الجشع، والتفاخر، والخوف، 3 صفات قال عنها ديف رمزي، أحد أشهر الخبراء الماليين الأميركيين، بأنها تقف وراء العادات المالية السامة التي يجب على كل شخص تجنبها، لأنها على العكس مما يعتقد الأشخاص لن تؤدي إلى النجاح المالي.
وديف رمزي هو واحد من أشهر الخبراء الماليين في الولايات المتحدة، وهو مقدم البرنامج الإذاعي الشهير «The Ramsey Show» الذي يتناول موضوعات متعلقة بالمال والديون والادخار والاستثمار. كما أنه كاتب مبدع، حيث ألف عدة كتب ناجحة عن الثروة والرفاهية، مثل «The Total Money Makeover» الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز،، الذي كان من أكثر الكتب مبيعاً في صحيفة نيويورك تايمز. وليس هذا فحسب، بل أيضاً كان مقدماً لبرنامج تلفزيوني على قناة فوكس بيزنس لمدة ثلاث سنوات، من عام 2007 إلى عام 2010، فماذا يقول عن العادات المالية السامة؟ بحسب ما رصد موقع «بانكينغ رايت».
اقرأ أيضًا: جولة في عقول أصحاب الملايين.. كيف يفكرون؟
الجشع: عدو النجاح المالي
واحدة من العادات المالية السامة التي يحذر منها ديف رمزي هي الجشع، أو ما يسميه بـ“العبودية للمال“. وهو يقول إن الجشع هو أن تضع المال فوق كل شيء آخر، وتتجاهل القيم والعلاقات والصحة. وهذا خطأ شائع يرتكبه الكثير من الناس، الذين لا يفرقون بين الاهتمام بالمال والتحسين المستمر لحالتهم المالية، وبين أن يصبحوا عبيداً للمال ويخضعون له.
وينصح رمزي بأن يكون الشخص متحمساً ومتفانياً في تنظيم شؤونه المالية، خصوصاً إذا كان مثقلاً بالديون أو لا يملك احتياطياً طارئاً أو خطة استثمارية. لكن هذا لا يعني أن يجعل المال هو هدفه الأسمى في الحياة، لأن هذا سيؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة ومضرة في جوانب أخرى من حياته.
التفاخر: علامة الضعف المالي
أخرى من العادات المالية السامة التي ينتقدها ديف رمزي هي التفاخر، أو ما يسميه بـ“الفخر المالي“. وهو يقول إن التفاخر هو أن تنفق أموالك على أشياء ليس لها قيمة حقيقية بالنسبة لك، بل فقط لتبهر الآخرين بها. مثل أن تشتري سيارة فاخرة أو ملابس باهظة الثمن أو هاتف ذكي جديد، فقط لتظهر بها أمام الناس، وليس لأنك تحتاجها أو تستمتع بها.
وينصح رمزي بأن يكون الشخص واقعياً ومنطقياً في إنفاقه، وأن يشتري ما يحتاجه وما يسعده، وليس ما يجعله يبدو أغنى أو أفضل من الآخرين. لأن هذا سيؤدي إلى إهدار المال والوقت والطاقة على أشياء لا تستحق.
اقرأ أيضًا.. نصائح بناء الثروة من مفلس أصبح يمتلك 200 مليون دولار.. ماذا قال؟
الخوف: جذر الفشل المالي
أسوأ من العادات المالية السامة التي يحذر منها ديف رمزي هي الخوف، أو ما يسميه بـ“اليأس المالي“. وهو يقول إن الخوف هو أن تفقد الأمل والثقة في قدرتك على تحسين حالتك المالية، وأن تستسلم للظروف الصعبة والمشاكل المالية. وهذا سيؤدي إلى الغباء والإفلاس، كما يقول رمزي.
وينصح رمزي بأن يكون الشخص متفائلاً ومصمماً على تغيير وضعه المالي، وأن يبحث عن الحلول والفرص والنصائح المالية، وأن يتعلم من أخطائه وتجاربه. لأن هذا سيؤدي إلى الذكاء والنجاح، كما يقول رمزي.
أمثلة شائعة للعادات المالية السامة
في سوق الأوراق المالية، يقع الناس في عادات مالية ضارة دون أن يدركوا ذلك، كما يوضح الخبير المالي ديف رمزي ببعض الأمثلة الشائعة. عندما تنخفض الأسهم بشدة، يتسرع الكثيرون في التخلص من أسهمهم خوفًا من الخسارة.
لكنهم يضيعون بعد ذلك فرصة الانتعاش اللاحق، ولا يعودون للشراء إلا عندما تصل الأسهم إلى قمتها. وهكذا، يجعلهم الخوف يخسرون الكثير من الأرباح ويغلقون أمامهم الباب. هذه النوعية من القرارات المالية التي تستند إلى المشاعر تكون مدمرة جدًا.
اقرأ أيضًا.. 5 معتقدات مالية خاطئة تمنع رواد الأعمال من بناء ثروة
وفيما يخص الفخر، فهو غالبًا ما يظهر في الأشياء الفاخرة مثل السيارات والمنازل. وكثير من الناس ينفقون أموالهم بشكل مفرط عند شراء هذه الأشياء، وهو مجرد قرار مالي سيئ.
وينصح رمزي الأشخاص الذين يسعون إلى تحقيق أهدافهم المالية، بأن ينظروا إلى السيارة على أنها وسيلة للتنقل، وليس شيئًا للفخر به. ويؤكد على أنه يجب عليك شراء منزل تستطيع تحمل تكلفته بالفعل.
وإذا كنت ترغب في بناء ثروة طويلة الأمد، فقد تحتاج إلى تغيير طريقة تفكيرك. بدلاً من أن تجعل الأشياء المادية الباهرة هدفًا بحد ذاته، اجعل مدخراتك واستثماراتك كأوزة ذهبية، تمنحك دخلًا في المستقبل.
كيف تبني عقلية سليمة بعيدة عن العادات المالية السامة؟
بحسب ديف رمزي، فإن تجاوز هذه العادات المالية الضارة يمكن أن يساعدك على تطوير عقلية مالية صحية، تمكنك من تحقيق أهدافك في النهاية.
ويقول إن الخطوة الأولى نحو العقلية المالية الصحية هي تفادي معظم السلع إلا إذا كانت ضرورية جدًا حتى تصل إلى مستوى من الحرية المالية. ولكن حتى إذا لم تكن ملتزمًا بشكل كافٍ لبذل هذا النوع من الجهد، فهناك خيارات يمكنك اتخاذها في حياتك اليومية لإيجاد التوازن.
اقرأ أيضًا.. 4 مهارات أساسية ينبغي توافرها في رواد الأعمال.. ما هي؟
مثلاً، إذا كنت تريد شراء قطعة مجوهرات، فليس عليك أن تشتري سوارًا من الذهب والماس بقيمة 40 ألف دولار وتضعه على بطاقتك الائتمانية. بدلاً من ذلك، فكر في خيار أرخص التكلفة، وبهذه الطريقة يمكنك أن تمنح نفسك بعض المتعة دون أن تخرب خطتك المالية أو تصبح ضحية لـ «الغرور المالي»، أو إذا كنت تعتقد أن السلعة الرخيصة لن تسعدك، فمن الأفضل ألا تشتري أي شيء على الإطلاق، وألا تستمر في إنفاق المال. وبالنسبة للاستثمارات، فعليك أن تلتزم دائمًا بخطتك طويلة الأجل وما تسعى إلى تحقيقه حتى تتجنب الخوف الذي يعطلك والذي قد يحرمك من الفرص. ومن ناحية الجشع، فعليك أن تحذر من الوقوع في فخ الخطط السريعة للثراء، وبدلاً من ذلك، قم بوضع خطة مالية ناجحة تشمل استثمارات مستمرة وطويلة الأمد وكن صبورًا مع نتائجك.