تختبر شركة Xpanceo الناشئة في دبي عدسات لاصقة ذكية، تقول إنها عبارة عن كمبيوتر ذكي مصغر، يحاكي التكنولوجيا التي ظهرت في سلسلة أفلام الرجل الحديدي.
ومن المتوقع أن يدخل النموذج الأولي النهائي مرحلة الاختبار بحلول عام 2026، ويعتمد تاريخ إطلاقه في السوق وعدد الوحدات التي سيتم إطلاقها على نتائج تلك الاختبارات، بالتزامن مع إجراء محادثات مع العديد من الشركات الكبرى.
وقال رومان أكسلرود، الشريك المؤسس وأحد المستثمرين الأوائل في الشركة، تقوم الفكرة على “تصغير جهاز كمبيوتر وجعله، حرفيًا، على مرأى من المستخدمين، في شكل كمبيوتر ذكي. عدسات لاصقة”.
وأضاف: “عندما أدركت أن الكمبيوتر المستقبلي سيكون عبارة عن عدسات لاصقة ذكية، أدركت أنني بحاجة إلى خبراء، لذا تواصلت مع خبير الضوئيات النانوية فالنتين فولكوف”.
وتابع: “بدأنا العمل على صنع نموذج أولي للفكرة والبحث عن مستثمرين”.
اقرأ أيضًا.. ماستركارد تطلق تحدي الذكاء الاصطناعي في الإمارات
مميزات العدسات اللاصقة الذكية
تقدم العدسات اللاصقة الذكية عرضًا موسعًا “لا نهائيًا” للواقع، حيث ستعرض العدسات معلومات مثل المستندات والاجتماعات ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب في مجال رؤية المستخدم، مرئية فقط لمرتديها.
كما تتميز العدسات برؤية ليلية بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. في الوقت نفسه تتيح التكنولوجيا للمستخدمين التحكم بالعدسات باستخدام الصوت والإيماءات والنظرات، مع إمكانية التحكم بالعقل في المستقبل.
من جهة أخرى، حققت شركة Xpanceo، التي تساهم أيضًا في أبحاث السرطان، “تقدمًا كبيرًا” في تطوير العدسات، حيث تركز الشركة على تحسين المكونات الرئيسية لنماذجها الأولية الثلاثة.
الجدول الزمني لإطلاق العدسات اللاصقة الذكية
لا تتعجل الشركة في إطلاق العدسات، حيث تُعتبر أجهزة طبية، ينبغي أن تخضع لإكمال الاختبارات ما قبل السريرية هو الأولوية قبل بدء التجارب البشرية في نهاية المطاف.
وعلى صعيد التكلفة ستبلغ تكلفة الاشتراك السنوي 900 دولار، تشمل الاشتراك 50 دولارًا شهريًا لاستبدال العدسات، و300 دولار سنويًا لخدمة الاشتراك التي تتضمن جهازًا مصاحبًا لشحن العدسات وتخزينها طوال الليل.
اقرأ أيضًا.. شركة «G42».. الإمارات تنافس الكبار في الذكاء الاصطناعي
شراكات مع غوغل وأبل
لا يستبعد أكسلرود في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” إقامة شراكات مع شركات مثل أبل وغوغل. ويقول إن شركة Xpanceo أجرت محادثات مع ممثلين عن تلك الشركات، لكنها لا تستطيع الكشف عن أي تفاصيل بعد.
وقال: “فيما يتعلق بالشراكات مع عمالقة الذكاء الاصطناعي، فإننا نستكشف فرص التعاون والاستفادة من خبراتهم لتعزيز منتجنا بشكل أكبر”.
إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، تأمل Xpanceo في جذب قاعدة مستخدمين مبكرة تبلغ 15000 بحلول عام 2026، مما يؤدي إلى أهداف أسمى: 500000 بحلول عام 2028، ومليون بحلول عام 2029، و10 ملايين بحلول عام 2032.
يؤكد أكسلرود على التقدم المحرز: “نحن حاليًا في هذه العملية ونأمل في إحراز تقدم كبير بحلول نهاية عام 2024. وفي غضون ذلك، قمنا بتطوير نظام لاختبار العدسات اللاصقة الذكية دون اختبار الإنسان أو الحيوان”.
ومن المتوقع أن يصل سوق العدسات اللاصقة الذكية العالمي إلى 682.67 مليون دولار بحلول عام 2031، من 264.18 مليون دولار في عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.60 في المائة، وفقًا لشركة Data Bridge Market Research.
العدسات اللاصقة الذكية ليست جديدة
والعدسات اللاصقة الذكية ليست مفهومًا جديدًا، لكن نمو السوق كان بطيئًا. الشركة الأبرز التي عملت على العدسات اللاصقة الذكية كانت شركة غوغل في عام 2014.
وصممت الشركة المملوكة لشركة Alphabet عدسة لمراقبة مستويات السكر في الدم، لكن تم إلغاؤها في عام 2018 بسبب تحديات مختلفة، أبرزها ما يتعلق بالدقة.
وقد قدمت شركة سامسونغ للإلكترونيات الكورية الجنوبية وشركة سوني اليابانية براءات اختراع لهذه التكنولوجيا، على الرغم من عدم صدور أي شيء ملحوظ عنها حتى الآن. كما انسحبت شركة Mojo Vision ومقرها كاليفورنيا، والتي جمعت 226 مليون دولار لتطويرها، بسبب مشاكل التمويل.
تعد شركة Sensimed، ومقرها سويسرا، أبرز شركة حصلت على الموافقة لبيع عدساتها اللاصقة الذكية، التي تلتقط التغيرات التلقائية في العين وتزود الأطباء بالمعلومات للمساعدة في توجيه علاج الجلوكوما.
يتوقع أكسلرود مستقبلًا مذهلاً للبشرية، حيث يتحول الجنس البشري إلى كائنات تتمتع بقدرات خارقة مستمدة من أفلام الخيال العلمي.
اقرأ أيضًا: إطلاق نظام التشغيل OnDemand AI لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالإمارات
ويُعزّز أكسلرود هذا التوقع بالإشارة إلى سرعة التطورات التكنولوجية المتسارعة، مما يجعل هذا السيناريو المستقبلي، وإن بدا خياليًا، أقرب إلى التحقيق من أي وقت مضى.
من جهة أخرى، تحدث أكسلرود عن مسألة استدامة العدسات اللاصقة الذكية، مشيرًا إلى عيوب الأجهزة الحديثة التي تضر بالناس والبيئة. وأكد تصميم العدسات كأداة مريحة تُسهل الحياة، وتُتيح التواصل دون شاشات، والتحكم في الأجهزة باستخدام العقل، وتقليل إجهاد العين بشكل كبير.
وتوقع أكسلرود، أن الناس، بعد تجربة هذه التقنية، لن يرغبوا في العودة إلى الطرق القديمة.
وأكد أكسلرود دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل وظيفة المنتج النهائي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يساهم في تحديد ميزات وخصائص العدسات اللاصقة الذكية.