تفوقت شركة مايكروسوفت التي يرأسها ساتيا ناديلا، على منافستها الأقوى شركة آبل، لتصبح بذلك مايكروسوفت الشركة الأكثر قيمة سوقية في في العالم للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
وارتفعت قيمة شركة البرمجيات العملاقة ومقرها ريدموند بواشنطن لتصل إلى 2.89 تريليون دولار، في الوقت الذي بلغت قيمة شركة أبل حوالي2.87 تريليون دولار، فما سر هذا التفوق؟
ساتيا ناديلا يقود تفوق مايكروسوفت
في حديث لمجلة فورتشن، أوضح ديفيد كاتز، رئيس قسم الاستثمار في شركة ماتريكس آسيت آدفيزورز (Matrix Asset Advisors)، وهي من أشهر شركات التحليل المالي، سبب تفوق مايكروسوفت على منافستها أبل.
وأشار كاتز إلى أن شركة أبل Apple لم تحقق نموًا ملحوظًا، بينما أظهرت شركة مايكروسوفت قدرة أكبر على تحقيق وزيادة الأرباح. وقال كاتز: «مايكروسوفت لديها رؤية أوضح لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وقد أبدعت في شرح كيف سيساهم ذلك في تعزيز النمو وجعل توقعاتها على المدى الطويل أكثر جاذبية».
اقرأ أيضًا: قصة نجاح ساتيا ناديلا في قيادة مايكروسوفت
وبفضل الثقة المستمرة في الذكاء الاصطناعي، ارتفع سهم مايكروسوفت 3.3%، في حين تراجع سهم أبل 3.4% بسبب المخاوف المتزايدة حول نموها، حيث خفض المحللون تصنيفاتها ثلاث مرات على الأقل، وفقًا لبيانات بلومبرغ.
ويتوقع المحللون في وول ستريت أن تواصل مايكروسوفت تقدمها خلال الـ 12 شهرًا القادمة، مما قد يجعلها تتخطى حاجز الـ 3 تريليون دولار في القيمة السوقية، وذلك بسبب استثمارتها في الذكاء الاصطناعي، وهو الاتجاه الذي اتبعه الرئيس التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا.
ساتيا ناديلا «أفضل الرؤساء التنفيذيين»
في العام الماضي ، حظي ساتيا ناديلا بإعجاب كبير من اللاعبين والمحللين الرئيسيين في قطاع التكنولوجيا لاستراتيجيته الذكية، حيث تفوق رئيس مايكروسوفت على منافسيه في مجال الذكاء الاصطناعي بعد أن اشترى أغلى شركة في هذا المجال، وهي أوبن إيه آي (OpenAI) ، حتى عندما واجهت الشركة أزمة بسبب إقالة رئيسها التنفيذي سام ألتمان بشكل مفاجئ.
لم يضيع ساتيا ناديلا وقتًا في إنقاذ ألتمان وتعيينه ليكون قائدًا للفريق الجديد للبحث المتقدم في الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، قبل أن يساهم في إعادته إلى منصبه مرة أخرى.
وبحسب موقع بيزنس إنسايدر ، كان ساتيا ناديلا يريد الحفاظ على استثماراته في الذكاء الاصطناعي، والتي زادت بأكثر من 50 مليار دولار ، من خلال الاحتفاظ بأهم شريك له ، وهو أوبن إيه آي ورئيسه التنفيذي سام ألتمان.
وعلق المستثمر أفيرال بهاتناغار ، في تغريدة على تويتر: «يمكنك الآن فهم لماذا ساتيا ناديلا هو واحد من أفضل الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا في هذا العصر، لقد تمكن من الاحتفاظ بألتمان، وجعل عملية الانتقال أنيقة قدر الإمكان، وإدارة الفوضى واتخاذ القرارات الجريئة، وعدم تدمير أوبن إيه آي أوبن إيه آي OpenAI».
ساتيا ناديلا وإدارة الأزمات
لا شك أن الاستثمارات تواجه أزمات مختلفة، لكن العامل المحوري في التفوق هو كيفية إدارة هذه الأزمات بشكل سليم وإنقاذ الشركة في الظروف الصعبة لمواصلة العمل. وفقًا لموقع إنك (Inc)، أظهر ساتيا مانديلا، رئيس مايكروسوفت، كيف يمكن لقائد في الشركات الناشئة التعامل مع الأزمات بطريقة عملية، عندما واجه فوضى في شركة أوبن إيه آي (OpenAI)، التي كانت تهدد استراتيجية مايكروسوفت في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. بعد عزله.. كيف وصل سام ألتمان إلى منصب رئيس «أوبن إيه آي»؟ وكم تبلغ ثروته؟
عندما أقال مجلس إدارة شركة الذكاء الاصطناعي رئيسها التنفيذي سام ألتمان، اختار ساتيا ناديلا الخيار الأكثر فعالية، حيث أدرك أنه لا يستثمر في شركة؛ بل يستثمر في الناس، ولذلك كان يعلم أن سام ألتمان رئيس أوبن إيه آي (OpenAI)، فمنحه منصبًا في مايكروسوفت ليقود القسم الجديد للذكاء الاصطناعي، وكذلك تذكر استثماره في الناس من خلال تقديم فرص عمل للموظفين الذين كانوا على وشك الاستقالة من (OpenAI) بعد إقالة ألتمان.
وتمكن ساتيا ناديلا من الاجتماع مع باقي المستثمرين في أوبن إيه آي (OpenAI)، والضغط على مجلس الإدارة لإعادة سام ألتمان والاستقالة والاحتفاظ به وبالموظفين.
At the end of the day, the greatest privilege of my job is working with people who are driven by mission. These last 5 days, I saw people across OpenAI remaining calm and resolute in driving their mission despite all that was happening around them. And I saw people across…
— Satya Nadella (@satyanadella) November 22, 2023
وأشار الموقع إلى أن أحد الدروس الهامة التي تكشف عن سر تفوق ساتيا ناديلا في مايكروسوفت، هو القدرة على التعامل مع الأحداث بشكل صحيح، لأنه بالتأكيد لا يمكنك التحكم في كل ما يمكن أن يحدث ولكن يمكنك التحكم في الاستجابة، وفي هذه الحالة، ركز رئيس مايكروسوفت على تحفيز الفريق على تجاهل الضوضاء والعمل على النمو، والأهم من ذلك ، أن ساتيا ناديلا يسعى دائمًا إلى إرضاء جميع المعنيين، سواء كانوا شركاء أو مستثمرين أو علماء.
وقال ساتيا: «عندما تكون قائدًا ويمر فريقك بأزمة، فهناك الكثير من الفوضى، مهمتك هي أن تكون مصدرًا للثبات والسكينة حتى يشعر فريقك بالراحة، قد تعتقد أن الاهتمام بالمشاعر هو إضاعة للوقت، لكن وظيفتك هي إبقاء الناس مركزين على المهمة إذا كنت تتوقع تخطي الفوضى».