منحت المملكة المتحدة الضوء الأخضر لإتمام صفقة أكتيفجين بليزارد (Activision Blizzard) والتي بموجبها يستحوذ عملاق البرمجيات العالمي مايكروسوفت على عملاق ألعاب الفيديو الأكثر شعبية في العالم، أكتيفجين بليزارد، مقابل 69 مليار دولار.
وإذا ما تم استكمال هذه الصفقة، سوف ينظر إليها على أنها أكبر عملية استحواذ في تاريخ صناعة الألعاب، وستؤدي إلى إنشاء شركة ألعاب عملاقة تتمتع بمركز قوة في بعض الأنواع والمنصات الأكثر ربحًا. ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لمحبي ألعاب الفيديو ومستقبل الألعاب؟
صفقة أكتيفجين بليزارد.. لماذا سعت مايكروسوفت لشراء الشركة؟
تعد مايكروسوفت واحدة من أكبر اللاعبين في صناعة ألعاب الفيديو، من خلال وحدة تحكم إكس بوكس (Xbox) وخدمة غايم باس (Game Pass) المدفوعة، ومجموعة من الاستوديوهات والامتيازات مثل هالو (Halo) وماين كرافت (Minecraft) وبيثيسدا (Bethesda). ومع ذلك، ظلت مايكروسوفت متخلفة عن منافسيها، مثل سوني ونينتندو من حيث الحصة السوقية والعناوين الحصرية.
وفقًا لشركة بيانات السوق «ستاتيستا» استحوذ جهاز بلاي ستيشن 4 من شركة سوني على حصة 57% من سوق وحدات التحكم العالمية في عام 2020، يليه جهاز نيتندو سويتش (Nintendo Switch) بنسبة 25%، وجهاز إكس بوك (Xbox One) من مايكروسوفت بنسبة 18%. علاوة على ذلك، كانت شركتا سوني ونينتندو تنتجان ألعاباً أكثر نجاحاً تجارياً، ونالت استحسان النقاد من ألعاب مايكروسوفت، مثل «إله الحرب»، و«سبايدر مان»، و«ذا لاست أوف أس»، و«ماريو»، و«زيلدا»، و«أنيمال كروسينج».
اقرأ أيضًا.. مايكروسوفت تقرب صفقة أكتيفجين بليزارد بشراكة مع إنفيديا
من خلال صفقة أكتيفجين بليزارد، تهدف مايكروسوفت إلى تعزيز قدرتها التنافسية وتوسيع نطاق انتشارها في سوق الألعاب. تعد أكتيفجين بليزارد واحدة من أكبر شركات الألعاب وأكثرها ربحية في العالم، حيث بلغت إيراداتها 8.1 مليار دولار في عام 2020. وتمتلك بعض الامتيازات الأكثر شهرة في الألعاب، مثل «كول أوف دوتي»، و«وورلد وار كرافت»، و«ديابلو»، و«ستار كرافت»، و«كاندي كراش»، وأكثر من ذلك.
تحظى هذه الألعاب بملايين المعجبين، وتدر إيرادات سنوية بمليارات الدولارات من المبيعات والاشتراكات والمعاملات الدقيقة والرياضات الإلكترونية. من خلال صفقة أكتيفجين بليزارد، ستتمكن مايكروسوفت من الوصول إلى هذه الألعاب ودمجها في نظام إكس بوكس الخاص بها. سيؤدي ذلك إلى زيادة حصتها في السوق، وجذب المزيد من العملاء إلى خدمة غايم باس الخاصة بها، وإضافة المزيد من الألعاب الحصرية على جهاز إكس بوكس.
من جهة أخرى، ترى مايكروسوفت أيضًا أن أكتيفجين بليزارد شريك استراتيجي في رؤيتها لمستقبل الألعاب، إذ تعتقد مايكروسوفت أن الألعاب تتطور من نموذج يتمحور حول الأجهزة إلى نموذج يتمحور حول السحابة، حيث يمكن للاعبين الوصول إلى الألعاب من أي جهاز وفي أي مكان من خلال خدمات البث.
وتستثمر مايكروسوفت بكثافة في منصة الألعاب السحابية Azure، ومن خلال صفقة أكتيفجين بليزارد، ستستفيد مايكروسوفت من خبرتها في الألعاب عبر الإنترنت والرياضات الإلكترونية لتعزيز عروض الألعاب السحابية والوصول إلى المزيد من اللاعبين حول العالم.
صفقة أكتيفجين بليزارد..ماذا يستفيد اللاعبون؟
بحسب تقرير لـ«ميديوم»، يمكن أن يكون لاستحواذ مايكروسوفت على أكتيفجين بليزارد فوائد عديدة للاعبين. بعض هذه الفوائد هي:
المزيد من الألعاب على غايم باس:
غايم باس هي خدمة مدفوعة من مايكروسوفت تسمح للاعبين بالوصول إلى مئات الألعاب مقابل رسوم شهرية، وتمثل هذه الخدمة إحدى أهم مصادر الإيرادات بالنسبة لمايكروسوفت على صعيد ألعاب الفيديو، ومن خلال صفقة أكتيفجين بليزارد، ستضيف مايكروسوفت المزيد من الألعاب إلى مكتبة غايم باس الخاصة بها، بما في ذلك بعض أكبر الألعاب مثل: «كول أوف دوتي»، و«وورلد وار كرافت»، و«ديابلو»، و«ستار كرافت»، و«كاندي كراش»، وأكثر من ذلك. وهو ما من شأنه أن يجعل غايم باس أكثر جاذبية وقيمة للاعبين الذين يرغبون في لعب مجموعة متنوعة من الألعاب دون شرائها بشكل فردي.
المزيد من اللعب المشترك:
تدعم صفقة أكتيفجين بليزارد اللعب المشترك، واللعب المشترك هو قدرة اللاعبين على اللعب معًا عبر أجهزة ومنصات مختلفة، إذ أصبحت هذه الميزات أكثر أهمية وشعبية بين اللاعبين الذين يرغبون في الاستمتاع بألعابهم على أجهزة متعددة دون فقدان بياناتهم أو أصدقائهم.
اقرأ أيضًا.. مَنْ أكتيفيجن بليزارد؟ وماذا يعني استحواذ مايكروسوفت عليها بـ69 مليار دولار؟
ومن خلال صفقة أكتيفجين بليزارد ستقوم مايكروسوفت بتمكين اللاعبين من اللعب المشترك والتقدم المشترك لألعابها، خاصة الألعاب عبر الإنترنت والألعاب متعددة اللاعبين مثل «كول أوف دوتي»، و«وورلد وار كرافت»، و«ديابلو»، و«ستار كرافت»، كما أنه من شأنه أن يجعل اللعب أكثر ملاءمة وسلاسة للاعبين الذين يرغبون في التبديل بين ألعاب «إكس بوكس» والكمبيوتر الشخصي والهاتف المحمول والألعاب السحابية.
بقاء كول أوف دوتي لدى بلاي ستيشن:
من جهة أخرى، أفادت «بي بي سي نيوز»، أن لعبة «كول أوف دوتي» الموجودة على بلاي ستيشن ستظل كما هي، قبل أن يصبح من الممكن أن تكون اللعبة حصرية على إكس بوكس، وذلك لأن شركة يوبي سوفت قد وقعت صفقة تمنحها حقوق الألعاب السحابية لكل لعبة من ألعاب أكتيفيجن بليزارد، في الماضي والمستقبل، لمدة 15 عامًا أي حتى 2038.
صفقة أكتيفجين بليزارد.. رد فعل عنيف من اللاعبين
على الجانب الآخر، توقع تقرير ميديوم رد فعل عنيف من اللاعبين قد يواجه الصفقة خاصة هؤلاء المخلصين لألعاب أو منصات أكتيفجن بليزارد، حيث قد يكون بعض اللاعبين غير راضين أو متشككين بشأن استحواذ مايكروسوفت على أكتيفجين بليزارد وكيف سيؤثر ذلك على تجربة الألعاب الخاصة بهم.
اقرأ أيضًا.. الألعاب الإلكترونية في السعودية.. استثمار بمليون دولار في الذكاء الاصطناعي
وأشار التقرير إلى أنه قد يفضل بعض اللاعبين لعب ألعاب أكتيفجين بليزارد على منصات أخرى مثل بلاي ستيشن أو نيتندو بدلاً من إكس بوكس أو الكمبيوتر الشخصي. قد يشعر بعض اللاعبين أيضًا بالقلق بشأن تأثير مايكروسوفت المحتمل أو تدخلها في القرارات الإبداعية أو الاتجاه الفني لأكتيفجين بليزارد، وقد يشعر بعض اللاعبين أيضًا بالقلق من ممارسات مايكروسوفت التجارية أو دوافعها مثل زيادة الأسعار أو تقديم المعاملات الدقيقة أو إزالة الميزات. يمكن أن تؤدي الصفقة إلى تنفير بعض اللاعبين الذين قد يتحولون إلى ألعاب أو شركات أخرى.
في تصريحات نقلتها بي بي سي نيوز عن لاعبين معروفين، أيضًا اعتبر البعض منهم أن صفقة أكتيفجين بليزارد سوف تعمل على توسيع سوق الألعاب، معتبرين أن مايكروسوفت تمتلك المزيد من الأموال لتمويل الألعاب، فيما اعتبر البعض الآخر أن الأهم لديهم القدرة على ممارسة ألعاب الفيديو دون أي عوائق.
https://www.youtube.com/watch?v=pw67qlgnNpc&t=2s