تتزايد الشكوك العالمية حول ما إذا كانت سوف تعمل الولايات المتحدة الأميركية، على حظر التطبيق الصيني تيك توك (TikTok)، حيث وجه شو زي تشيو (Shou Zi Chew)، الرئيس التنفيذي للشركة الصينية الأم للتطبيق بايت دانس (ByteDance)، نداءً للتضامن معه في حظر التطبيق.
وأثار مشروع قانون المساعدات الخارجية الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، ووقعه الرئيس جو بايدن يوم الأربعاء الماضي، قلق ملايين الأميركيين الذين يستخدمون تيك توك (TikTok) بشأن الحظر المحتمل، حيث يشمل القانون على إجبار الشركة على بيع التطبيق إلى شركة غير صينية في غضون عام تقريبًا أو مواجهة حظر على التطبيق، الذي يستخدمه 170 مليون أميركي.
شو زي تشيو يطالب بالتضامن مع حظر تيك توك
أصدر شو زي تشيو (Shou Zi Chew)، الرئيس التنفيذي لشركة بايت دانس (ByteDance)، وهو نفسه الرئيس التنفيذي لتطبيق تيك توك (TikTok)، صرخة حاشدة للمستخدمين، مفادها أن الشركة تخطط لمحاربة الحظر الأميركي المحتمل.
ويخشى المؤثرون على تيك توك (TikTok)، أن يتم تدمير حياتهم المهنية وحذف أعمالهم إلى الأبد مع اقتراب الحظر الأميركي
وهذا ما استغله شو زي تشيو، الذي نشر مقطع فيديو عبر حسابه الرسمي على تطبيق تيك توك (TikTok)، وقال فيه: «لا تخطئوا، هذا حظر، حظر على تيك توك TikTok وحظر عليك وعلى صوتك»، مطالبًا بالتضامن مع مطالبات عدم حظر التطبيق.
اقرأ أيضًا: حظر تيك توك: هل يختفي التطبيق قريبًا؟
وحصد المقطع ملايين المشاهدة، حيث أظهرت التعليقات تضامنًا مع حديثه، بينما أكد العديد من المستخدمين أنهم ليسوا مستعدين لتوديع تيك توك (TikTok) في أي وقت قريب، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
وأعرب الكثيرون عن دعمهم لـ شو زي تشيو، الذي تشير دعوته إلى العمل إلى تزايد الضغط لمنع حظر التطبيق في الولايات المتحدة، فيما أرجع آخرون الفضل إلى المنصة في مساعدة المستخدمين في العثور على صوتهم وسبل عيشهم، وتوفير إحساس بالانتماء للمجتمع لا يتوفر في أي تطبيق تواصل اجتماعي آخر.
وعلى الرغم من أن حظر تيك توك لن يحدث في المستقبل القريب، حيث أمام الشركة الأم بايت دانس (Bytedance)، تسعة أشهر إلى سنة للعثور على مشتري لـ تيك توك (TikTok)، من وقت البدء بتنفيذ القانون؛ إلا أن حديث شو زي تشيو، آثار تسأولات الكثيرين عنه ودوره في قيادة أحد أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي استخدامًا في العالم.
من هو شو زي تشيو الرئيس التنفيذي لتيك توك؟
شو زي تشيو (Shou Zi Chew)، من مواليد 1 يناير 1983، وهو رجل أعمال سنغافوري يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، حيث كان والده يعمل في البناء بينما كانت والدته تعمل كمحاسبة، والتحق بمدرسة النخبة ذات التراث الصيني، ويتحدث اللغتين الإنجليزية والماندرين بطلاقة، وبعد تخرجه ذهب للخدمة الوطنية حيث كان ضابطًا مفوضًا في القوات المسلحة السنغافورية.
وبعد خدمته العسكرية، ذهب شو زي تشيو، للدراسة في جامعة كوليدج لندن في إنجلترا، وتخرج من الكلية عام 2006 بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد، وفي عام 2010، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال، وأثناء وجوده هناك أكمل تدريبًا صيفيًا في فيسبوك قبل الاكتتاب العام الأولي.
اقرأ أيضًا.. تشانغ يي مين مؤسس تيك توك الذي أصبح أحد أثرياء العالم.. من هو؟
عمل تشيو، في العديد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى، أبرزها في بنك غولدمان ساكس في لندن لمدة عامين كمصرفي، قبل أن ينضم إلى شركة رأس المال الاستثماري يوري ميلنر «DST Global»، حيث قاد الاستثمار للشركة في العديد من الشركات، مثل «Alibaba» و«Xiaomi»، وفقًا لشبكة بي بي سي.
في عام 2013، انضم إلى فريق المستثمرين الأوائل في شركة بايت دانس (ByteDance)، عل الرغم من عدم تفرغه إلى الشركة بشكل كامل، حيث كان مازال يعمل في شركة الاستثمار «DST»، والذي قضى فيها 5 سنوات.
وبعد ذلك، لعب دورًا مهمًا في شركة «Xiaomi» الصينية العملاقة للهواتف الذكية، حيث كان يشغل منصب المدير المالي ورئيس الأعمال الدولية، وقام برعاية الشركة من خلال إدراجها العام في عام 2018.
وفي مارس 2021، قرر التفرغ إلى شركة بايت دانس (ByteDance)، الذي هو أحد المستثمرين فيها، بعد نجاحها من خلال تطبيق تيك توك، ليصبح أول شخص يشغل منصب المدير المالي في عملاق الإعلام.
وبعد شهرين فقط من عمله، تولى منصب الرئيس التنفيذي لتطبيق تيك توك (TikTok)؛ بل تم تعيينه رئيسًا تنفيذيًا للشركة الأم بايت دانس (ByteDance)، في أعقاب الاستقالة المفاجئة لمؤسس الشركة والتطبيق الملياردير الصيني تشانغ يي مين، بعد محاولات من إدارة ترامب لإجبار الشركة على بيع أصول تيك توك (TikTok) الأميركية.
رئيس تيك توك يمنع أطفاله من استخدام التطبيق
يواجه شو زي تشيو (Shou Zi Chew)، الآن أحد أكبر التحديات في حياته المهنية مع تيك توك (TikTok)، حيث يدعو المشرعون الأميركيون الشركة إلى بيعها لآخرين وتجريد ملكية أصولها الأميركية أو مواجهة الحظر.
وظهرت الكثير من الأخبار حول قدرته على قيادة الشركة، حيث نقلت صحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر الماضي، نقلاً عن مديرين تنفيذيين سابقين في تيك توك (TikTok)، أن قدرة تشيو على اتخاذ القرارات محدودة، وأن الملياردير الصيني تشانغ يي مين، مؤسس الشركة، هو من يتولى زمام الأمور ويتخذ القرارات الصعبة.
لكن الأغرب في حياة شو زي تشيو، أنه في الوقت الذي كان يقف فيه أمام الكونغرس الأميركي، يدافع عن عدم حظر تيك توك (TikTok)، في الولايات المتحدة وسط مخاوف تتعلق بالأمن القومي، كان يتخذ موقفًا مختلفًا في منزله، فهو لا يسمح لأطفاله لاستخدام تيك توك.
اقرأ أيضًا.. الأفضل في الأرباح.. كيف تفوق إنستغرام على تيك توك؟
والتقى تشيو بزوجته التايوانية الأميركية فيفيان كاو، أثناء حضورهما جامعة هارفارد، وتزوج الزوجان في وقت لاحق ولديهما الآن طفلان.
وذكرت صحيفة الغارديان أن تشيو لا يسمح لأطفاله باستخدام تيك توك (TikTok)، بزعم أنهم صغار جدًا بالنسبة لتطبيق الوسائط الاجتماعية.
وعندما سألته عضوة الكونجرس نانيت باراجان حول سبب عدم السماح لطفله البالغ من العمر ثماني سنوات باستخدام تيك توك (TikTok)، أجاب تشيو: «لقد رأيت هذه المقالات الإخبارية، اسمحوا لي أن أتناول ذلك. أطفالي يعيشون في سنغافورة وفي سنغافورة، ليس لدينا خبرة أقل من 13 عامًا، إذا كانوا يعيشون هنا في الولايات المتحدة، فسأسمح لهم باستخدام تجربة أقل من 13 عامًا»، بحسب ما نقله موقع نيوز ويك.
وعلى مدار سنوات كان تشيو، يقدم شهادته ويجيب على أسئلة الكونغرس، بشأن أصوله الصينية، حيث أعرب المشرعون عن مخاوفهم من أن التطبيق يمثل تهديدًا للأمن القومي، زاعمين أنه من المحتمل أن يزود الحزب الشيوعي الصيني ببيانات عن ملايين الأمريكيين، بما في ذلك أماكن وجودهم، ويزيد من وصولهم إلى المعلومات المضللة.
وفي شهادته المكتوبة، قال تشيو، إن تيك توك (TikTok) لن تقدم أبدًا بيانات إلى الحزب الشيوعي الصيني إذا طلب منها ذلك، مشيرًا إلى حياته العائلية كسبب لأهمية حماية البيانات، خاصة بالنسبة للأطفال.