أصبحت المنافسة على المواهب في صناعة الرقائق الإلكترونية خاصة تلك المسؤولة عن تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي شرسة على نحو متزايد. ففي الوقت الذي تتسيد فيه شركة إنفيديا المشهد، تسعى شركات أخرى إلى سحب البساط من تحت أقدامها، وخاصة شركة سامسونغ.
وباتت المنافسة على أشدها بعد الطلب الكبير من قبل عمالقة التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت وغوغل وأمازون على الرقائق، وتحقيق إنفيديا إنجازًا كبيرًا بعدما أصبحت الشركة الأكبر من حيث القيمة السوقية في العالم، حيث تجاوزت القيمة السوقية لشركة مايكروسوفت، البالغة 3.31 تريليون دولار، لتصبح إنفيديا عند مستوى 3.33 تريليون دولار.
موظفون يتنقلون بين الشركات
في تقرير نشره موقع صحيفة «chosun» الكورية الجنوبية، كشف النقاب عن انضمام 515 موظفًا من إنفيديا إلى سامسونغ، اعتبارًا من الشهر الجاري، ليتضاعف بذلك عدد موظفي إنفيديا المنضمين إلى سامسونغ بعد أن كان العدد 278 موظفًا، بحسب بياناتهم في لينكد إن.
في الوقت نفسه، كشفت الصحيفة عن انتقال 1.7% من موظفي أشباه الموصلات في سامسونغ إلى إنفيديا على مدار السنوات السابقة، وفقًا للصحيفة في الوقت الذي يمثل فيه عدد موظفي القسم بسامسونغ مرتين ونصف ضعف أعداد موظفي القسم ذاته في إنفيديا، حيث يعمل في الأول 47 ألف موظف، مقابل 30 ألف موظف لدى الثاني.
ومع ذلك، فإن سامسونغ أفضل من إنفيديا في جذب المواهب من اللاعبين الرئيسيين الآخرين، فعلى سبيل المثال انضم 848 موظفًا كانوا في شركة إنتل إلى سامسونغ وبالمثل، توظف شركة ميكرون 205 موظفين سابقين في سامسونغ، بينما انضم 307 موظفين في ميكرون إلى سامسونغ.
ويستمر هذا الاتجاه مع شركة «TSMC» التايوانية، التي تضم 24 موظفًا سابقًا في شركة سامسونغ، في حين انتقل 195 موظفًا في شركة «TSMC» إلى شركة سامسونغ.
وتُظهر بيانات لينكد إن، أن 38 موظفًا من إنفيديا كانوا يعملون سابقًا في SK Hynix، ولم يتحرك أي منهم في الاتجاه المعاكس.
بينما انتقل 111 موظفًا من «SK Hynix» إلى ميكرون، مقارنة بثمانية فقط انتقلوا من ميكرون إلى SK Hynix. بالإضافة إلى ذلك، كان 11 موظفًا من «TSMC» يعملون سابقًا في SK Hynix، بينما انضم ثلاثة موظفين فقط من TSMC إلى SK Hynix.
اقرأ أيضًا.. جنسن هوانغ يعلن ثورة صناعية جديدة على الأعتاب بقيادة إنفيديا
سامسونغ تبدأ تصنيع رقائق إنفيديا
ومن ماراثون جذب الموظفين، إلى ماراثون تصنيع الرقائق، حيث اتخذت إدارة شركة سامسونغ، قرارًا هامًا بالاستثمار في وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، وهي وحدات المعالجة التي تتميز إنفيديا بصناعتها.
واشتهرت وحدات معالجة الرسومات (GPU) من إنفيديا في السابق بتشغيل ألعاب الفيديو، وقد ساعد ذلك إنفيديا على اعتلاء عرش الشركات الأكبر من حيث القيمة السوقية عالميًا متفوقة على أبل ومايكروسوفت بقيمة 3.33 تريليون دولار، عند إغلاق السوق يوم الثلاثاء 18 يونيه الجاري.
ويرجع ذلك إلى قدرة وحدة معالجة الرسومات على معالجة العديد من الوظائف في وقت واحد، مما يجعل هذه الشريحة مثالية لتشغيل وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لتقرير بيزنس كوريا، فقد وافق مجلس الإدارة في سامسونغ على مقترح الاستثمار في وحدات GPU في مارس الماضي، من خلال لجنة تضم كبار المسؤولين التنفيذيين مثل هان جونغ هي، رئيس قسم تجربة الأجهزة (DX)، بالإضافة إلى رؤساء أقسام الهاتف المحمول (MX) وأعمال الذاكرة.
وهذه هي المرة الأولى منذ الإعلان عن بنود جدول الأعمال في عام 2012 التي تقرر فيها سامسونغ الاستثمار في وحدات معالجة الرسومات، مما أثار تكهنات بأن الشركة تهدف إلى تعزيز قدرتها التنافسية في قطاع وحدات معالجة الرسومات، خاصة في ظل هيمنة إنفيديا على هذه الوحدات.
وتفسر مصادر في صناعة الرقائق، لموقع «trendforce» هذا الاستثمار على أنه استراتيجية داخلية لشركة سامسونغ للاستفادة من وحدات معالجة الرسومات لابتكار عمليات أشباه الموصلات، بدلاً من تطوير أو تصنيع وحدات معالجة الرسومات.
وتم الانتهاء من مركز الحوسبة عالية الأداء (HPC) الذي أنشأته سامسونغ حديثًا في مدينة هواسونغ الكورية في أبريل 2024، ويضم هذا المركز مجموعة واسعة من الخوادم ومعدات الشبكات اللازمة لتصميم أشباه الموصلات، مما يشير إلى استثمار كبير في وحدات معالجة
اقرأ أيضًا: الشركة الأكثر قيمة في العالم.. سر تفوق إنفيديا على مايكروسوفت وأبل
جنسن هوانغ يراهن على فشل سامسونغ
في الوقت الذي تسعى فيه شركة سامسونغ لمنافسة إنفيديا في مجال الرقائق الذكية، يراهن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، على فشل سامسونغ. يأتي هذا التحدي بعد فشل سامسونغ في وحدات معالجة الرسوميات السابقة التي أطلقتها وحملت اسم HBM وعلى الرغم من أن سامسونغ لم تفشل في أي اختبارات تأهيل، إلا أن منتج HBM الخاص بها يتطلب عملًا هندسيًا إضافيًا.
وعندما سئل عن تقرير رويترز السابق حول مشاكل ارتفاع درجة الحرارة واستهلاك الطاقة مع وحدات HBM من سامسونغ، أجاب هوانغ ببساطة: “لا توجد قصة هنا”. فهل ستتمكن سامسونغ من تحقيق التفوق على إنفيديا؟
اقرأ أيضًا.. «مهمة شاقة».. رئيس شركة إنفيديا يشارك تجربة تأسيس عملاق الرقائق الإلكترونية