلة النوم الذي يحصلون عليه؛ إلا أن مؤسس مايكروسوفت يعلم أنه ليس إنسانًا خارقًا وأن النوم ضروري حتى يتمتع بذهن حاضر وفي أفضل حالاته.
وقال لصحيفة سياتل تايمز في عام 1990: «أحب أن أحصل على سبع ساعات من النوم، على الرغم من أنه من الممتع البقاء مستيقظًا طوال الليل، ولكن إذا كان علي أن أكون مبدعًا، فأنا بحاجة إلى سبع ساعات من النوم».
يقرأ كثيرًا
في مقابلة مع مجلة فوربس، قال والد بيل غيتس، إن ابنه كان قارئًا نهمًا بشكل لا يصدق عندما كان طفلاً.
وتابع: «كان يثير اهتمامه كل أنواع الكتب تقريبًا، الموسوعات، الخيال العلمي، وغيرها، وشعرت بسعادة غامرة لأن طفلي كان قارئًا نهمًا، لكنه قرأ كثيرًا لدرجة أنه كان علينا أنا ووالدته وضع قاعدة: لا كتب على مائدة العشاء».
وفي عام 2021، كتب غيتس عن شغفه بالقراءة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، وقال في تغريدة له: «أحاول أن أقرأ كل يوم، سواء كان لدي يوم حافل في المكتب أو خارج المنزل في نزهة على الأقدام، إنها إحدى الطرق المفضلة لدى لتعلم أشياء جديدة وفهم العالم بشكل أفضل».
وذكر بيل غيتس في مدونته على الإنترنت «GatesNotes»، أن القراءة ساهمت في زيادة ثروته، من خلال تزويده بالمعرفة التي يحتاجها ليصبح رجل أعمال ناجحًا.
عادات بيل غيتس في الاستثمار
أيضًا كانت عادات بيل غيتس في الاستثمار واحدة على مدار سنوات.
اختيار الشركاء العظام
لقد اتخذ بيل غيتس عددًا لا يُحصى من القرارات التجارية الرائعة، وكان الكثير منها يتعلق بالأشخاص الذين اختارهم للعمل معهم، لأنهم سر النجاح.
وقال غيتس في مقابلة عام 1998: «أود أن أقول إن أفضل قراراتي التجارية تتعلق حقًا باختيار الأشخاص، من المحتمل أن يكون اتخاذ قرار الدخول في شراكة مع بول ألين على رأس القائمة».
كان بول ألين وبيل غيتس صديقين عندما نشأوا، وشاركا في تأسيس شركة مايكروسوفت في عام 1975، ثم ترك ألين الشركة بعد ثماني سنوات، بعد تشخيص إصابته بمرض سرطان الغدد الليمفاوية «هودجكين»، وكان فاعل خير وتبرع بأكثر من ملياري دولار، حتى توفي عن عمر يناهز 65 عامًا، في عام 2018.
الشغف بالعمل
كما قال العديد من رواد الأعمال: «يجب أن تحب ما تفعله إذا كنت تأمل في النجاح»، فقد وقع بيل غيتس في حب أجهزة الكمبيوتر عندما كان طفلاً، وقضى حياته في بناء واحدة من أنجح الشركات في العالم.
وقال غيتس في عام 1998: «عليك أن تستمتع بما تفعله كل يوم، وبالنسبة لي فإن العمل مع أشخاص أذكياء للغاية، يعني القدرة على العمل على حل المشكلات، خاصة أن المنافسة والابتكار تجعل المجال الذي أعمل فيه هو المجال الأكثر إثارة على الإطلاق».
وترك بيل غيتس منصبه في شركة مايكروسوفت منذ أكثر من عقد من الزمن ويصب تركيزه الآن على عمله الخيري.
الثقة في الرؤية
من أبرز عادات بيل غيتس، هي الثقة في الرؤية والتطلع إلى تحقيق أحلامه، وربما عزز ذلك التحاقه بمدرسة ليكسايد، وهي مدرسة خاصة للنخبة في سياتل الأميركية، حيث أتاحت له الوصول إلى الكمبيوتر عندما كان في الصف السابع، وبدلاً من مجرد تعليم الطلاب كيفية استخدام أجهزة الكمبيوتر بالمعنى التقليدي، أطلقت المدرسة العنان لهم، حيث قال إن تجاربه في المدرسة منحته الرؤية والتشجيع الذي كان يحتاجه لفعل المستحيل، وحتى بعد مرور سنوات ظل واثقًا من رؤيته حول أهمية التعليم.
اقرأ أيضًا: سباق الذكاء الاصطناعي بين غوغل ومايكروسوفت يحتدم
تدشين صندوق للطوارئ
تعلم بيل غيتس في وقت مبكر أنه لكي ينجح، عليه أن يجمع صندوق طوارئ كبير لشركة مايكروسوفت، والذي من شأنه أن يبقي الشركة واقفة على قدميها إذا واجهت عقبات مالية.
وعن هذا الأمر، قال غيتس، في مقابلة عام 2018 في برنامج «The Ellen DeGeneres Show»: «كان علي دائمًا أن أكون حذرًا حتى لا نوظف عددًا كبيرًا جدًا من الأشخاص، كنت أشعر بالقلق دائمًا لأن الأشخاص الذين عملوا معي كانوا أكبر مني ولديهم أطفال، وكنت أفكر دائمًا: هل سأكون قادرًا على دفع الرواتب؟».
التعلم من الأخطاء
«الجميع يرتكب الأخطاء، لكن المفتاح هو التعلم من تلك الأخطاء».. هذه الجملة التي قالها بيل غيتس وكان يريد بها مايكروسوفت لسنوات.
وقال غيتس، في حدث لـ«Village Global» لعام 2019، إن أكبر خطأ ارتكبه هو عدم القفز إلى المنافسة مع شركة أبل Apple، بعد أن أصدرت أول هاتف أيفون iPhone في يونيو 2007، مثلما فعلت غوغل Google بجهازها الذي يعمل بنظام أندرويد Android في عام 2008.
وأوضح أن سوء الإدارة في مايكروسوفت تمثلت في أنه لم يحاول ابتكار نظام مثل أندرويد ودخول المنافسة ويدرك أنه خطأه الأكبر.