يُعرف بيتر لينش بأنه رائد استراتيجية «النمو بسعر معقول» (GARP)، وهي استراتيجية تجمع بين الأسهم ذات التقييمات المعقولة ونمو الأرباح القوي.
في عام 1977، تولى لينش إدارة صندوق ماجلان، وهو صندوق صغير للاستثمار في زيادة رأس المال تأسس عام 1963، وكان يستثمر بشكل أساسي في الأسواق المحلية. تحت قيادته، حقق الصندوق متوسط عائد سنوي قدره 29%، وتفوق على مؤشر S&P 500 في جميع السنوات باستثناء سنتين.. فما هي استراتيجية النمو بسعر معقول، وكيف تختلف عن استراتيجية استثمار القيمة، وكيف حقق بيتر لينش نجاحًا من خلالها؟
استراتيجية «النمو بسعر معقول» (GARP)
بحسب موقع إنفستوبيديا، هي استراتيجية استثمارية تجمع بين مبادئ الاستثمار في النمو والاستثمار في القيمة لاختيار الأسهم الفردية. يسعى المستثمرون الذين يتبعون هذه الاستراتيجية إلى العثور على شركات تُظهر نموًا مُطردًا في الأرباح يفوق مُعدلات السوق، مع استبعاد الشركات ذات التقييمات المُبالغ فيها. الهدف الأساسي هو تجنب التطرف في كل من استراتيجيتي النمو والقيمة؛ هذا عادةً ما يقود مُستثمري GARP إلى أسهم مُوجهة نحو النمو مع مُضاعفات سعر/ربحية (P/E) مُنخفضة نسبيًا في ظروف السوق الطبيعية.
فهم استراتيجية «النمو بسعر معقول»
استراتيجية «النمو بسعر معقول» (GARP) اشتهر بها بيتر لينش. هذه الاستراتيجية لا تعتمد على قواعد صارمة، لكنها تستخدم مقياسًا مهمًا اسمه «معدل سعر/الربحية إلى النمو» (PEG). هذا المعدل يقارن بين سعر السهم ونمو أرباح الشركة المتوقعة. المستثمرون الذين يستخدمون GARP يبحثون عن أسهم يكون فيها معدل PEG يساوي 1 أو أقل، وهذا يعني أن سعر السهم مناسب بالنسبة لنمو أرباح الشركة.
اقرأ أيضًا.. الاستثمار في أبل: ماذا لو استثمرت 1000 دولار قبل 10 سنوات؟
هذه الاستراتيجية تساعد في العثور على أسهم بأسعار جيدة. في حالة انخفاض سوق الأسهم، قد يحقق مستثمرو GARP أرباحًا أعلى من المستثمرين الذين يركزون فقط على النمو، ولكن أقل من المستثمرين الذين يركزون فقط على القيمة.
مُستثمرو GARP مقابل مُستثمري القيمة
مستثمرو القيمة يشترون الأسهم «الرخيصة» أو التي تباع بأقل من قيمتها الحقيقية. يبحثون عن أسهم منخفضة السعر لسببين:
فرصة ربح أكبر: إذا كان السهم مُقيّمًا بأقل من قيمته، فمن المُحتمل أن يرتفع سعره في المستقبل، ما يُحقق ربحًا للمستثمر.
مخاطرة أقل: إذا لم يرتفع سعر السهم كما هو مُتوقع، فإن الخسارة تكون محدودة لأن السعر الذي تم الشراء به منخفض بالفعل.
هذا المبدأ يُسمى «هامش الأمان»، أي شراء السهم بسعر أقل من قيمته لضمان وجود هامش يحمي من الخسائر.
مستثمرو القيمة لا يُؤمنون بأن أسعار الأسهم تعكس دائمًا جميع المعلومات المتاحة عن الشركة والسوق (وهي فكرة “كفاءة السوق”). بل يعتقدون أنهم قادرون على إيجاد أسهم مُبالغ في قيمتها (سعرها مرتفع جدًا) أو أسهم مُنخفضة القيمة (سعرها منخفض جدًا).
لتحديد القيمة الحقيقية للسهم، قد يستخدم مستثمرو القيمة أسلوبًا يُسمى «تحليل التدفقات النقدية المُخصومة» (DCF)، وهو أسلوب معقد لحساب قيمة الشركة بناءً على أرباحها المُتوقعة في المستقبل.
من أشهر مستثمري القيمة وارن بافيت، الذي يرأس شركة Berkshire Hathaway، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم.
استراتيجية GARP
أسهل طريقة لاستخدام استراتيجية GARP هي الاستثمار في صندوق مؤشرات يتبع هذه الاستراتيجية. هذا يوفر عليك عناء تحليل الأسهم بنفسك. هناك مؤشر اسمه S&P 500 GARP يتتبع الشركات التي لديها نمو جيد وتقييم معقول وقوة مالية. هناك صندوق متداول في البورصة اسمه Invesco S&P 500 GARP ETF (SPGP) يستثمر في هذه الشركات. يستثمر هذا الصندوق معظم أمواله في قطاعات مثل الرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والمالية. بعض الشركات المعروفة التي يستثمر فيها هي Meta (فيسبوك سابقًا) و Adobe و Cigna. تكلفة الاستثمار في هذا الصندوق منخفضة.
اقرأ أيضًا.. 5 نصائح من وارن بافيت ينبغي معرفتها قبل الاستثمار في 2025
كيف حقق لينش هذا النجاح؟
يعتمد نهج لينش «من القاعدة إلى القمة» على اختيار الأسهم المحتملة واحدًا تلو الآخر ثم فحصها بدقة. لا توجد صيغة أو معايير محددة تُنتج قائمة بـ«القصص الجيدة» المحتملة.
تصنيف الأسهم إلى ستة أنواع
خلال مسيرته المهنية، قسّم لينش الأسهم أيضًا إلى ستة أنواع:
أسهم النمو (النجوم الصاعدة): الشركات التي تشهد نموًا سريعًا في أرباحها وإيراداتها.
أسهم توزيعات الأرباح (المدفوعات الثابتة): الشركات التي تُوزع أرباحًا نقدية منتظمة للمساهمين.
الأسهم الممتازة (الأسماء الكبيرة): الشركات الكبيرة والمستقرة ذات السمعة الجيدة.
الأسهم الدورية (مُتّبعة الاتجاهات الاقتصادية): الشركات التي يتأثر أداؤها بالدورات الاقتصادية.
الأسهم الدفاعية (مقاومة الأزمات): الشركات التي تحافظ على أدائها الجيد حتى في فترات الركود الاقتصادي.
الأسهم المضاربة (البطاقات الجامحة): الأسهم ذات المخاطر العالية والعوائد المحتملة الكبيرة.