تسمح شبكات البلوكتشين للأفراد أو الشركات، نقل الأصول، وتنفيذ المعاملات بكل أمان وشفافية. ولقد ساهمت تقنية البلوكتشين أو سلاسل الكتل خلال السنوات الأخيرة، في تغيير مفهوم المال والربح في عالمنا الحالي.
وتتضاعف أعداد شبكات البلوكتشين بوتيرة متزايدة وباستمرار. ففي عام 2022 فقط، اتضح أن أكثر من 10,000 عملة مشفرة نشطة تعتمد على تقنية البلوكتشين، بجانب مئات من سلاسل الكتل غير المشفرة.
شبكات البلوكتشين والمعلومات الرقمية
يتمثل الهدف الجوهري من خلال شبكات البلوكتشين في السماح بتسجيل المعلومات الرقمية، وتوزيعها دون تحريرها. وهذا ما يجعل سجلات المعاملات المبنية على هذه التقنية؛ غير قابلة للتغيير، أو الحذف أو الإتلاف.
في عام 1991؛ طبق عالم الكمبيوتر ستيوارت هابر (Stuart Haber)، والفيزيائي وايكفيلد سكوت ستورنيتا (W. Scott Stornetta) تقنيات التشفير في سلسلة من الكتل، بهدف تأمين المعلومات الرقمية من العبث بالبيانات. وفي غضون عشرين عامًا تقريبًا؛ اتسع نطاق استخدام البلوكتشين، مع ولادة أول عملة مشفرة في 2009؛ وهي البيتكوين.
وقد اتسع نطاق شبكات البلوكتشين مع السنوات التالية إثر إنشاء عملات مشفرة جديدة، وإطلاق تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi)، وظهور الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) والعقود الذكية.
إيجابيات شبكات البلوكتشين
1. تعزيز الدقة عن طريق إلغاء المشاركة البشرية في عملية التحقق: إذ تخضع جميع المعاملات على شبكة البلوكشين للموافقة والتحقق من قبل شبكة ضخمة من الحواسيب الإلكترونية، الأمر الذي يلغي التدخل البشري في عملية التحقق وبالتالي يقلل من نشبة وقوع خطأ أو قلة دقة في البيانات.
2. تخفيض التكاليف بإلغاء التحقق من طرف ثالث لأن جميع العملات تتم بصورة مباشرة بإستخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكشين.
3. التمتع باللامركزية التي تجعل من الصعب العبث بها: فعندما يتم إضافة كتلة جديدة إلى البلوكشين، يقوم كل جهاز كمبيوتر على الشبكة بتحديث البلوكشين ليعكس التغيير. ومن خلال نشر هذه المعلومات عبر الشبكة، بدلاً من تخزينها في قاعدة بيانات مركزية واحدة، يصبح العبث بها أكثر صعوبة.
4. جعل المعاملات آمنة وخاصة وفعالة بسبب الإعتماد على الذكاء الاصطناعي المتطور وعدم وجود طرف ثالث الأمر الذي يسهل حفظ المعلومات والتحقق من دقتها بنسبة عالية، كما يؤمن حصرية المعلومات بين طرفين لا ثالث لهما.
5. توفير بديل مصرفي وطريقة لتأمين المعلومات الشخصية لمواطني البلدان ذات الحكومات غير المستقرة أو المتخلفة
سلبيات شبكات البلوكشين
1. استخدام نظام البلوكشين له تكلفة تقنية كبيرة مرتبطة بالتعدين أو بمعنى آخر مرتبطة بكلفة التحقق من دقة المعلومات على شبكات البلوكشين.
2. البطء وعدم كفاءة البيانات: تشير التقديرات إلى أن شبكة البلوكشين يمكنها إدارة حوالي سبع معاملات فقط في الثانية. تعد عملة البيتكوين مثل مناسب لأوجه القصور المحتملة في البلوكشين. إذ يستغرق نظام البلوكشين لإثبات أي معاملة مرتبطة بالبيتكوين حوالي 10 دقائق.
اقرأ أيضًا: عملة نوسيس في صعود لافت عند 162 دولارًا
3. قد تستخدم البلوكشين كوسيلة لتأمين تشغيل عمليات غير مشروعة مرتبطة بغسيل الأموال.
4. قيود تخزين البيانات: إذ أن كل كتلة تملك سعة تخزين واحتفاظ محددة. والجدل القائم حاليًا مرتبط بكيفية توسيع وتسهيل حفظ البيانات في نظام البلوكشين.
شبكات البلوكتشين.. فرص جديدة
لقد غيرت شبكات البلوكتشين كيفية استثمار الناس لأموالهم، وصارت تتمتع العديد من منصات تبادل العملات المشفرة بمتطلبات أكثر استرخاءً، وأقل تقييدًا للمستثمرين، مقارنة بأساليب التمويل التقليدية.
اقرأ أيضًا: في ميتافيرس.. أسواق جديدة لنشاطك الاستثماري
ويتجه المستثمرون حاليًا؛ إلى شراء العملات المشفرة عوضًا عن الأصول التقليدية. فأصبح بإمكان أي شخص تحميل محفظة رقمية مليئة بالعملات المشفرة، والغوص في المشاريع الاستثمارية، والمعاملات المختلفة.
يمكن لمستثمري العملات المشفرة الاستثمار في الرموز التي أنشأتها الشركات العامة أو الخاصة، كما بإمكانهم المشاركة في جولات التمويل الأولية للمشاريع الضخمة المطروحة في الأسواق. وبفضل هذه التقنية ومساهمتها في عالم التشفير، شهد هذا المجال إقبالًا واسعًا من فئة الشباب المتعطشين للاستثمار وجني الأموال في سن مبكر. ومع توسع مساحة هذا العالم، ظهرت فرص عمل جديدة أمام الأفراد تلبية لحاجات السوق المتغير.
وتوفر شبكات البلوكنشين إمكانية إعادة حقوق المحتوى إلى المؤلفين، واستخدام أدوات أكثر أمانًا عبر الإنترنت، وتأمين لامركزية الاحتكارات، وتطوير الأعمال، وبالتالي بناء اقتصاد رقمي جديد وأكثر شفافية.
يشير تقرير عبر موقع ميديوم «Medium»، إلى أنه من المتوقع أن تصل قيمة سوق البلوكتشين العالمي إلى 450 مليار دولار بحلول عام 2028. لذلك يجب على الجميع أن يكون مستعدًا للانخراط في شبكات البلوكتشين، والتي ستلعب دورًا كبيرًا في صياغة المستقبل.