كشف تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر، عن احتمالية إعلان شركة أبل عن صفقة تاريخية مع شركة أوبن إيه آي (OpenAI) في مؤتمر «WWDC» في يونيو الجاري، بموجبه سيتم جلب أداة الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي (ChatGPT) إلى هواتف آيفون.
يقول تقرير بيزنس إنسايدر، إن هذه الصفقة أعادت إلى الأذهان الصفقة التي أبرمتها أبل مع شركة غوغل للسيطرة على الإنترنت، والتي استمر صداها لسنوات طويلة.
تعاون أبل وغوغل
عندما أطلق ستيف جوبز أول هاتف آيفون في عام 2007، كانت تلك لحظة تاريخية في تاريخ الشركة أبل حيث شارك فيها إريك شميدت، رئيس شركة غوغل آنذاك إلى جوبز على المسرح كرمز للرابطة القوية والمتنامية بين الشركتين. قبل ذلك بعامين، كانت الشركتان قد أبرمتا اتفاقًا لجعل محرك بحث غوغل هو المحرك الافتراضي في متصفح سفاري (Safari) الخاص بنظام ماك (Mac).
اقرأ أيضًا: هل تمهد أبل لجيل جديد من هواتف الذكاء الاصطناعي؟
يمكن القول إن هذه العلاقة هي التي حددت من الذي يهيمن على الإنترنت، فمع تزايد شعبية هواتف آيفون (iPhone) في جميع أنحاء العالم، تمكنت غوغل من الوصول إلى جميع المستخدمين عبر هذه الهواتف. يقال إن غوغل دفعت نحو 20 مليار دولار للحفاظ على الصفقة في عام 2022.
خطة أبل للسيطرة مرة أخرى
الآن، يتكرر الأمر مع الذكاء الاصطناعي، إذ أنه من المتوقع أن تعلن شركة أبل في يوم الاثنين القادم، عندما يبدأ الرئيس التنفيذي تيم كوك مؤتمر أبل (Apple) للمطورين العالمي (WWDC)، أن يكشف عن رؤية جديدة للذكاء الاصطناعي من خلال الإعلان عن شراكة مع أوبن إيه آي (OpenAI)، ورئيسها التنفيذي سام ألتمان.
وفقًا لتقرير مارك غورمان من بلومبرغ، فإن شركة أبل (Apple) على وشك الإعلان عن دمج تقنية صانع تشات جي بي تي (ChatGPT) في نظام تشغيل آيفون (iPhone).
بالنسبة لشركة أبل (Apple)، ستمثل الشراكة محاولة جريئة لجلب ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدية إلى أجهزتها بعد أشهر من الأسئلة من المستثمرين والمطورين وغيرهم حول خططها للوصول إلى التكنولوجيا الأكثر شهرة في وادي السيليكون.
اقرأ أيضًا: أبل تجري محادثات مع OpenAI لدمج الذكاء الاصطناعي في 16 iPhone
وعلى الرغم من أن شركة أبل عادةً ما تحافظ على سرية خططها، فقد كان هناك شعور متزايد بأن الشركة تتخلف عن الذكاء الاصطناعي، وكان المنافسون مثل غوغل وميتا يتقدمان في نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، بينما دخلت مايكروسوفت في شراكة مع أوبن إيه آي (OpenAI) في وقت مبكر من يناير 2023.
ولكن من خلال جلب مشغل الذكاء الاصطناعي الحالي مثل صانع تشات جي بي تي (ChatGPT) إليها تأمل شركة أبل (Apple)، أن تتمكن من تشكيل تجربة إنترنت جديدة لمستخدمي آيفون (iPhone) في عصر الذكاء الاصطناعي.
وفي مذكرة بحثية، كتب محللو «Wedbush»ـ بما في ذلك «Dan Ives» أن «WWDC»، يمكن أن يكون الحدث الأكثر أهمية لشركة أبل (Apple) منذ أكثر من عقد من الزمن مع تزايد الضغط لجلب مجموعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمطورين والمستهلكين.
شراكة بين أبل و«OpenAI»
بالنسبة لشركة أوبن إيه آي (OpenAI)، فإن الصفقة ستمنحها تذكرة لواحد من أقوى أنظمة التوزيع في العالم، حيث هناك أكثر من مليار جهاز آيفون (iPhone) نشط.
وسيحدد الوقت ما إذا كانت الصفقة قوية مثل اتفاقية محرك البحث أبل (Apple) مع غوغل (Google)، في حين أن أوبن إيه آي (OpenAI) تبرز كوجه لطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي بفضل ميزة المحرك المبكر المكتسبة من إصدار تشات جي بي تي (ChatGPT)؛ إلا أنه كان أيضًا غارقًا في الجدل.
اقرأ أيضُا: شركات التكنولوجيا تنفق المليارات.. من يتصدر سباق الذكاء الاصطناعي؟
وتم انتقاد أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة بعد رصد معلومات مضللة يبثها، مما يجعل موثوقيته موضع شك، بينما كانت الشركة نفسها أيضًا موضع جدل حيث تعرض رئيسها التنفيذي، سام ألتمان، لانتقادات من الموظفين الحاليين والسابقين بسبب تعهدات السلامة.
وحتى الآن لم تؤكد أي من الشركتين الصفقة رسميًا بعد، حيث تم الكشف سابقًا عن أن شركة أبل (Apple) كانت تجري مناقشات مع غوغل (Google) بشأن شراكة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن يبدو أن أوبن إيه آي (OpenAI) قد حازت على تأييدها.
وهناك شيء واحد مؤكد، وهو أن شركة أبل على وشك أن تعرض للعالم خططها للسيطرة على الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي، خلال المؤتمر المقبل.