بعد تعرضه للتسريح من العمل، احتاج ماركوس غريم إلى تغيير مساره المهني. تحول متخصص أتمتة التسويق البالغ من العمر 52 عامًا إلى منصة أب وورك (Upwork) وهي منصة تربط بين العملاء والمستقلين في مختلف المجالات.
على منصة «أب وورك»، وجد ماركوس أن هناك الكثير من الطلب على خبرته في أتمتة التسويق، وبدأ في تقديم عروض للمشاريع المناسبة له، ومع ذلك، واجه بعض التحديات في التنافس مع المستقلين الآخرين الذين يقدمون خدمات مماثلة بأسعار أقل، لذلك فكّر في استخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة إمكاناته في تحقيق الأرباح بشكل كبير.
يكسب غريم الآن ما يقرب من 50 ألف دولار سنويًا وهو رقم أكبر مما كان يكسبه كموظف بدوام كامل، وقد أدى استخدامه الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي إلى تسريع أعماله – فهو الآن يعمل وقت أقل بنسبة 75٪.
إليك كيف تمكن غريم من تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لكسب المزيد من المال مع القيام بعمل أقل؟
اختر أداة الذكاء الاصطناعي المناسبة
من بين العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي المتوفرة حاليًا، كان هناك أداة واحدة هي الأبرز اختارها غريم لتحقيق نجاحه، وهي تشات جي بي تي (ChatGPT) وهي أداة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء محادثات.
ماركوس يقول: «لقد جربت الكثير من الأدوات الجديدة، لكنني أفضل تشات جي بي تي على الدوام». «أنا معجب بكون كل دردشة تساهم في تدريب الأداة على الموضوع الذي أتحدث عنه، وألاحظ أن النتائج تصبح أفضل كلما استخدمتها أكثر».
يضيف ماركوس، «على سبيل المثال بدلًا من البدء بمحادثات جديدة، أحيانًا أعود إلى محادثات سابقة وأضيف إليها. وعندما أسأل أسئلة جديدة، تزداد النتائج قيمة التدريب المتواصل لروبوت الدردشة بمرور الوقت».
اقرأ أيضًا: كيف تستفيد من ChatGPT في 10 مجالات مختلفة؟
لماذا يفضل غريم ChatGPT؟
يقول: «روبوت GPT الخاص بـ تشات جي بي تي ممتاز»، موضحًا «يمكنني بسهولة إنشاء روبوتات لأغراض معينة ومشاركتها مع الآخرين عبر متجر GPTs».
ومتجر GPTs هو متجر يضم إصدارات من تشات جي بي تي بناها مستخدمون عاديون ليس لديهم أي مهارات في البرمجة أو أدنى خبرة فيها، قد تتناول هذه الإصدارات موضوعات مثل الطهي على سبيل المثال، فيصبح بإمكان المستخدمين الآخرين الاستفادة منها، فيما لم تحدد OpenAI حتى الآن الشكل الذي سيظهر عليه المتجر، ولا خطة الاشتراك في هذه الإصدارات التي تعود إلى مستخدمين عاديين.
اقرأ أيضا..ما أفضل طرق كسب المال من ChatGPT؟.. إليك 5 منها
ويُعد بذلك GPTs هي طريقة جديدة ومبتكرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، وتفتح الأبواب أمام الابتكار والتطبيق الأوسع. على سبيل المثال، يمكن تدريب GPTs على مجموعة كتب الطهي حتى يتمكن من الإجابة على الأسئلة المتعلقة بمكونات وصفة معينة. أو يمكن لـ GPTs استيعاب قواعد التعليمات البرمجية الخاصة بالشركة حتى يتمكن المطورون من التحقق من أسلوبهم أو إنشاء تعليمات برمجية بما يتماشى مع أفضل الممارسات.
يواصل غريم حديثه فيقول أنه «رغم أنني كنت معجبًا بـ تشات جي بي تي منذ عام، إلا أنها تبدو أفضل كل يوم، ومثال على ذلك هو الصور، فقبل عام، كانت الصور التي كنت أحصل عليها من OpenAI غير مقنعة في أغلب الأحيان. الآن أفضل 90% من الصور الأولى التي يقترحها علي الروبوت ولا اضطر إلى إجراء أي تعديلات».
اقرأ أيضا.. ChatGPT سيكون مفيدًا لـ3 وظائف.. فما هي؟
لا تخف من التجربة
غريم لم يتلق أي تعليم أو تدريب في الذكاء الاصطناعي، ولكنه يرى أن التعلم عن طريق التجربة أفضل طريقة لاستيعاب كيفية التعامل مع أدوات مثل تشات جي بي تي.
وقال: «تعلمت معظم ما أعرفه من خلال التجربة، وأعتقد أن هذه هي الطريقة الأمثل لاكتشاف كيفية تطبيقها في حالات الاستخدام الخاصة بي»، مضيفًا «كنت أطلب من تشات جي بي تي أن يقوم بأي شيء يستغرق وقتًا طويلاً مني».
على سبيل المثال، يعتمد غريم الآن على تشات جي بي تي لمساعدته في تحليل جداول البيانات ورموز HTML وقال: «أنا خبير تسويق استراتيجي، وأقضي جزءًا كبيرًا من وقتي في استخدام Excel وربما نفس الوقت في تعليمات HTML ، لكنني لست متخصصًا في أي منهما. بدلاً من الالتباس، أقوم بتحميل ملف CSV ، إذا كان Excel صعبًا، أو ألصق الكود ، إذا كان HTML ، ثم أخبر تشات جي بي تي بما أريده. في كل مرة أفعل ذلك، أوفر لنفسي دقائق، وهذه الدقائق تتراكم بسرعة لتصبح وقتًا أطول تم توفيره».